كما تعودنا من الاصابع الذهبية كل فترة تبهرنا بلوحة من لوحاتها وقصة من قصصها
ولكن اليوم لوحة مختلفة وقصة مختلفة
فهى تعبر عن واقع يعيشه الكثير ، اللوحة ” دمشق وحنين “ ليست لوحة فنية فقط ، أنها رسالة للعالم ، أنها تمثل قدوة لبلد بل استطيع ان اقول للعرب اجمع ، فهى رمز الصمود والتحدي والعمل تحت احلك الظروف فى ظل ظلم الإنسانية وصمت غير مبرر من العالم فهى رسالة فنية ورسالة سياسية .
فتحية لحنين و تحية لسناء
وتروى هيشري عن لوحتها وتقول :-
تعوّدت رسم لوحات تكون عنوانها المرأة المناضلة التي خُلّد اسمها في كتب التّاريخ
اليوم أردت خوض تجربة فنّيّة جديدة تكون فيها المرأة مرّة أخري ضيفة علي لوحتي و لكن برسالة جديدة و طريقة مختلفة عن العادة.
كنت دائمة المواظبة علي التّجوّل في بارك إيغمونت اثر وجودي ببروكسال ، هي من احب الحدائق لقلبي ، واحة خضراء منعزلة،من اجمل الحدائق بالمدينة تميّزت بأجوائها الهادئة، اختفي و اهرب إليها بحثا عن الإسترخاء و الإلهام ، هنا بين المساحات الخضراء للحصول عن موضوع جديد و رسالة فنّيّة و صورة أرسمها…!
كان يوم بارد من أيّام شهر ديسمبر و انا في طريقي أتنزّه تعرّفت علي فتاة إسمها حنين و ما أجْمل ذالك الاسم الذي اتّخذته عنوان للوحتي!
كانت حنين ترتدي قبّعة و ثوبا أزرق، و كانت جالسة علي أحد المقاعد ، شاردة الذّهن بذكرياتها، دخلتُ في حوار معاها و عرفت أنها من دمشق سوريا!
تشوّقت لمعرفة قصّتها و الطريق الذي اخذها الي بروكسال،
جلوسي مع حنين أعطاني شعور بالشغف لسماع حكايتها و لا الف ليلة و ليلة…!
أخبرتني انها مدنيّة سوريّة دفعت ثمن هذه الحرب ، و أُجْبرت علي النّزوح من منزلها بسبب التشريد و القتال و الدمار ،سُرقت شركتها و منزلها و كلّ ما لديها!
ليالي مظلمة قضتها في عدّة مراكز ، عاشت مشاهد مؤلمة لن تُنسي و تبقي في التّاريخ،و بعد 5 سنوات من المعاناة تمكّنت حنين من الوقوف مرّة أخري و إثبات ذاتها و إعادة ولادة حياة جديدة في بروكسال،
توقّعت أنّها فازت بالإستقرار و بالأمان أخيرا و لكنّ كيْد عدوّ خفيّا كان بالمرصاد ليُعرّضها مرّة اخري للخطر و يهدم الطّمانينة و راحة بالها !
“كورونا” التي أدخلت الخوف و الاكتآب في قلبها مرّة أخري
حينذاك توقفت مشاريعها في بروكسال مع تفشّي وباء كوفيد19
و اتّخذت قرارا بأن تُساهم في تعقيم المستشفيات حرصا لها علي ردّ المعروف لاهالي المنطقة التي تسكن فيها الذين عاملوها بكل إنسانيّة و إحترام
أدهشتني حنين بشخصيّتها بالرّغم من صغر سنها 37 عاما و رؤيتها للحياة بحكمة تُلهمنا لرسالة الإصرار و العزيمة و الهمّة و التّغلّب علي أصعب الأمور، ليست لاجئة بل هي بنت حوّاء جلبت ثقافة و حضارة وطنها الي بروكسال
و لا زالت مصرّة و تأمل في يوم من الأيام ان تتمكن هي و عائلتها العودة الي سوريا، في سلام و حرّية و بناء وطن حرية و عدالة، دولة لها دستور ،سوريا بصمة للتاريخ و الحضارة، تلك الجنّة الدّمشقية التي وصفها نزار القباني:-
هاهي الشّام بعد فرقة دهر ، أنهر سبعة و حور عين
آه يا شام كيف أشرح ما بي و أنا فيك دائما مسكون
أهي مجنونة بشوقي إليها ، هذه الشام أم أنا المجنون؟
من هنا كانت بداية انطلاق رسم لوحتي الجديدة “حنين” و مرّة اخري كانت الأُنثي هي مُلْهمتي، خُضْتُ في أعماقها و أنطلقتُ في التّعبير عن القضيّة السّوريّة بألواني و ريشتي علي لوحة الكانفاس لأُوصل للعالم صورة و رسالة ….!
بروكسال ديسمبر 2020
سناء هيشري فنانة تشكيلية و مدرسة فنون جميلة من خريجة المعهد الملكي للفنون الجميلة ببروكسال و خريجة معهد:
“Paul académique “ للعلاج بالفنّ
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.