لقد أصبح العالم علي “صفيح ساخن” بعد نشوب “الحرب الروسية الأوكرانية”، والتي بدأتها روسيا طمعا في اوكرانيا ومواردها الطبيعية من جهة وخوفها من أمريكا وحلف الناتو من الجهة الأخرى، ومطالبها بنزع السلاح من أوكرانيا وتغيير السلطة، وتطبيق الحظر عليها، وأن تكون دولة محايدة.
إن “الوضع بات خطيرًا” بعد تدمير بوتين لما تم بناؤه منذ عدة سنوات من قبل الاوكرانيين ، ومطالبه بالاعتراف بجزيرة القرم كونها ضمن المناطق الروسية، والأسر من إقليم دونباس امتدادًا لكل المدن الأوكرانية، حيث يقتل دون تمييز وما زال القصف الروسي على خاركيف، وتدمير مطار فينتسيا المدني بالكامل، حتي بات جنوده في كل أنحاء أوكرانيا، وتمدده حتي أصبح في عمق كييف وسعيه للسيطره عليها.
وترجع المشكلة لضغائن عالقة ومنذ احتلال روسيا لجزيرة القرم وقتل الجنود ومن يعيشون عليها، الأمر الذي دعي أوكرانيا للسعي نحو الإنضمام إلى أمريكا وحزب الناتو باعتبارهم حليف استراتيجي أو كما ظنت، وهذا ما رفضته وعنفته روسيا باعتبارها قوة عظمي وحليف للإتحاد السوفيتى، وحتي لا تأتي قوة عظمي أخرى تفرض شروطها عليها تهدد أمنها القومي، بادرت حينئذ بالحرب علي أوكرانيا، وفي تحد أخر تهدد كل الدول بالحرب النووية.
وبرغم ما حققه الروس من النزوح إلا أن الخوف يتملك العديد منهم وعلي رأسهم بوتين لوقوف معظم دول العالم مع أوكرانيا، والعقوبات الإقتصادية التي تطالهم حتما، وانسحاب المستثمرين و الشركات العالمية الكبرى من روسيا، وإيقاف بطاقتي فيزا وماستر كارد Visa – Mastercard وستستمر المعاملات داخل روسيا.
العالم بات يضيق على روسيا من نقص السلع والأدوية الأساسية لكثير من المرضي، وانسحاب الشركات العالمية والمستثمرين، والعقوبات الدولية عليهم، “أعتقد أنها نهاية روسيا وليست نهاية أوكرانيا” خاصة بعد أن خرج الشعب الروسي متظاهرًا أمام بوتين وما أحدثه من حرب ضد أوكرانيا لأن أغلبية شعبه غير راض عنها، وتصريحاته للإعلام لتبرير موقفه لقتل جيشه واغلبهم من الشباب، ولم يتكبد الاتحاد الروسي مثل هذه الخسائر في أي نزاع مسلح من قبل.
ومن ثم فإن حديث الكرملين عن المفاوضات وتوطيد المواقف التي تم تحقيقها قد يكتسب المزيد من “ملاحظات التسول والمراوغة التي لا جدوى لها”،
وبوتين مبررًا موقفه للحرب، “أوكرانيا كانت تخطط بتهديد الأمن الروسي، وأنها لم تلتزم ببعض الاتفاقيات”.
وأوضح “زيلينسكى رئيس أوكرانيا” أن روسيا لديها أوامر بمحو تاريخ أوكرانيا و محونا جميعا، وما تفعله روسيا الان يدمر ما تم بناؤه منذ عدة سنوات، ولن يغفر الأوكرانيين دمهم وقتل أطفالهم إنه يقتل الناس المسالمين والنساء والأطفال والمسنين، حتي نجحنا في توفير ممرات آمنة يستطيع المدنيين المرور منها.
لقد أصبح الاوكرانيون المدنيون يعيشون بين صفارات الإنذار القصيرة والطويلة وتطاير الصورايخ في كل مكان، والتهديد المستمر لهم واختباءهم في الأنفاق والأماكن الآمنة خوفا من الموت.
وقال وزير الخارجية الأوكراني: “إننا جاهزون للحوار والتفاوض لكننا غير مستعدين لفرض الاملاءات والشروط علينا”.
وبحسب بعض التقارير، فإن قيادة بيلاروسيا، بعبارة ملطفة، ليست سعيدة لأن جمهوريتها قد انجرفت إلى هذه المغامرة دون أن تطلب ذلك.
وعلي الجانب الآخر الإتحاد الأوروبي اكتفى بتصريحات العقوبات على روسيا، ورئيس المجلس الأوروبي صرح بأنهم يسعون لبناء تحالف دولي ضد روسيا لحماية النظام متعدد الأطراف، ولكن الواقع يشير أنهم يخشون دخول حرب مباشرة معها لاسيما بعد تصريح وزير الدفاع الروسي وتهديده بحرب نووية عالمية ثالثة تأخذ معها الاخضر واليابس.
وصرحت الرئاسة التركية أن زيادة النزح و الحراك الروسي لن يحل عمليات السلام.
وستسمح بولندا للأطفال من أوكرانيا بالمرور حتى بدون وثائق.
وقال مسئول أمريكي إن القصف الروسي لأوكرانيا سيزداد الأيام القادمة، وبايدن يبحث مع زيلنسكي الدعم الأمريكي لأوكرانيا والعقوبات على روسيا،
وبضوء اخضر من واشنطن رئيس الوزراء الإسرائيلي يقوم بدور الوسيط بين زيلنسكي وبوتين.
وبينت إيران أنها ترفض الحرب ضد أوكرانيا – لكنها تحمل واشنطن المسئولية الكاملة.
وبينت وزارة الخارجية الكورية الشمالية – أن التعسف الأمريكي أدى إلى صراع في أوكرانيا.
إن موقف ألمانيا بات جليًا و”مطالب سفير أوكرانيا لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، وكذلك موقف الحكومة الألمانية: لن نزود أوكرانيا بالسلاح. “نائب المستشار الألماني روبرت هابيك”.
ويُعد الناتو الأقرب للأوكرانيين من أي وقت مضى على حسب زعم كثير منهم ، إلا أن حلف الناتو متردد في أخذ اى إجراء رسمي و اتخاذ التدابير اللازمة ضد روسيا ويتراجع بموقف سلبي.
ورفض المنتخب السويدي لكرة القدم لعب إحدى تصفيات كأس العالم 2022 المحتملة مع المنتخب الروسي ، بغض النظر عن مكان إقامة المباراة.
وفي هجوم وتحد واضح جاء الرد البريطاني
حيث أعلنت الحكومة البريطانية “وجوب إفشال روسيا في حربها ضد أوكرانيا وأن يفشل بوتين ونتأكد أنه فشل، كما أننا نسعي أن تكون العقوبات الاقتصادية على روسيا إلي أقصى درجة، ودعم قدرة أوكرانيا للدفاع عن نفسها”.
وقال وزير الدفاع البريطاني لبوتين إن أى تهديد للإتحاد الأوروبي سيكون له رد فعل، وقال إن بوتين يتلاعب بالرئيس الفرنسي ماكرون، كما قال إن القوات الأوكرانية نجحت في اختراق شبكة الاتصالات الروسية الهشة.
وبينت المخابرات البريطانية أن بوتين اضطر لنفي التقارير عن فرض الأحكام العرفية.
ويعد الجيش الأوكراني أكثر صرامة من قبل الروس، حيث وضح الرئيس الأوكراني أن الجيش قتل عشرة الاف من الجيش الروسي وتم تدمير العديد من معداتهم العسكرية.
ومن جهة اخرى الجيش والشعب الأوكراني عاشقين لهذا البلد، وهذا يولد لديهم الدافع في القوة والتخطيط والوحدة والتكاتف، لكن جيش روسيا متزعزع وخائف و لديهم الهدف الأسطوري من الاستيلاء على أوكرانيا، و بعد نهاية الحرب العالمية الثانية كان لدى الناس كراهية للفاشية، ويستخدم بوتين واتباعه ضد الشعب الأوكراني هذه المصطلحات، ويدعي أن الأوكرانيين هم الفاشيون علي حسب زعمه وإيمانه بذلك، إلا أن الاوكرانيين يؤمنون حقا بأن هذا واهن و وهمي.
وروسيا تفهمت الآن الكلفة الحقيقة للحرب بعد فرض العقوبات الدولية عليها ، والحرب دائما لها خسائرها وستؤثر حتما على عتبة منازل روسيا، إن تهديد بوتين بحرب نووية تهدد الكوكب، وهيمنته بسبب طموحاته، وخوفه من أمريكا وأوروبا يقوده بالتحديد للتخبط، برغم هدوئه في حديثه، كما أنه يتلاعب بالمجتمع الدولي.
والروس مؤمنون حقًا في الدعاية والأكاذيب من خلال الشاشات التلفزيونية والأخبار الكاذبة، كما أنهم واثقون في الحرب ضد أوكرانيا، لأن معظم سكان هذه الدولة احتشدوا إلى حرب وقتل الأوكرانيين.
لقد أصبحت الحدود الأوروبية البولندية والرومانية وغيرها، تعج بآلاف الأوكرانيين الفارين من ويلات الحرب، وأصبحت الحافلات تنزح بهم لهذه الحدود مع محاولة توفير الطعام والشراب والتدفئة لهم في ظل هذا الجو القارص، إلا أن الملايين الآخرين يرفضون الذهاب ويدافعون عن وطنهم بكل استماته وإصرار، ولديهم نفس الدافع في تحقيق النصر بالوسائل النفسية وتكاتفهم معًا، والتي تحيي الحركة المتسارعة، والغرض منها خلق تأثير نهج سريع وحتمي.
علاوة على ذلك ووفقا للخطط الروسية، فإن القوات المسلحة الأوكرانية المهزومة والمغلوبة على أمرها تقاتل لفترة طويلة، بغض النظر عن التغطية والتحولات والتهديد بالتطويق، وعلى الرغم من التقارير العديدة التي تشير إلى وجود روس قويين بالفعل، إلا أن القوات الأوكرانية ما زالت صامدة وترفض الأمر الراهن وتقاوم بشدة.
ومن المواقف الإنسانية ألغت شركات الاتصالات التي تم حصرها في كندا والنمسا وألمانيا وسويسرا وفنلندا وسلوفاكيا ومقدونيا الشمالية والسويد وليتوانيا ولاتفيا وجمهورية التشيك وبولندا ومصر وكرواتيا وصربيا والبوسنة والهرسك الدفع للمكالمات الهاتفية إلى أوكرانيا وأصبحت مجانية.
ومعظم الدول تدعو وتحث رعاياها أن يغادروا أوكرانيا وروسيا ويعملون علي ذلك منذ اندلاع الحرب.
والسؤال الأخير .. ماذا بعد دخول أسلحة وجنود أمريكية وميليشيات وجنسيات لدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا ، هل ستكون حرب عصابات ؟!
هذا الأمر الذي لاقي قبولًا ونفورًا في نفس الوقت من الشارع الاوكراني لدخول قوات خارجية دعمًا لأوكرانيا، وبينت الخارجية الروسية أن الأسلحة المرسلة لأوكرانيا ستقع بيد الإرهابيين في أوروبا، وهذا يعد تهديدًا لدول أوروبا لدعمها لأوكرانيا.
وبينت وزارة الدفاع الروسية أن القوميبن في أوكرانيا يستخدمون “سيارات العصابات” بأسلحة صغيرة من عيار كبير أو قذائف هاون مثل “الإرهابيين في سوريا”.
وها نحن ننتظر لنري النهاية الحتمية وتداعياتها، والتي لا شك ستؤثر حتمًا علي كثير من الدول .. حفظ الله مصر.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
كل الشكر لصاحب المقال الذى استطاع أن يطرح القضية بكل جوانبها منذ البداية وحتى الحين .
شكرا على الاهتمام
روسيا غامرت وهى تظن أن ذراعها العسكرى قادر على احتلال كييف فى ساعات وتسليم السلطة إلى قيادة عسكرية موالية للروس تأتمر باوامرهم وتنتهى بنواهيهم وتبعد عن رؤوسهم فكرة الانضمام إلى حلف الناتو وموالاة الغرب والخضوع للسيطرة والهيمنة الأمريكية ، وعلى أرض المعركة تبدو مكاسب الروس العسكرية أكبر غير أن العقوبات الاقتصادية من معظم دول العالم باتت سلاحا يؤرق الشعب الروسى الباحث عن الرغيف .. تبدو أفكار بوتين وتخوفه من الهيمنة الأمريكية والزحف الأمريكى مشروعة إلا من احتلال وتشريد دول الجوار وجاءت مساندة بيلاروسيا العسكرية للدب الروسى ومساندة التنين الصين لتزيد الأمور تعقيدا فى ظل عالم أصبح يعج بالأسلحة النووية ويحكمه المجانين ..
حفظ الله مصر واهلها من كل سوء