تفتح الدول، التي قاومت لسنوات استقبال اللاجئين الهاربين من مرارة الحروب في سوريا والعراق وأفغانستان، أبوابها الآن أمام الأوكرانيين في الوقت الذي تشن فيه القوات الروسية هجوما عسكريا مستمرا على مستوى البلاد.
دفع الغزو الروسي لأوكرانيا عشرات الآلاف من الأشخاص إلى ترك منازلهم والفرار عبر الحدود هربا من قذائف الجيش الروسي. لكن على عكس اللاجئين، الذين قدموا إلى أوروبا في أزمات مختلفة خلال العقد الماضي، فإنهم موضع ترحيب.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يقرب من 100 ألف أوكراني غادروا بالفعل منازلهم، توجه نصفهم على الأقل إلى القطارات أو الطرق السريعة أو ساروا لعبور حدود بلادهم على الأقدام، فيما حذر المسؤولون من أنه قد يصبح أزمة اللاجئين التالية في العالم.
وقالت جين بساكي، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، الخميس، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن “مستعد بالتأكيد” لقبول لاجئين من أوكرانيا، وأشارت إلى أن الغالبية منهم قد يختارون البقاء في أوروبا حتى يتمكنوا من العودة بسهولة إلى ديارهم بمجرد انتهاء القتال.
بدوره، توجه فيليبو غراندي، رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالشكر إلى الحكومات والشعوب التي تبقي حدودها مفتوحة للأوكرانيين وترحب بهم. وحذر في نفس الوقت إلى أن عددا منهم قد ينتهي بهم المطاف في دول تقودها حكومات قومية كانت مترددة في استقبال اللاجئين في الماضي أو منعتهم من دخول أراضيها.
وأنشأت بولندا، بمساعدة الجنود والدبلوماسيين الأمريكيين، مراكز معالجة للأوكرانيين. وقال وزير الداخلية البولندي ماريوس كامينسكي، الخميس: “يمكن لأي شخص هارب من القنابل الروسية أن يعتمد على دعم الدولة البولندية”.
وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة البولندية أنفقت مئات الملايين من الدولارات على جدار حدودي، وهو مشروع بدأته بعد أن حاول اللاجئون والمهاجرون من الشرق الأوسط الوصول إلى البلاد العام الماضي لكن انتهى بهم الأمر محاصرين في بيلاروسيا المجاورة.
وفي المجر، يسمح الجيش للأوكرانيين بالعبور عبر أجزاء من الحدود كانت مغلقة. ووصف رئيس وزراء المجر المتشدد، فيكتور أوربان، اللاجئين في السابق بأنهم تهديد لبلاده واتُهمت حكومته بحبسهم وتجويعهم.
في أقصى الغرب، قال المستشار النمساوي كارل نهامر “بالطبع سنستقبل لاجئين إذا لزم الأمر”. وعندما كان يشغل منصب وزير الداخلية في السابق، حاول منع بعض الأفغان الذين يبحثون عن ملاذ بعد أن أطاحت طالبان بالحكومة في كابول من دخول البلاد.
ونقل عنه قوله خلال مقابلة في برنامج تلفزيوني وطني: “الوضع مختلف في أوكرانيا عنه في دول مثل أفغانستان”.
تشير بعض التقديرات إلى أن ما لا يقل عن مليون لاجئ سوف يفرون من أوكرانيا بسبب الغزو الروسي. وقالت ليندا توماس جرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، يوم الخميس، إن القتال يمكن أن يدفع إلى هجرة ما يصل إلى 5 ملايين شخص.
فيما أشار دبلوماسيون وخبراء إلى أن الدول الأوروبية الراغبة في استقبال الأوكرانيين ربما تحاول، جزئيا، تسليط الضوء على الاعتداءات الروسية على المدنيين من خلال تقديم استجابة إنسانية.
وتواجه إدارة بايدن أيضا دعوات لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين، على غرار ما تمنحه الإقامة أو الإفراج المشروط لأسباب إنسانية لأكثر من 75 ألف أفغاني عندما استولت طالبان على السلطة في أغسطس الماضي.
أرسلت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فريقا من خبراء الكوارث إلى بولندا، الأسبوع الماضي، لتقييم الطلب على المساعدات إلى المنطقة – بما في ذلك المياه والغذاء والمأوى والأدوية والإمدادات الأخرى – ولتنسيق إيصالها. وبعد ساعات من بدء الهجوم الروسي، أعلنت الأمم المتحدة أنها ستحول 20 مليون دولار من أموال الطوارئ للمساعدات الإنسانية للأوكرانيين، سيتم تخصيص معظمها إلى منطقة دونباس.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.