اقتصادالأخبارتكنولوجيا

الصين تستعد لأول رحلة بطائرة محلية الصنع

تستعد الصين لإطلاق أول رحلة تجارية لطائرتها “سي 919” الربيع المقبل، آملةً أن تحلّق بها إلى مكانة عالية في سوق الطيران العالمي.

يقابل هذا الطموح توقعات سلبية من منافسيها ومحللين اقتصاديين، يرون صعوبة في أن تنافس بكين شركات الطيران العملاقة، مثل “بوينغ” و”إيرباص”، لأسباب منها ما يخص نقص الخبرة واعتمادها على شركات أجنبية في المكونات الأساسية.

 

رحلة إنتاج “سي 919”

بعد أكثر من 14 عامًا من السعي لإنتاج الطائرات، تسلّمت شركة طيران شرق الصين أول طائرة تجارية محلية الصنع “سي 919”.

أقلعت الرحلة الأولى للطائرة “سي 919” في شنغهاي لمدة 15 دقيقة للاحتفال بهذه اللحظة التاريخية، ومتوقع أن تقوم الطائرة بأول رحلة تجارية الربيع المقبل، وفقا لوكالة الأنباء الصينية.

نهاية نوفمبر الماضي، حصلت شركة الطائرات التجارية الصينية “كوماك”، المطوّرة للطائرة “سي 919” على شهادة إنتاجها؛ وهو ما يعني أن هذا الطراز يمكنه أن يدخل الإنتاج على نطاق واسع.

مواصفات “كوماك سي 919″

القدرة الاستيعابية للركاب: بين 158-168.

الحد الأقصى لنطاق الطيران: 3450 ميلًا.

طلبات الشراء: 815 طائرة.

بها 20 شاشة لتشغيل مقاطع الفيديو.

سعرها يبلغ 99 مليون دولار.

تم اعتمادها في سبتمبر وبدء إنتاجها الضخم في نوفمبر.

تم طلاؤها بـ”أول طائرة C919 في العالم” على جانبها باللغتين الصينية والإنجليزية.

 

عراقيل في الطريق

قوبلت الخطوة الصينية بتوقعات سلبية من الخارج، من بينها:

تقول شبكة “بلومبيرغ” الإخبارية الأميركية إن “كوماك” لم تنجح في جذب الكثير من الاهتمام في الخارج، وتستمر شركات الطيران المحلية في تفضيل “إيرباص” و”بوينغ”.

في المقابل، ترد شركة طيران شرق الصين بأنها تخطّط لتلقي الدفعات الأربعة المتبقية من الدفعة الأولى من طلبات “سي 919” العامين المقبلين.

من المتوقع أن تُنتج “كوماك” 25 من هذا الطراز سنويًّا بحلول 2030، وهو أقل بكثير من المعدلات الشهرية الحالية للإنتاج مع الشركات المنافسة، وفقا لمحللي بنك الاستثمار “جيفريز جروب”.

تواجه “سي 919” عراقيل تخص اعتمادها من الجهات التنظيمية الأجنبية؛ فمثلا تراجع إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية تصميم طائرة لدولة أخرى للتصديق عليها لاستخدامها في الولايات المتحدة، ومن غير الواضح كيف سيتم ذلك وسط التوترات بين بكين وواشنطن.

 

نقص الخبرة

يعتقد الخبير الأسترالي المتخصص في قطاع الطيران، نيل هانسفورد، في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الصين لن تكون لاعبا جادا في سوق الطائرات التجارية، مستندا إلى ما يلي:

تقتصر مبيعاتها السنوات المقبلة على السوق المحلية.

لا يزال الصينيون يعتمدون على الموردين الغربيين للمكونات الرئيسية؛ مثل المحركات وأنظمة التحكم، من بينها شركتا “جنرال إلكتريك” و”هوني ويل إنترناشونال إنك”، وتوريد المحركات عن طريق شركة “سي أف أم إنترناشيونال”.

قد تُعتبر “كوماك” الممنوحة للدول النامية والجزرية كمساعدات.

الصين ليست لديها القدرة على تدريب الطيارين لهذه الدول؛ لأنها تعاني نقص القدرة التدريبية التجريبية.

لن تكون الصين منافسًا لإيرباص وبوينغ؛ لعدم توفر النطاق المناسب للطائرات من 100 إلى 400 مقعد، كما أن التكنولوجيا محدودة للغاية.

نتيجة تباطؤ السوق الصينية تم إلغاء أكثر من 100 صفقة كبرى وتسليم طائرات مثل “738-Maxi”.

يجب أن تكون الصين حذرة في هذه السوق؛ لأنها لا تستطيع الاستغناء عن طائرات إيرباص “A350” طويلة المدى وبوينغ 777 و787 إذا كانت ستواصل التوسع العالمي.

باختصار، لن تكون لديها إمكانات تصدير للأسواق الرئيسية للولايات المتحدة وأوروبا.


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

اترك تعليقاً

🔔

أهم الأخبار

error: Content is protected !!
دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً
العربيةالعربيةFrançaisFrançais