عندما سمع سامي صياد ما قالته الأم وابنتها انفعل لدرجة أنه كاد أن يصفعهما.
“تبا لكما! يا لكما من جشعتين!”.
“إنكم مجموعة من الأغبياء، يجب عليكم أن تقدروا نعمتكم. فأنا شخصيا
أستقبلكم وأصطحبكم إلى الداخل. كيف تجرؤون على الشكوى من استقبالي
البسيط؟”.
“لولا السيد شداد، لطردتكما من هذا المكان”.
ظهرت تعابير الغضب على وجه سامي صياد إن ياسمين ويارا أثارتا غضب
رجل هادئ مثله.
لذلك، في النهاية، قرر صياد تجاهلهما ودخل إلى الفندق، تاركا آل كارم يقفون
بمفردهم خارج الأبواب.
يا سيد صياد، لا تذهب؟”.
“هل أنت غاضب؟”.
” لماذا تعاملتما بوقاحة مع السيد صياد يا ياسمين ويارا؟ اسرعا واعتذرا له
الآن”.
- لقد أظهر لنا الاحترام اللائق عندما خرج شخصيا ليستقبلنا”. كان سمير كارم
رجلًا عاقلا، لذلك بعد أن رأى تعابير وجه صياد قرر الذهاب للاعتذار.
لكنه توقف عندما سمع ياسمين تقول بغرور: انتظر” يا أخي، إن السيد صياد لم
يغضب. ولكنه دخل ليحضر مدراء الفندق ليقدموا لنا استقبالا رائعا. وعلينا فقط
الانتظار هنا”.
” وبما أننا بصحبة سامي شداد، فمن المفترض أنه عندما يدعونا لتناول الطعام،
يجب أن ينظموا استقبالا رائعا لنا”.
ولكن بعد الانتظار لمدة لم يخرج أحد لاستقبالهم. لم يروا بواب الفندق، ولا أي
مدير.
في النهاية، لم يكن لديهم خيار سوى الدخول بأنفسهم إلى الفندق بيأس.
ظهرت ياسمين في وضع محرج. فقد أخبرتهم للتو أن سامي صياد يعد لهم
استقبالا رائعا ولكنه تركهم بالفعل وحدهم.
احمر وجهها بشدة، ولم تنطق كلمة أخرى بينما اتجهت نحو قاعة الطعام.
عندما دخل آل كارم ،القاعة رأوا فارس وكاميليا يجلسان بهدوء على طاولة
كبيرة مليئة بالطعام. ووقفت بجوارهم عدة مضيفات إناث يرتدين تنانير
قصيرة. أما صياد فلم يكن هناك.
استشاطت غيظا كل من ياسمين وابنتها على الفور عندما رأوا الثنائي. خاصة
يارا. فمن المفترض أنها وزوجها هما النجوم اليوم، لكن كاميليا وزوجها القذراستحوذا على الأضواء. في تلك اللحظة شاهدتهم يجلسان أمامها، لذلك
استغلت يارا الفرصة لتندد ” كلاكما جاحدان یا فارس ویا کامیلیا .
” إن الشخص الذي دعاه السيد صياد هو زوجي فبأي حق تجلسان على هذه
الطاولة؟”.
” لقد احتللتما المقاعد الشرفية. هل تظنان أنكما تملكان الحق في ذلك؟”.
لقد استخدمتما اسمي واسم زوجي للدخول. لم ألتق بأحد مثلكما، في حياتي
كلها”.
من شدة غضبها مدت يارا يدها لتصفع ابنة عمها.
ولكن أمسك فارس يدها قبل أن تصل إلى كاميليا.
“إنك تؤلمني!”.
أمسكها فارس بقوة، وكادت أن تبكي من الألم وقالت: “أيها الحقير، اتركني”.
نظر فارس إليها بيرود وتحدث بنبرة غاضبة : ” إنني أحذرك يا يارا إذا عاملت
كاميليا بعدم احترام مرة أخرى، فسوف أتجاهل أننا أقارب وأرد بشدة”.
إنهم جميعًا أقارب ويرون بعضهم بانتظام. في الماضي، تحفل فارس الكثير من
الذل ولم يسعى للانتقام، ففي النهاية إنهم أقارب زوجته، فإذا ساءت العلاقات
بينهم سوف تشعر بالخوف منه.
“فارس ! أنت وضيع لا فائدة منك. ما الذي تعتقد أنك فاعله؟”.” إنك الحقير الذي يعيش في البيت لا تخبرني أنك تخطط لضرب ابنتي؟”.
اشتعلت ياسمين غضبا عندما رأت فارس يتنمر على ابنتها ارتجف جسدها.
الغضب، وبدأت تشتمه.
تدخلت كاميليا بسرعة قائلة: “أرجوك يا فارس، لا تفعل هذا.
وبمجرد سماعه كلام زوجته ترك يد يارا ثم جلس وشرب الشاي بهدوء.
“يارا! هل أنت بخير؟”.
“تبا له ! ذلك القذر لقد تجاوز حدوده هل تركت آثزا؟
أحست ياسمين بألم في قلبها، وهي تفحص معصم ابنتها. ثم، أشارت إلى
الزوجين الجالسين وبدأت في شتمهم.
من
“أيها القذران الحقيران لا تنسيا أنكما هنا فقط لأنكما قريبا يارا وسامي شداد.
لكنكم بدلا من شكرهما تتجرآن على ضرب ابنتي؟”.
” اذهبا ! اخرجا الآن! أنتما غير مرحب بكما هنا!”.
تجاهلها فارس كأنها كلب ينبح وبقي جالسا يشرب الشاي بصمت .
أما كاميليا
فقد شحب وجهها. لم تكن متأكدة أنها تستحق أن تجلس على طاولة الوليمة.
لأنه على الرغم من أن ياسمين تصرفت ،بوقاحة، إلا أن كلامها صحيح أيضًا. ربما
سمحوا لهما بالدخول بسبب سامي شداد.في عائلة كارم، إن سامي شداد هو الوحيد الذي يمكنه أن يحظى بمثل هذا
الاحترام من عائلة صياد . لم يخطر ببال كاميليا أي سبب آخر يجعل آل صياد
يعاملونهم بمثل هذا الاحترام.
شعرت كاميليا بالقلق. لذلك سحبت فارس وقالت: “دعنا نغادر الآن يا فارس؟”.
ابتسم فارس بلطف وقال: ” نغادر؟ لماذا؟ لقد دعونا آل صياد إلى وليمة ولكننا
لم تأكل شيئا بعد. لماذا أنت مستعجلة للمغادرة؟”.
“تبا لك!”.
“ألست متعنا من التظاهر؟ هل السيد صياد دعاك؟ إذا لماذا تتظاهر بذلك؟ أنت
اسمك فارس، ولكنك تدعي أنك السيد شداد وتتظاهر بأنك سامي. ألا تشعر
بالعار أبدا! “.
ستم السيد كارم من مشاهدة كل هذا فضرب الطاولة وصاح بغضب: “كفى! هل
تعتقدين أننا في السوق؟ لماذا تتصرفين بوقاحة؟ ألست محرجة؟
هدأت ياسمين بعد أن تلقت تأنيبا من السيد كارم ولكنها بقيت تستعر غضبا من
الداخل.
ثم التفت الجد نحو كاميليا وفارس وقال: ” أما أنتما. أنا متأكد أنكما تدركان
موقفكما. فهل تعتقدان أنه عليكما الجلوس على مقاعد الشرف؟ انزلا فورا”.
أوشك فارس على قول شيئ ما عندما قاطعته كاميليا بقولها: ” حاضر يا جدي!ونهضت كاميليا من مقعدها بطاعة وجذبت أيضًا فارس بعيدا.
“هيا يا سامي شداد اجلس هنا مع يارا. فأنتما النجمان اليوم”.
ثم جلس الجميع وفقا لأقدمية كل واحد وجلس فارس وكاميليا بعيدًا عن
مقاعد الشرف.
دخل سامي صياد إلى القاعة قائلًا: ” لقد تركتك تنتظر طويلا يا سيد شداد.
وتفاجأ عندما رأى التغييرات الكثيرة، لكنه بقي صامثا.
” تعال سريفا واجلس هنا : سيد صياد. لقد أبقينا مقعدًا لك بجوار سامي
شداد”. تكلمت ياسمين بتواضع أكثر الآن. توقفت عن التباهي واستخدمت نبرة
مهذبة أكثر من السابق.
وجه سامي شداد ويارا تحية حارة الصياد، ثم دعوه للجلوس معهم.
قال سامي صياد بابتسامة:” إنكم جميعا هنا”.
لكنه في قلبه احتقرهم جميعًا ومع ذلك، بسبب وجود السيد شداد، لم يستطع
تجاهلهم، لذلك قبل الدعوة وجلس بجوار سامي شداد.
بعد جلوسه بدأت ياسمين تثرثر بصخب حوله: ” دعني أخبرك شيئا يا سيد
صياد. لا حاجة لك أو لوالدك لإقامة حفل عشاء لتقديم اعتذار لنا. إنه مجرد
سوء تفاهم والآن كل شيء على ما يرام بعد حل سوء الفهم هذا. لا يهمنا.
وسامي شداد أيضا لا يهمه أليس كذلك، أين هو سامي شداد؟”.ابتسم صياد متظاهرًا. وعندما تعبت ياسمين استغل صياد الفرصة ليرفع كأسه
ويقدم اعتذارًا: “إن ما حدث من قبل هو خطأي يا سيد شداد. أسأت إليك لأنني
لم أتعرف عليك. لذلك اسمح لي بتقديم اعتذاري .
وقف صياد من مقعده، ورفع كأسه وحركه نحو فارس.
ولكن قبل أن يتمكن فارس من رفع كأسه وقف سامي شداد بابتسامة متبجحة
على وجهه وقبل اعتذار صياد
” أنت تستحق الاحترام أيها السيد صياد”.
“لقد أخبرتك بالفعل أن تنسى ذلك. لقد حللنا سوء الفهم بالفعل لذلك دع الأمور
تمضي”.
“حسنا، دعونا نتوقف عن الحديث ونشرب”.
ضحك سامي شداد بشكل صاخب وشرب كأسه.
أثنى آل كارم على سامي شداد:” كما هو متوقع من شخص من عائلة نبيلة. إنه
صريح جدا.
شعرت ياسمين بالابتهاج. أما يارا ألقت نظرة متكبرة إلى ابنة عمها، التي جلست
في الزاوية.
حسنا يا كاميليا، هل ترين؟ هذا هو زوجي حتى السيد صياد يعتذر له. ولا
يمكن للوضيع فارس أن يتنافس مع زوجي. أما أنتِ يمكنك فقط أن تحسدينني.شعرت عائلة ياسمين جميعها بالرضا، لكن صياد بدا بانشا جدا.
نظر سامي شداد إلى السيد صياد فوضع كأسه وسأله بفضول:” ما الأمر يا سيد
صياد؟ لماذا لا تشرب؟”.
ضحك سامي صياد وقال: “إنني أشرب. إنني أشرب”.
لم يستطع القيام بشيء. بما أن اعتذاره قد قبل بالفعل، فلا يمكنه تقديمه
لفارس. لم يملك صياد خيارا سوی شرب كأسه.
” إن السيد الشاب رجل صريح”.
تفضل خذ شيئا لتأكله”.
” هيا جميعًا!! لا تقفوا هكذا! “.
تقمصت كل من ياسمين ويارا دور صاحبة الحفل وتجولتا لتلقي التحيات على
الضيوف.
بعد وقت قليل، أمسك سامي صياد كأسه ووقف مرة أخرى. اتجه نحو فارس
صياد وقال: “أيها السيد شداد، لقد وضعت أسفي الشديد واعتذاري في هذه
الكأس. لذلك اسمح لي بتقديم هذا النخب لك ولزوجتك”.
“أنت تعود للاعتذار وتقديم نحب جديد يا سيد صياد “.
ثم رفع سامي شداد كأسه لقبول نخب سامي صياد.اشتعل الغضب داخل سامي صياد.
سأحرقك !
وظل وجهه عايشا.
تبا لك ! ألم أقدم لك النخب السابق؟
إنك شخص غبي ! لماذا سأقدم لك النخب؟
هل تعتقد أنك تستحق هذا التكريم؟
شتمه سامي صياد في داخله.
ثم قال سامي شداد لزوجته: تعالي يا يارا لماذا تقفين هناك؟ إن السيد صياد
يقدم لنا نخبا آخر. اسرعي وقدمي له واحدًا بالمقابل؟”.
تفاجأت يارا وسارعت إلى حيث يقفون ورفعت كأسها لقبول النخب التي قدمها
سامي صياد. ثم شرب الزوجان مرة أخرى لم يملك سامي صياد خيارًا آخر
سوى إنهاء كأسه وكبت غضبه داخله.
“أبي .
، ما رأيك؟ هل أنت فخور بيارا وسامي شداد؟”
استغلت ياسمين الفرصة لمدح ابنتها وصهرها أمام السيد كارم:” لقد قدم السيد
صياد نخبه لشخصين فقط على الطاولة ماذا يعني
ذلك؟ إنه يعني أنه يحترم
يارا وسامي شداد.ابتسم السيد كارم بكل سعادة مواصلا الإيماء. يجب على الشخص أن يسعى
الزيادة شرفه. والآن لدينا شخص ليحمل اسم عائلتنا.
ثم ابتسم كل آل كارم الجالسين على الطاولة جميعهم نظروا إلى سامي شداد
ويارا بنظرات مليئة بالغيرة والحسد.
وبينما انشغل آل کارم بالدردشة فيما بينهم قرر سامي صياد استغلال الفرصة
لتقديم نخب لفارس: ” أريد أن أقدم لك نخبا يا سيد شداد، نيابة عن عائلتي”.
فقاطعه صوت ضحك سامي شداد!
انتبه سامي شداد إلى سامي صياد وما أراد فعله، لذلك رفع كأسه سريعًا وقبل
النخب. ثم قال: إنك حقا تحب هذه المراسم يا سيد صياد فتستمر في تقديم
النخب لي، إنني أشعر بالحرج”.
ضحك سامي شداد . وشرب
شعر بالبهجة حقا.
كاسه مرة أخرى. بدا وجهه محمرًا ولكن في داخله،
لقد قدم له سيد عائلة صياد الشاب نخبا ثلاث مرات على التوالي. وهذا يعني
أنه يحظى بالاحترام من قبل آل صياد.
وبينما استمتع بنظرات الإعجاب من قبل آل كارم شعر سامي شداد بالانتعاش
والتباهي.
أما سامي صياد شعر وكأنه يبكي. وظهر تعبير سيء على وجهه وأراد أن يطلق
سلسلة من الشتائم في داخله.نیا !
متى قدمت لك نخبا ؟ !!متابعة حلقات الرواية
مرتبط
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.