الإعلامية نرمين البيطار .. الصوت الملائكي الذي هز أرجاء ماسبيرو
كتب ـ محمود إسماعيل

عندما يُذكر اسم الإعلامية نرمين البيطار يتبادر إلى الأذهان حضورها الهادئ وصوتها المميز الذي ارتبط لدى الجمهور بالمصداقية والالتزام. تنتمي نرمين لأسرة إعلامية عريقة، فهي ابنة الإذاعي القدير كامل البيطار أحد رواد الميكروفون المصري، الذي علّمها قيمة العمل الجاد والإخلاص للمهنة دون وساطة أو مجاملة. ورغم رهبتها في بدايات الطريق، استطاعت أن تثبت نفسها بجدارة لتصبح واحدة من أبرز وجوه الإذاعة والتليفزيون المصري.
السيرة والمسيرة
ولدت نرمين البيطار في كنف أسرة عاشقة للإعلام، ودرست اللغة الفرنسية بكلية الآداب وتخرجت عام 1987، ثم حصلت على دبلوم في الترجمة.
بدأت مسيرتها الإعلامية بالصدفة بعد أن شجعها الإذاعي الكبير فهمي عمر على التقديم لاختبارات الإذاعة، فنجحت وعُينت بالبرنامج الأوروبي (القسم الفرنسي) والبرنامج الموسيقي.
انتقلت بعد ذلك إلى البرنامج العام، حيث قدمت نشرات وتعليقات إخبارية، كما خاضت تجربة البرامج الرمضانية والرياضية، وكانت من أوائل المذيعات اللاتي قدمن برنامجًا متخصصًا عن الدوري العام المصري، فضلًا عن تغطيتها لكأس العالم 1990 وعدد من البطولات الدولية.
في عام 1995، التحقت بالتليفزيون المصري من خلال مسابقة رسمية اجتازت خلالها اختبارات أمام لجنة ضمت كبار الإعلاميين مثل أحمد سمير، أنيس منصور، درية شرف الدين، لتبدأ فصلًا جديدًا من مشوارها الإعلامي كمذيعة نشرات بالقناة الأولى.
عُرفت بقدرتها على إدارة المواقف الصعبة على الهواء، وكان أبرزها تغطيتها المباشرة لمدة ثلاث ساعات كاملة أثناء جنازة الأميرة ديانا، لتعكس قوة شخصيتها وتمكنها المهني.
مكانتها وعلاقاتها المهنية
حازت نرمين البيطار على تقدير واسع داخل الوسط الإعلامي، حيث ارتبطت بعلاقات مهنية وطيدة مع أسماء بارزة مثل حنان عبد الحليم، بثينة كامل، أميمة إبراهيم.
تولت منصب مدير عام بقطاع الأخبار، كما كُلّفت بالقيام بأعمال كبير المذيعين لفترة.
ظلت طوال مسيرتها مثالًا للجدية والالتزام واحترام المشاهد، وهو ما أكسبها مكانة خاصة بين زملائها والجمهور.
علاقتها بوالدها كامل البيطار
رغم أن والدها الإذاعي الكبير كامل البيطار كان علامة بارزة في الإعلام، فإنه لم يتدخل يومًا في مسيرتها أو يستخدم نفوذه لتسهيل طريقها، بل تركها تواجه التحديات بنفسها، وكان دوره الأكبر هو الدعم المعنوي والنصح الدائم بالتمسك بالقيم المهنية. وكان كامل البيطار شخصية استثنائية في عشقه للإذاعة ورفضه للتليفزيون، حتى إنه لم يستخدم الهاتف المحمول طوال حياته.
إرث إعلامي متواصل
اليوم، تظل نرمين البيطار واحدة من الأسماء التي صنعت بصمة خاصة في تاريخ الإذاعة والتليفزيون، فهي تمثل امتدادًا طبيعيًا لمسيرة والدها، وتجمع بين الأصالة التي تعلمتها في بيت إعلامي عريق، والتجديد الذي فرضته طبيعة عملها أمام الكاميرا والميكروفون..
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.