من المعروف أن الأمازيغ يعيشون في دول شمال إفريقيا، لكن جزءا منهم استقروا في مصر منذ مئات السنين وحملوا الجنسية المصرية وشاركوا في تأسيس وازدهار البلاد، ويطلق عليهم اسم “أمازيغ مصر”
في واحة سيوة النائية غرب وادي النيل، بالقرب من الحدود الليبية، لا يزال بعض السكان، البالغ عددهم حوالي 35 ألف أمازيغي، يتحدثون اللهجة السيوية “تاسيويت” المشتقة من اللغة الأمازيغية. كما تشتهر المنطقة بزراعة الزيتون والتمر والسياحية.
ولدى سكان واحدة سيوة حكايات وأمثال شعبية وقصائد شعرية خاصة بهم، تنقل جميعها بين الأجيال شفويا مما يعرضها إلى الاندثار والنسيان.
كما أن اللهجة السيوية تأثرت كثيرا باللهجة المصرية. ويعتبر جيل الشباب أن دراستها غير مهمة مقارنة بتعلم اللغة العربية واللغات الأجنبية ، فضلا عن أن الدراسات النحوية التي يحاول البعض القيام بها لتوثيق اللغة لا تلقى الدعم والتمويل المطلوبين.
ويطلق الأمازيغ على مصر اسم “أمزران” الذي يعني “الأحجار الكريمة”، ويقال إن سبب التسمية يرجع إلى تعجبهم وإعجابهم بالمباني العظيمة التي بناها المصريون من الحجارة في عهد الملك رمسيس الثالث.
ذكر اسم هذه الواحة في كتب التاريخ منذ القرن 12 الميلادي، وتحدث عنها المؤرخون والجغرافيون والكتاب العرب في رواياتهم.
وفي تقرير نشره موقع “المونيتور” الأمريكي، يقول الكاتب مارك إسبانول إن واحة سيوة تعتبر الباب الشرقي الأقصى الذي يؤدي إلى أرض الأمازيغ، أي أرض السكان الأصليين في شمال أفريقيا.
وجاء في كتب التاريخ أنه تم تشكيل الجيش المصري من الأمازيغ بالكامل في عهد الأسرة الملكة الـ21، وتولى قائد الجيش آنذاك “شيشينق” حكم مصر بمباركة من الشعب يوم 13 يناير 950 قبل الميلاد، وهو تاريخ التقويم الأمازيغي المعتمد حاليا والذي يتم الاحتفال به كل سنة.
وحكم الأمازيغ مصر وتبوؤوا مكانة مرموقة في المجتمع لأكثر من قرنين، من حوالي 945 حتى 715 قبل الميلاد.
وصلت موجة ثانية من الأمازيغ إلى مصر مع الدولة الفاطمية، خاصة من قبيلتي كتامة وصنهاجة، وشكلوا عماد الجيش الفاطمي في ذلك الوقت.
ويوجد بعض الأمازيغ في القاهرة، وتحديدا في حارة كتامة نسبة إلى القبيلة التي أتوا منها، فضلا عن قبائل أخرى مثل زويلة التي أطلق اسمها على إحدى بوابات القاهرة الفاطمية: “باب زويلة”.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.