استأنف زعماء دول مجموعة العشرين، الذين يلتقون وجها لوجه لأول مرة منذ عامين، يوم الأحد 31 أكتوبر 2021 ثاني يوم من محادثاتهم في العاصمة الإيطالية روما حيث يواجهون المهمة الصعبة المتعلقة بتجاوز خلافاتهم بشأن كيفية التصدي لانبعاث الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض قبل قمة حاسمة تعقدها الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ
وعمل الدبلوماسيون طوال الليلة الماضية من أجل التوصل إلى اتفاق على صياغة البيان الختامي التقليدي. وقال مسؤول بأحد الوفود، طالبا عدم ذكر اسمه، إنه لا توجد مؤشرات على إحراز تقدم كبير.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، الذي يرأس مجموعة العشرين هذا العام، لزملائه القادة أثناء افتتاحه مناقشات اليوم “مكافحة تغير المناخ هي التحدي المصيري في عصرنا”.
وأضاف “إما أن نتحرك الآن ونواجه تكلفة الانتقال وننجح في نقل اقتصادنا إلى مسار أكثر استدامة، أو نتأخر وندفع ثمنا أعلى بكثير لاحقا ونواجه خطر الفشل”.
وركز اليوم الأول من قمة روما بشكل أساسي على الصحة والاقتصاد بينما يتصدر المناخ والبيئة جدول أعمال محادثاتهم اليوم.
ومن المرجح أن يصاب علماء ونشطاء المناخ بخيبة أمل إذا لم يتم تحقيق انفراج في آخر لحظة لأن مسودات البيان الختامي لمجموعة العشرين لا تظهر تقدما يذكر فيما يتعلق بتقديم التزامات جديدة للحد من التلوث.
وتسهم مجموعة العشرين، التي تضم البرازيل والصين والهند وألمانيا والولايات المتحدة، بما يقدر بنحو 80 في المئة من انبعاثات الكربون التي يقول العلماء إنه يجب تخفيضها بشدة لتفادي حدوث كارثة مناخية.
ولهذا السبب يُنظر إلى اجتماعات روما على أنها نقطة انطلاق مهمة لقمة الأمم المتحدة للمناح التي تحضرها ما يقرب من 200 دولة في جلاسجو باسكتلندا التي سيتوجه إليها معظم زعماء مجموعة العشرين مباشرة من روما.
وقال أوسكار سوريا من شبكة نشطاء البيئة آفاز “أحدث التقارير مخيبة للآمال، مع القليل من الطابع الملح في مواجهة حالة طوارئ مصيرية… لم يعد هناك وقت لقوائم الرغبات الغامضة. نحن بحاجة إلى التزامات وإجراءات ملموسة”.
* أهداف منتصف القرن
لم تشدد مسودة خامسة للبيان الختامي لمجموعة العشرين، والتي اطلعت عليها رويترز أمس السبت، صياغتها بشأن العمل المناخي مقارنة بالنسخ السابقة. بل إنها خففت الصياغة فيما يتعلق ببعض الأمور الرئيسية مثل الحاجة إلى تحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050.
هذا الموعد المستهدف في منتصف القرن هو هدف يقول خبراء الأمم المتحدة إنه ضروري لوضع حد لارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية، وهو ما يُنظر إليه على أنه الحد الأقصى لتجنب تغيرات مناخية مأساوية.
ويقول خبراء الأمم المتحدة إنه حتى لو تم الالتزام الكامل بتنفيذ الخطط الوطنية الحالية للحد من الانبعاثات، فإن العالم يتجه نحو ارتفاع لدرجة الحرارة بمقدار 2.7 درجة مئوية.
وسيبدأ زعماء العالم مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ غدا الإثنين بإلقاء خطب لمدة يومين يمكن أن تشمل بعض التعهدات الجديدة بخفض الانبعاثات، قبل أن يبدأ المفاوضون الفنيون مناقشات صعبة حول قواعد اتفاق باريس للمناخ لعام 2015.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.