الشيفرة الكونية (البيان في الأكوان) (المحاضرة 10 ) القوانين الكونية الثانوية 

10.الظواهر والمظاهر

الظاهرة بحسب اللغة العربية حسب المعجم الجامع عربي لم نجد ما له علاقة بمفهوم الظاهرة الحقيقي , أو المظاهر

وهي: بعيدة جدا عن المفهوم و المعنى الفلسفي المنطقي الحقيقي , لذلك لم نورده لغويا وليس ضروري .

الظاهرة في الفهم العلمي و الفلسفي هي حدث ما أو تفاعل معين ينتج عنه أشياء كثر وتسببه أيضا أكثر من شيء

أو حدث , وتختلف الظواهر بحسب مستوى التطور النوعي لحركة والوجود الذي نسعى للبحث فيه , وفي المستوى البسيط الأول للمواد مثل الكون المبكر يكون كل شيء محدود ومحدد بدقة ومضبوط أكثر , والظواهر الفيزيائية الأولية هي الأكثر ثبات وبذلك اقل تعقيد و احتماليات , وقد تحدثنا كثيرا عن سرعة الضوء وثباتها وكيف يستخدمه العلماء الباحثين في الكونيات الفلكية كمعيار لقياس المسافات الكونية الكبيرة بحكم ثبات نظامه وسرعته .

وحين الوصول إلى حالة الأناسة والمجتمع نكون في أكثر أشكال الوجود المعروف لنا حتى الآن تعقيد وتطور وشمولية والظواهر الاجتماعية من أكثر الظواهر تعقيد وتنوع وحركة واحتمال بين الظواهر التي نعرفها .

والظاهرة لها الكثير من الأسباب طبعا , ولكي نعرف الأسباب الرئيسية لظاهرة ما يجب أن نعرف ونتابع كل ما له صلة بها , ومن ضمنها مظاهر هذه الظاهرة , أي ما يتبعها ويتعلق بها من مظاهر وتتبع مسارها وعلاقتها بالظاهرة مباشرة وفي بعض الأحيان يمكن أن تتداخل المظاهر و الأسباب في الظاهرة الواحدة .

مثلا غياب الشمس مظهره يتجلى لنا بحلول الظلام, ونضن للوهلة الأولى أنه السبب الرئيسي في ذلك , ولكن

في الحقيقة أن السبب الحقيقي وراء ذلك هو حركة الشمس وجاذبيتها ونظامها الذي يضبط حركة الكواكب التابعة له ومن ضمنها الأرض والقمر , وبالتالي ظاهرة أليل والنهر تعتبر من مظاهر الحركة الأساسية الناظمة لهذا النسق جميعه

من نظام اليل والنهار الذي نعرفه في محيطنا التابع للمنظومة الشمسية .

تتداخل المظاهر وقد تصبح أحيانا ظاهرة مستقلة بذاتها , مثلا تساقط كم هائل من الأمطار يحدث فيضأن , المطر احد مظاهر تفاعل الطقس وحركة الرياح ودورة الطبيعة في تبخر الماء و إعادة توزيعه , ولكن هذا المظهر حين أصبح

في مرحلة متقدمة وكبيرة وتأثير نواميس الطبيعة و فعلها تحول هذا المظهر إلى ظاهرة مستقلة ولها فعلها , بل أصبحت مدمرة في بعض الأحيان بالنسبة لأشياء أخرى ومظاهر أخرى حولها في الوسط المحيط وقد يدمر الفيضان الكثير

من الأشياء , وفي الوقت نفسه الماء سيجدد دورة الحياة للطبيعة ويتجدد النمو والربيع .

نرى بكل وضوح أن المظهر قد يصبح شيء مادي مؤثر , بل قد يتحول إلى ظاهرة وسبب ليتبعه مظاهر جديدة تابعة له , وبهذا نرى أن الظاهرة ومظاهرها رغم تباينها ورغم أن المظهر ليس سوى جزء من كل والجزء دوما يخضع للكل

ولا يمكنه الانفصال عنه إلا في حالات معينة , ويصبح بها مستقل بذاته , وهنا نحن في سياق مثل هذه الحالة

و في ظروف معينة يمكن أن ينتقل إلى مرحلة ومستوى أن يصبح ظاهرة بحد ذاته .

وهذا الاستقلال للمظهر محكوم بظروف معينة وشرطيات وضرورات ونواميس لا بد من توفرها ليصبح ظاهرة

و حدث بحد ذاته , وهذا من غرائب الظواهر الكونية الطبيعية وتعقيدها , ولكنا بعد أن فهمنا قانون الترابط الكلي

و الشمولي للكون , أصبح لدينا القدرة على فهم عميق لمثل هذه التحولات في الوجود الكوني المعروف لنا ومساحته المتاحة رصديا من قبلنا .

أن الفهم العميق للعلاقة بين الظواهر و أسبابها ومظاهرها وطبيعة تحولاتها وتفاعلها يمكننا حتما وفي جميع الأحوال

من التعامل مع الطبيعة وظروف الحياة بشكل منظم ومعياري مستند إلى فهم الطبيعة ذاتها وظواهرها ومظاهرها معا مثلا حين نراقب الطقس بدقة و بأجهزة رصدية دقيقة , نتمكن من خلالها حساب مجموعة من المظاهر وأن نتنبأ

من خلالها بما سيكون عليه الحال في الأسبوع القادم , وبناء على ذلك ينظم البشر نشاطهم خالا الأسبوع المقبل وخاصة في فصل الشتاء بحيث تكون الكثير من الأنشطة و الأعمال حتما مضطرة للتعامل مع الطقس والريح والمطر والصواعق وغيره , فلدينا الطيران والمواصلات البرية من قطارات وشحن وغيره , ولدينا الملاحة البحرية , والكثير

من مجالات العمل غيرها .

وهنا نذكر للتميز وعدم الخلط بين الشكل والمضمون أو الجوهر و الظاهر , فذلك قانون أخر مختلف عن هذا القانون الهام.