من أمراض القلوب التى أصبحت متفشية فى المجتمع .ونشتكى منها فى معظم معاملاتنا اليومية. سوء الظن بالناس ..وهذا مرض عضال ..أساسه عدم الثقة فى النفس…واحساسك أن الجميع يتآمر ضدك والكل يحسدك
ويتمنى مافى يدك وهذا كله بسبب..نفسك المريضة و ضعف الايمان بالله ..وعدم الرضى بماقسمه الله لك .
وسوء الظن .مرض مدمر للعلاقات على جميع مستوياتها.. فإذا دخل بين الزوجين إنفصلا .وإذا دخل بين الإخوة تفرقا ..وإذا دخل بيتا أو مكان خربه وإذا دخل مؤسسة هدمها ..وإذا دخل شراكة افسدها ..واذا دخل بين
الزملاء تباغضوا وتدابروا….الخ…..
فإذا وجد سوء الظن والشكوك انعدمت الثقة وانتفى الأمان .
وبالتالى لا يمكن أن تستقر علاقة أو تنجح أو تهنأ حياة مبنية على التخوين والشك وسوء الظن ..!
فالانسان سيء الظن .. والشكاك حياته جحيم ..ولايطاق ..عشرته
فهو.يتعب نفسه ويتعب من حوله ..ويدمر نفسه ويدمر من حوله ..وكم اتهامات وجرائم ارتكبت بظن سيئ لاأساس له ..
ولقد علمنا النبي محمد ﷺ أن نحسن الظن بالناس ولا نسئ الظن بهم بدون دليل اتهام أو بينه واضحة …
و حذرنا ﷺ فقال :إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا، عباد الله إخوانا». فالظن السيء يؤدى إلى التحسس والتجسس والتحاسد والتباغض ممايؤدى إلى التباعد والخلاف والخصام والتدابر..
وسيىء الظن يفترض أن الناس لها وجهان ولها حياتان ..حياة خفية سلبية لايراها وحياة ظاهرية .إيجابية..(مذهب التقية) فهو يظهر وجهه الحسن ويخفى وجهه القبيح ويتعامل مع الناس كان الجميع سيؤون .
ونحن كمؤمنين واجب علينا أن نأخذ بالظاهر وعلي الله السرائر وأن الحياة هي الميدان …والتجربة خير برهان.. ”يقول بن القيم فمن حمل الناس على المحامل الطيبة وأحسن الظن بهم سلمت نيته وانشرح صدره وعوفي قلبه وحفظه الله من السوء والمكاره..
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : الرجال ثلاثة: رجل عاقل عفيف مسلم ينظر في الأمور فيوردها مواردها من البحث والتيقن ويصدرها مصادرها..حتى يصل إلى حقيقتها ،
ورجل يلبس عليه رأيه، فيأتي ذوي الرأي والمقدرة فيستشيرهم من باب (إسألوا أهل الذكر) ، وينزل عند ما يأمرونه به،
ورجل جاهل سيء الظن لا يهتدي لرشد، ولا يشاور مرشداً وأحكامه كلها طائشه..
وسيئ الظن لايحمل للناس خيرا فكيف يطلب من الناس ماليس فى قلبه..
..فان كنت تضمر لى شرا فلا تطالبنى بما تضمره لى فأنا مرآتك ..
والقلب الطاهر والنوايا الطيبة لا يستطيع رؤيتها إلا الذي يشبهك
أما الذي يرى فيك السوء
فهو لا يرى سوى انعكاسآ لنفسه.
ويقول الشاعر ..
كلُّ العداوةِ قد تُرْجى مَوَدَّتُهَا
إلاَّ عداوةَ من عَادَاكَ عن حَسَدِ
ولا تفتش عما فى القلوب فالله أعلم بها..لأن خفايا البشرِ مدفونةٌ في أعماقهم ..فإن لم تعرفها فأكرِمهم بحسن الظنِّ بهم …
ولا تتسرّع في الحكمِ عليهم
فقد تظلِمُ عزيزاً ..فتخسره وقد ترفعُ رخيصاً..فيدمرك ،وعامِلهم بما يُظهرون لك، ودع السرائر لعالِم ما في الضمائر فإن كانت سيئة فالله قادر على اصلاحها وهدايتها!
ولا تنظر من برج عالى للناس ولا
لا تعاملهم وكأنهم “لا شيء”
فسوف يرونك بطبيعة الحال كذلك لاشىء ، وتُسيء الظن بهم وتعاملهم على هذا الأساس فإنك اقل ما يقال عنك”احمق” فحسن الظن صفه من صفات المؤمن.
وسوء الظن بالناس والحقد عليهم والحسد لهم نفق مظلم علينا أن نخرج منه ..وأن نغسل قلوبنا بماء التوبة، والطهارة، وحسن الظن، والأمل، والجمال…
فكن جميلاً ترى الوجود جميلاً”
نقدر كل نفس جميلة إلى تفسر
كل ماتراه حولهاإلابالخير
ولاتظن بالآخرين إلا خيرا
وإن وجدت منهم غير ذلك
التمست لهم العذر ووكلت أمرها لله…..
وعندما تكون نقيا من الداخل
يمنحك الله نورا من حيث ﻻ تعلم
ويحبك الناس من حيث ﻻ تعلم
وتأتيك مطالبك من حيث ﻻ تعلم….
ولا تسئ الظن بأحد فلكل منا عيوبه لذلك غض البصر عن عيوب الآخرين وأحسن الظن بالجميع حتى تهنأ بصحبتهم فلم نخلق كاملين يقول الله لنبيه (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) فهذا حال الحبيب المصطفى… لم يرد السيئة بالسيئة
والقرآن يقول ( أدفع بالتي هي أحسن) .
وأخيرا إبتعد عن…سوء الظن فهو يؤذي، وعن الشك الدائم فهو يهدم، وعن المقارنة فهي تظلم، وعن المديح المبالغ فيه فهو يكذب!
وكن حسن الظن على الخلق وسيء الظن على نفسك لتكون من الأول في سلامة ومن الآخر على الزيادة.”
والتفاؤل وحسن الظن بالله هو الإيمان الذي يؤدي إلى الإنجاز إلى السعي في هذه الحياة بكل يقين لا شيء يمكن أن يتم دونهما
إنك إن كنت في نعمة ورخاء أو كنت في مرض أو إبتلاء، فأنت في نعمة عظيمه في كلتا الحالتين، ألا وهي (الحياة) التي لا يعرف قدرها حقاً إلا الأموات، فما زال أمامك وقت لتسبيحة وذِكر واستغفار…
يقول عباس العقاد .أحسن الظن بِالناس كأنهُم كُلهم خَيِر ، وأعتمد على نفسك كأنهُ لا خير في الناس.”
و توكل علي الله واجعل في كل عمل لك نية ترضي الله ونبيه وقدم الخير وبإذن الله يأتيك مثله وأكثر، وكن متحضراً مع الجميع،واجتماعياً مع الأكثرية، ومقرباً من القليل، واختار اصدقائك بعناية ، ولا تكن عدواً لأحد”.
بقلم .. ا.د / إبراهيم درويش أستاذ المحاصيل الحقلية ووكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.