قمة منظمة شنغهاي لردع الهيمنة الأمريكية

الدكتور علي الطحاوي يكتب:

0

تنعقد قمة منظمة شنغهاي للتعاون في العاصمة الكازاخستانية آستانا للدورة ٢٤ في ظل موازين قوى عالمية متغيرة باستمرار وتحديات جيوسياسية كبرى على مستوى العالم ،وللتوضيح هنا ان منظمة شانغهاي للتعاون ( SCO ) هي منظمة دولية سياسية واقتصادية وأمنية ، تأسست في 15 يونيو 2001 في شانغهاي على يد قادة ستة دول آسيوية هي الصين، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وروسيا، وطاجيكستان ، وأوزبكستان في يونيو 2002، ودخل حيز التنفيذ في 19 سبتمبر 2003 ، وقد حلت محل «مجموعة شانغهاي الخماسية» التي تأسست في 26 أبريل 1996 في شانغهاي ، ومنظمة شنغهاي للتعاون بها ٩ دول أعضاء و٢ مراقبون و١٤ دولة شركاء حوار و ٤ دول ضيوف ، وقد منحت مصر وهي الأفريقية الوحيدة وايضا السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين صفة ” شريك الحوار” في منظمة شنغهاي للتعاون وهي مرحلة وسيطة بين صفة مراقب والعضوية الكاملة .

و معني “شركاء الحوار” تطلق علي الدول أو المنظمات التي تتشارك أهدافها ومبادئها مع المنظمة وترغب في إقامة علاقات شراكة معها، إذ تتعدد صفات الأعضاء بالمنظمة بين مؤسس ومراقب وشريك حوار .

وبانضمام الدول العربية ، تتحول المنظمة من منظمة أسيو – أوروبية إلى منظمة عالمية ، ونجد الهدف منها تعزيز التعاون المشترك بين هذه الدول وبين الدول الأعضاء في مختلف المجالات ، والمشاركة بصورة فاعلة في التنمية بالدول الأعضاء من خلال المساهمة في تدشين مشاريع تنموية كبيرة بينها خاصة في ظل تواجد دول كبرى مثل الصين و روسيا والهند .

وما يزيد من أهمية هذه المنظمة هو كونها تضم نحو نصف سكان العالم .

وتتمحور أهداف المنظمة حول تعزيز سياسات الثقة المتبادلة وحسن الجوار بين دول الأعضاء ، ومحاربة الإرهاب وتدعيم الأمن ومكافحة الجريمة وتجارة المخدرات ومواجهة حركات الانفصال والتطرف الديني أو العرقي ، والتعاون في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والعلمية والتقنية والثقافية وكذلك النقل والتعليم والطاقة والسياحة وحماية البيئة، وتوفير السلام والأمن والاستقرار ، ويجب أن نأخذ في الاعتبار أن المنظمة تشكل ثقلا مواجها للغرب ، وفي رأي ان القمة الحالية تشكل اختبارًا ل “الشراكة الإستراتيجية” بين روسيا والصين في سعيهما لإنشاء ما يسمى بالنظام العالمي “المتعدد الأطراف” الذي لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية تهيمن عليه وتعتبر مشاركة الرئيس الروسي ” فلاديمير بوتين ” تأكيدا على كسر العزلة التي حاولت دول الغرب مجتمعة فرضها عليها ، ” ومشاركة الرئيس الصيني ” شي جين بينج ” علي سعي الصين على إبراز نفوذها في العالمي ، ونجد من خلال القمة توقيع رؤساء الدول الأعضاء مشروع استراتيجية التنمية لمنظمة شنغهاي للتعاون حتى عام 2035 لتحقيق الهدف من المنظمة وتعميق التعاون في مختلف المجالات و تعزيز الثقة المتبادلة بين الدول الإقليمية والدولية ، وتعزيز التعاون السياسي والتكنولوجي والتجاري وضمان الحفاظ على السلام والأمن والاستقرار الإقليمي .


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً