فى حياتنا ومؤسساتنا وبيوتنا وعلاقاتنا لاينقصنا التعليم ولا الكوادر البشرية ..بل ينقصنا أسلوب الادارة الناجحة التى تتسم بالرشد والنضج ..ولذلك يقال دائما ان ازمتنا ازمة ادارة .. ..
فالانبياء وخاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعث فى الاربعين ..اى فى سن النضوج والرشد ..والاعتراف بالفضل ..
يقول الله تعالى في سورة الأحقاف (حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)..
فمن المفترض ان كل يوم يمر على المرأ يزداد نضوجا ..تثقله التجارب الناجحة فيزداد بها نجاحا وإقداما .. والتجارب الفاشلة تساعده على ان يراجع نفسه ويعالج فشله ويعدل مساره إلى الافضل ، وتكشف له المواقف الحياتية عن اخلاق وصفات وسلوك من يتعامل.معه…فتعينه على اتخاذ الطريقة المثلى فى التعامل مع هذه الاشخاص …
وتبرهن له الاحداث عن مدى صحة قراراته واحكامه وارائه وتطلعاته..وهكذا …
ولذلك . هل يمكن ان نتعلم من رجال الاطفاء فى كل علاقاتنا مع المواقف أو الاشخاص اوالأحداث ومنغصات الحياة بأسلوب رجال الاطفاء… فرجال الإطفاء
.لا.يكافحون النار بالنار.فلو كافحوا النار بالنار لزادت النار اشتعالا…
بل يكافحون النار بالماء وبوسائل اخرى مضادة لاشتعال النار ..
ولذلك يقول بعض مسؤولى الادارات .. مصطلح احنا بنطفى حرايق كل يوم ..
فكل مشكلة تبدأ بنار صغيرة اذا لم يتم احتوائها تكبر ولايمكن لاى مشكلة ان تحل بالغضب او بزيادة اشعالها. ولكن بالهدوء ونزع فتيل اشعالها والنضج وتغير اسلوب علاج المشاكل …
مع ادراك بأن الاخطاء واردة فلايوجد عصمة لأحد ..وان نحسن الظن . .وأن الأيام دول والدنيا محطات واليوم لك وغداً عليك …والدنيا متقلبة والأمور متغيرة و الدنيا تدور وكل ساقٍ سيسقى بما سقى ، ..
ولذلك مدح الله سبدنا موسى عليه السلام بقوله تعالى
(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَٱسْتَوَىٰٓ ءَاتَيْنَٰهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ)….وهذا قانون سارى لكل زمان اذا كان الانسان محسنا ..
فأجعل من قلبك السليم مدينة
بيوتها المحبة وطرقها التسامح والعفو… وأعطي ولا تنتظر الرد على العطاء .. ولاتندم
على فعل الخيرات واجعل الأمل مصباحأ ..يرافقك.. في كل مكان.
واعلم بان هناك مكاسب متعددة يمكن ان يحققها الانسان فى حياته ..لكن اكبر مكسب للمرء في حياته هو ذكر الأخرين له بالخير في غيابه، فهى علامة على محبة الله لهذا الانسان ..واكبر خسارة للمرأ ان يذكر بسوء فى غيابة ..
والدنيا لها قانون يسمى الدوران لا يتجاوزه أحد،فثق تمامًا كل ماتفعله سيعود إليك لا محالة، ولابدَّ أن ترتوي من نفس كأس أفعالك
فأحسِن مشربك
ويختلف الوقت الذى يصل فيه الانسان لدرجة عاليه من النضج حسب كل شخصية. وفكرها ..ودرجة تعلمها .واستيعابها للمواقف والاحداث..
.فهناك من الاشخاص الذى لايتعلم ابدا. .وهناك من الاشخاص يحتاج الى فترات طويلة …او هزات عنيفه .ومواقف صادمة حتى يفيق …
واى علاج للمواقف او العلاقات او المشاكل ترتكز دائما على الاصل والاخلاق والدين..وحسن التربية ..
فالبشر مختلفين فى مشاربهم فيهم بن الاصول المتربى اللى بيخاف ربنا … نقى السريرة .الذى يحب لك الخير بطبيعته للناس
ومنهم الخبيث الذى لاأصل له ولم يجد من يربيه فى بيته و يعرفه الحلال من الحرام …
ولذا قيل إذا أردت معرفة معادن من حولك…تعمّد الخطأ يوماً، فستندهش من النتائج..فلا تنصدم !! لانه تلك معادن البشر،ذهبٌ وخشب ..
وإذا أردت أن تكتشف نوعية المحيطين بك:ارمِ العظام و ستظهر الكلاب،، وارمِ البذور ستظهر العصافير،وارمِ نفسك سيظهر الأصدقاء….
وذو الاصل الطيب حتي في عداوته شريف،،،و قليل الاصل حتي في صداقته خبيث .والاصيل لا ينكر الفضل أن اخذ شكر, وإن رأي او سمع ستر .,ولكن قليل الاصل ينكر ولو أطعمتة في بيتك ,وكسوته من ملابسك، فهو دنيء في طبعه وخبيث في عشرتة.
وناكر المعروف وجاحد الجميل لا يأتمن ولا يعاشر ..فهو أسوء من المنافق لأنه إذا وجد من يسعده اليوم ، نسي من أسعده بالأمس .
وأحقر الناس خُلقاً…إذا شبع منك أنكر فضلك.”
ومن شيم الكرام إن لم يستطيع أن يرد الفضل فلا يجحده،
ومن يجعل المعروف بغير أهلهِ،يكن حمده ذمّاً عليه ويندمُ
لكن مهما صادفت من مواقف محزنة او خذلان من احد اياك ان تمتنع عن فعل الخير..او تضمر لااحد سواء او شر ..اضمر المحبة للجميع ودع اصحاب الشرور لمن يعلم السر وأخفى … ..واصنع المعروف فى اهله وفى غير اهله فان صادفت اهله فهو اهله وان لم تصادف فأنت اهله
ولاتزهد بفعلك المعروف بخوف
إنكارهِ فأنت تفعل المعروف لأجلك.
فصنائع المعروف تقي ..مصارع السوء..
ولاتنشغل بعيوب الاخرين وتنسى عيوب نفسك…
فمن علامات المسلم الحق انه مشغول بعيوب نفسه وبإصلاح ذاته وبإيمانه والمسلم الكاره والحاقد المتشدد لايرى عيوب نفسه. يعتقد انه افضل الناس ومشغول بعيوب. وزلاتهم واخفاقاتهم .. وايمان غيره
الانسان السوى او الطبيعى او المتدين الحق يسعى للاصلاح بالموعظة الحسنة بقدر استطاعته بنية سليمة يقصد فيها ادخال نفسه وغيرة طريق الهداية والجنة …
والانسان المريض الحاقد الكاره يسعى لاثبات ان غيرة غير كفئ وبه كل الصفات الرديئة وانه يجب ان يقع تحت طائلة القانون وسيدخل النار..
الانسان السوى او الطبيعى او المتدين الحق يبحث للاخرين عن الاعذار ليغفر لهم الاخطاء والزلات..
اما الانسان المريض والكاره والمتدين المتشدد فهو يفتش عن أخطاء الاخرين وهفواتهم لمعاقابتهم والتكلم عنهم ..
مع ان كل انسان مسؤول عن عمله ولا تزروا وازرة وزر اخرى ..
اخيرا …
لسنا قضاه ولا اوصياء على احد ، وكلنا زائلون …إلى ربنا منقلبون ..هو اعلم بالنوايا وهو الذى سيحاسب الجميع على القليل والكثير يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم …
ولا تعطي مشكلة او موقف او شخص أكبر من حجمه فيتمرد. ولا تعطي شخص أقل من قدره فيرحل .”
بعض الاشخاص عندما تعطى اهتمام اكبر من حجمها بيصدق نفسه ويعيش الكذبة و يتمادى عليك ويخذلك. وانت الذى ستدفع الثمن .
ولا تعامل كل الناس بأسلوب واحد فليس كل المرضي يأخذون نفس الدواء. وعليك ان تعرف لكل صاحب حقه…
وتتحلى بحسن الادب ومكارم الاخلاق وتنزل الناس منازلهم….. فتوقر الكبير وتحترم الصغير ..وتجل العالم لعلمه ..والمحسن لفضله ، والفقيه لورعه . وصاحب الفضل لفضله ورئيس العمل والمؤسسة لحقه.
وخاطب الناس .على قدر عقولهم …ومن يراك بعين التعالي فانظر له بعين التجاهل ومن يراك بعين التواضع فانظر له بعين الاهتمام. . و لا تُبالغ في تقديس أحدٍ فتُصدم،، ولا تُبالغ في ذمّ أحد فتَظلِم،، كُن معتدلاً ومُتزناً امنح كل واحد حجمه لا أكثر ولا أقل !
يقول الامام على بن أبي طالب رضى الله عنه :إذا وضعت أحداً فوق قدره فتوقع منه أن يضعك دون قدرك !وإياك أن تظن يومًا..!
بأنك تعرف شخصًا ما تمام المعرفة..؟!..وتتوهّم بأنك مُلِمّ بجوانب شخصيته ودوافعه، وأفكاره…
فتُفسِّر أفعاله وتصرفاته من منطلق تصوّرك …لا من منطلق حقيقته ..!
وتضعهُ في إطار لا يشبهه ولا ينتمي إليه..!..
.وكُن على يقين بأن: “في كل إنسانٍ تعرفه إنسانٌ لا تعرفه”!..ولا تعطى المواقف والاشخاص اكثر مما ينبغى … فلا شيء يستحق
واملأ قلبك بالمحبة للعالم ..فقلوبنا كؤوس إن شئنا ملأناها حبا وإن شئنا ملأناها حقدا وكل منا سيشرب مما وضع فى قلبه
وإن أجبرتك ظروف الحياة على التلون فكن مثل الورد،،وإن أجبرتك على السقوط فكن مثل المطر،،،
وإن أجبرتك الظروف على الصمت فكن كسكون الليل ،،،،
وإن أحرقوك فكن كعود البخور ذو رائحة طيبة.
بقلم .. ا.د / إبراهيم درويش أستاذ المحاصيل الحقلية ووكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.