إطمئن .. الله لطيف بعبادة

أ.د إبراهيم درويش يكتب:

0

الأحداث المتسارعة ،والابتلاءات المتنوعة التى تحيط بنا وباسرنا. فلكل منا همومه وشكواه وابتلائه ..وكذلك التطورات التى تحيط ببلادنا خاصة بعد التصريحات الغير مقبولة والتهديد والوعيد من اليهود ومن عاونهم ورئيس الدولة المهيمنه على العالم بقوتها .. تجعلنا فى خوف شديد وقلق ..متوقعين الاسوأ لمنطقتنا خلال الفترة القادمة ..حاملين الهم ويكسونا الحزن .والغيظ والالم .

وخطورة ذلك ان هذه التصريحات العنترية هى أحد وسائل الحرب النفسية .التى يؤججها المرتزقه والخونة اعداء الوطن من الداخل والخارج..ويبثونها على وسائل التواصل والمنصات الاعلامية ويعملون على نشرالاكاذيب والاشاعات المضللة ليل نهار كى يفقدوا الناس ثقتهم بانفسهم وقيادتهم ..وجيشهم وقدراتهم

ونقول أن الابتلاءات والشدائد عامة والمؤامرات خاصة ليست جديدة على الامة المصرية ..فهى فى رباط منذ فجر التاريخ وستظل حامية الحمى والعروبة والاسلام

هذا قدر مصر المحروسة بحفظ ربها لها ..والله هو الذى يختار لمصر من يحكمها فلايحكم فى ملك الله أحد الا بقدر الله ..

والابتلاءات التى تصيبنا هى سنة الله فى كونه يبتلى بها الجميع حتى الانبياء والرسل ..لم ينجوا منها أحد… وهذه الايام الصعاب تذكرنا بغزوة الاحزاب أو الخندق..حين تجمعت القبائل العربية مع اليهود الذين لايعرف لهم عهد او وعد وحاصروا مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم

ولقد صور هذا المشهد القرآن الكريم فى قوله تعالى ﴿إذ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرسولُهُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ نعم لقد كان ابتلاءا عظيما للمؤمنين حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم شفقة بالمؤمنين كاد أن يتفق مع قبيلة غطفان على أن يأخذوا ثلث ثمار المدينة ويرجعوا ليخذلوا جيش الكفار من قريش. لكن كان موقف الانصار ( الذى نريد ان نبرزه هذه الايام ونعمل عليه ونوحد عليه ألامة )الموقنين بسلامة ايمانهم وموقفهم يرفضون ويقولون للنبي صلى الله عليه وسلم: ،إنهم لم يكونوا يطمعون ونحن في الكفر أنهم يأخذوا منا ثمرة من ثمار المدينة إلا شراءً أو قرى أو هدية، أما أنهم يأخذون هكذا من غير سبب فليس لهم إلا السيف..

ويضرب الرسول لنا المثل فى التفاؤل حتى فى المواقف العصيبة لانه واثق من نصر ربه له ففي أثناء حفر الخندق شكا الصحابة إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صخرة لم يستطيعوا كسرها، فجاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم – وأخذ الفأس وقال: ( بسم الله، فضرب ضربة كسر منها ثلث الحجر، وقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا، ثم قال: بسم الله، وضرب ثانيةً فكسر ثلث الحجر، …

وكانت نتيجة هذه الحشود أن ثبت المؤمنون .فنصرهم الله ( إن تنصروا الله ينصركم ) وارسل عليهم جنده( وما يعلم جنود ربك الا هو وماهى الا ذكرى للبشر )..

اطئمن أيها المؤمن وايها المصرى الله لطيف بعبادة يقول تعالى:﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴾ الشورى .

اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ”من لُطفه سُبحانه أنه يجبر الكسير،ويغني الفقير، ويعفو عن الذنب،ويستر العاصي، ويأتي باليُسر بعد العُسر،ويغيث عباده، ولا يرد من سأله، نعم انه رحيم لطيف، بيده الأمر والتصريف،

هو أعرف المعارف لا يحتاج إلى تعريف،جلّ في عُلاه، لا إله إلا هو، ولا رب سواه.إذا فاتك عطفه أتاك لطفه..

اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ” يرزقهم إذا افتقروا، يغيثهم إذا قحطوا، يغفر لهم إذا استغفروا، يشفيهم إذا مرضوا، يعافيهم إذا ابتلوا.

الله لطيف بعباده”، ينزل اللطف مع البلاء، فـيلهم القلب الصبر عند المصيبة، ليرضى بقضائه، ويرفعه أعلى الدرجات، ويدخله الجنة بغير حساب وقت الضيق وضيق السبل.. هو وقت التسليم لله رب العالمين.

الله لطيف بعباده رفيق بهم رحيم بعبادة يعلم دقائق ألامور ولايخفى عليه شيء مما يمكرون او يدبرون وهو القوى العزيز الذى لايغلب قريب منهم يعامل المؤمنين بعطف ورأفة وإحسان، ويدعو المخالفين إلى التوبة والغفران مهما بلغ بهم العصيان، يعلم دقائق أحوالهم ويعلم خائنة الاعين ولا يخفى عليه شيء مما في الصدور ..

فأحسنوا الظن بربكم .فإن لطف الله تعالى شامل الجميع ..

ولذلك علينا جميعا ان نعود الى الله اللطيف القوى العزيز القادر والقهار نعود الى الله بصفات الجلال وصفات الجمال ..

وان نتحلى بالايمان ونتخلق بالاخلاق الكريمة ..ونتوحد على حب الوطن والزود عنه بكل غال ونفيس فكلنا جنود وان اختلفت مواقعنا.وان نعلى مصلحة الوطن .وان يلطف كل منا باخيه حتى يلطف الله بنا ..

اللهم إنا نسألك يا قوي يا عزيز أن تدفع عنا كل بلاء و هم وضيق ونقمه ومحنه قد استحقيناها من غفلتنا وذنوبنا، اللهم إنا نسألك اللطف فيما قضيت، والمعونة على ما أمضيت ، ونستغفرك من قول يعقبة الندم ، أو فعل تزل به القدم ، فأنت الثقة لمن توكل عليك ، والعصمة لمن فوض أمره إليك ياصاحب اللطف الخفى الذي لطفت بجميع الورى، فحفنا بلطفك فيما نزل يالطيف لم يزل، واجعلنا في حصنك وكنفك وعنايتك

يالطيف .. استودعناك أنفسنا وذرياتنا وسائر أهلنا ووطننا..

الطف بنا اللهم في قضائك وقدرك الذي قدرته علينا بحولك وقدرتك وفضلك فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيد المرسلين محمد الأمين، ، وعلى آله الطيبين الطاهرين…

 

بقلم .. ا.د / ابراهيم حسينى درويش أستاذ المحاصيل الحلقية ووكيل كلية الزراعة السابق بجامعة المنوفية


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد
دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً