سياسة

مدير المركز الفرنسي : زيارة ماكرون لمصر تاريخية وترسخ لشراكات جديدة بالشرق الأوسط

قالت الدكتورة عقيلة دبيشي مدير المركز الفرنسي للدراسات وتحليل السياسات، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر تاريخيّة و تحمل في طياتها أبعادًا أعمق من كونها زيارة بروتوكولية، مشيرة إلى أن ماكرون بدأ بالفعل في إعادة حساباته وتحالفاته السياسية والاستراتيجية، في ضوء المتغيرات الدولية الأخيرة، خصوصًا تلك التي فرضتها سياسات وقرارات إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وأوضحت عقيلة دبيشي في بيان لها، أن ماكرون يسعى الآن إلى ترسيخ شراكات جديدة في الشرق الأوسط والعالم العربي، خاصة بعد سلسلة الانتكاسات التي تعرضت لها فرنسا في إفريقيا، والتي جعلت من الضروري إعادة التمركز الفرنسي سياسيًا واستراتيجيًا خارج القارة السمراء.

وأضافت أن المنطقة العربية وشمال أفريقيا مرشحتان لتكونا ساحة الاشتباك السياسي المقبلة بين أوروبا والولايات المتحدة، لا سيما في ظل التبعات المتوقعة لقرارات الإدارة الأمريكية، خاصة ما يتعلق بخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، والتي قد تؤدي إلى موجات هجرة جديدة باتجاه أوروبا، ما سيخلق أعباءً اقتصادية واجتماعية إضافية على الحكومات الأوروبية.

وأشارت إلى أن دول حوض البحر المتوسط، بحكم الجغرافيا والتاريخ، تمثل البوابة الأقرب والأكثر تفاعلًا مع أوروبا، وبالتالي فإن الأمن القومي الأوروبي بات مرتبطًا بشكل وثيق بالاستقرار في هذه المنطقة.

وأكدت أن التقارب الفرنسي العربي – الذي تتجلى ملامحه في زيارة ماكرون إلى القاهرة ولقاءاته المكثفة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي – من شأنه أن يعيد لفرنسا دورها الدولي، خاصة بعد الإخفاقات التي واجهتها في عدد من الملفات العالمية، وعلى رأسها ملف الحرب في أوكرانيا.

كما لفتت إلى أن الرئيس ماكرون يتطلع شخصيًا للعب دور أكثر فاعلية في عملية السلام في الشرق الأوسط، ويسعى لإعادة رسم الخارطة السياسية والانتخابية الداخلية في فرنسا، وهو ما يتطلب منه تعزيز حضور فرنسا في الملفات الدولية الكبرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

واختتمت تصريحاتها بالتأكيد على أن إعادة تفعيل الدور الفرنسي في المنطقة، خصوصًا في ظل التوازنات الجديدة، لن يكون خيارًا سياسيًا فقط، بل ضرورة استراتيجية لفرنسا وأوروبا على السواء.


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى.يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية.طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي.يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً