منح جائزة نوبل للسلام لزعيمة المعارضة الفنزويلية له أبعاد سياسية تتجاوز مفهوم السلام المتعارف عليه
سها البغدادي

أدلت الباحثة في الشأن العربي والدولي سُها البغدادي بتصريح خاص لعدد من الصحف العربية والفنزويلية، أعربت فيه عن استيائها من منح جائزة نوبل للسلام للمعارِضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، معتبرة أن هذا القرار يحمل أبعادًا سياسية تتجاوز مفهوم “السلام” المتعارف عليه.
وقالت البغدادي إن الجائزة فقدت الكثير من مصداقيتها خلال السنوات الأخيرة بعدما تحولت من تكريم لصنّاع السلام الحقيقيين إلى وسيلة ضغط تُستخدم لتلميع وجوه معارِضة تخدم مصالح القوى الكبرى، مؤكدة أن ما يحدث الآن في فنزويلا يعيد إلى الأذهان نفس المخططات التي استهدفت دولًا عربية تحت شعارات براقة، بينما الهدف الحقيقي كان تفكيك مؤسسات الدولة ونهب ثرواتها.
وأضافت:“إن منح الجائزة لشخصية معارِضة مدعومة من دوائر غربية، وعلى رأسها واشنطن، يثير تساؤلات حول نوايا من يقفون وراء هذا القرار، خصوصًا أن فنزويلا تواجه منذ سنوات حصارًا اقتصاديًا خانقًا بسبب تمسكها بسيادتها واستقلال قرارها الوطني”.
وأشارت البغدادي إلى أن الولايات المتحدة تسعى من خلال هذه الخطوة إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي في فنزويلا عبر تمكين معارضة موالية لها، على غرار ما حدث في بعض دول الشرق الأوسط، مؤكدة أن ما يُسمّى “جائزة السلام” قد تحولت إلى ورقة ضغط سياسية تهدد أمن واستقرار الدول الرافضة للهيمنة.
وختمت الباحثة سُها البغدادي تصريحها قائلة:
“السلام الحقيقي لا تصنعه الجوائز، بل تصنعه الشعوب بإرادتها الحرة. وما يحدث اليوم ليس تكريمًا لشجاعة سياسية، بل توظيف لمعاناة الشعوب في خدمة أجندات خفية. الشعوب باتت أكثر وعيًا، ولن تنطلي عليها هذه المسرحيات التي تُقدَّم باسم الديمقراطية والحرية”.
وأكدت في الختام أن فنزويلا ستظل نموذجًا للمقاومة والسيادة الوطنية، وأن كل محاولات تلميع رموز المعارضة المصطنعة لن تنجح في كسر إرادة الشعب الفنزويلي ولا في إضعاف قيادته المنتخبة.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.