شارفت فرق الإطفاء يوم الجمعة في 13 آب/ أغسطس 2021 في السيطرة على غالبية حرائق الغابات التي تجتاح شمال الجزائر ولا سيما في تيزي أوزو الأكثر تضررا في منطقة القبائل حيث يبدو السكان في حالة صدمة بانتظار تحديد هويات أصحاب الجثث المحترقة.
وقضى ما لا يقل عن 71 شخصا منذ يوم الإثنين الفائت في هذه الحرائق التي أججها الحرّ الشديد على ما أظهرت أحدث حصيلة صادرة عن السلطات التي تقول إنها “مفتعلة”.
وبعد إعلان “إخماد كل حرائق الغابات صباحا (الجمعة) في تيزي أوزو”، أفادت الحماية المدنية عن اندلاع “خمسة حرائق” في هذه الولاية.
ويواصل عناصر الإطفاء ومتطوعون مكافحة 35 حريقا في 11 ولاية أخرى، من بينها جيجل وبجاية وبومرداس وفق أحدث تقرير للحماية المدنية.
وفي المجموع، أخمد 76 حريقا من أصل مئة أحصيت يوم الخميس في 15 ولاية في البلاد.
أمام هذه المأساة، كثرت مبادرات التضامن على الأرض وفي كل أرجاء البلاد فيما توجه نداءات كثيرة للمساعدة من قبل المجتمع المدني في الجزائر والخارج.
وشاركت طائرتان فرنسيتان قاذفتان للمياه في الجهود المبذولة في منطقة القبائل ومن المتوقع أن تصل ثلاث أخرى الجمعة من إسبانيا وسويسرا بحسب الرئيس عبد المجيد تبون.
في اليوم الثاني من الحداد الوطني الذي أعلن على أرواح الضحايا، أقيمت صلاة الغائب بعد صلاة الجمعة في مساجد الجزائر.
وقال نائب رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان سعيد صالحي “في دائرة الأربعاء ناث إيراثن مركز الحرائق في منطقة القبائل، لم يتمكن الخبراء إلا من تحديد هوية 19 جثة من أصل 25”.
وأضاف “العائلات ما زالت تبحث عن أفراد لها ما يزيد من الحزن والمأساة”.
وقال احد سكان البلدة ويدعى جمال في اتصال هاتفي إن الحصيلة مرجحة للارتفاع “بسبب وجود مفقودين”.
الحكم استباق أيضا
وتقع دائرة الأربعاء ناث إيراثن على مرتفعات وتضم حوالى عشرين بلدة يعتاش أبناؤها من زراعة الأشجار الجبلية. إلا ان الحرائق أتت على كل شيء.
ويقول المتقاعد جمال غاضبا “المشهد فظيع وما من كلام كاف لوصفه” آسفا لعدم جهوزية السلطات مع أن الحرائق تتكرر.
ونتيجة لذلك أخليت بلدات بكاملها واحترقت منازل وتفحمت قطعان. وتنتشر أينما كان مشاهد الفوضى والخراب.
ويضيف الرجل الستيني “الحكم يقوم على استباق الأمور وتوقعها إلا عندنا حيث التحرك يأتي دائما بعد الكارثة، بعد أن يقع الضرر”.
أما مهند فقد نقل عائلته إلى العاصمة الجزائرية وعاد إلى منطقة الحرائق للمساعدة في العمل ميدانيًا. وهو يواجه صعوبة في وصف فظاعة الوضع “لم يسبق ان رأيت شيئا كهذا من قبل. خسرت عائلات كل شيء”.
ويضيف وقد اعتصرته الغصة “لا زلت أشم رائحة الأجسام المحترقة. رائحة لا تحتمل وهي لا تفارقني”.
ولا تزال دوائر عدة من منطقة تيزي أوزو من دون كهرباء وغاز وهاتف.
فقد أغلق الكثير من محطات الوقود بعد انفجار واحدة في عين الحمام ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة كانوا في سيارتهم.
ويعبر أبناء هذه المناطق عن خشية أخرى تتمثل باحتمال تسجيل ارتفاع كبير في الإصابات بكوفيد-19. فخلال مكافحة الحرائق سقطت كل تدابير الوقاية.
إلا أن شهادات عدة تشير إلى أن “السكان تنفسوا الصعداء” مع وصول الطائرات القاذفة للمياه الخميس.
والجزائر هي أكبر الدول الإفريقية وتضم 4,1 مليون هكتار من الغابات مع نسبة إعادة تشجير متدنية جدا تبلغ 1,76 %.
وتنتشر الحرائق سنويا في شمال البلاد. ففي العام 2020 اجتاحت النيران 44 ألف هكتار من الأحراج.
وتكثر الحرائق في مناطق مختلفة من العالم وهي مرتبطة بظواهر متنوعة توقعها العلماء بسبب الاحترار المناخي.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.