من المقرر أن تعيد محكمة النقض بباريس النظر، ابتداء من يوم الخميس 25 نوفمبر 2021، من خلال جلسة استماع في قضية البستاني المغربي عمر الرداد الذي أدين، ثم صدر عفو عنه دون تبرئة، في تهمة قتل مشغلته غيسلين مارشال سنة 1991
وكان حكم قد صدر في حق عمر رداد سنة 1994 بالسجن 18 عاما، دون إمكانية الاستئناف حينها، قضى منها أكثر من سبع سنوات.
واستفاد البستاني المغربي، الذي لم يتوقف عن تأكيد براءته، من عفو جزئي من قبل الرئيس جاك شيراك ومن إفراج مشروط سنة 1998، دون أن تتم تبرئته أو نقض إدانته.
غير أن عناصر جديدة كشفت عنها صحيفة “لوموند”، أعادت إحياء القضية، ودفعت دفاع عمر الرداد إلى تقديم طلب جديد لمراجعة محاكمته.
وخلص تقرير أعده خبير خاص سنة 2019، حصلت عليه الصحيفة الفرنسية، إلى وجود حوالي ثلاثين أثرا لحمض نووي ذكوري كامل لا يعود أي منها إلى البستاني، عُثر عليها في إحدى الكتابات الشهيرة بدم الضحية التي وصفت عمر الرداد بـ”القاتل”.
ووفق التقرير فقد حلل لوران برينو 35 أثرا لحمض نووي موجود في الكتابة الشهيرة “عمر قتلني”. إذ يرجح فرضية انتقال البصمات في وقت الوقائع، وليس “تلوث” مسرح الجريمة لاحقا من قبل المحققين.
وبمعنى آخر، يعتبر دفاع عمر رداد أنه من الممكن أن يكون كاتب العبارة قد أودع هذه الآثار الجينية، وليس الضحية، بل من المحتمل أن يكون القاتل الحقيقي.
وفي سنة 1999، خلص أول طلب مراجعة لخبرات في علم الخط، إلى أنه من المستحيل أن تكون الكتابة للضحية، وإلى اكتشاف أثرين لحمض نووي ذكوري مجهول الهوية.
لكن في 20 نونبر 2002، رفضت محكمة المراجعة طلب إجراء محاكمة جديدة، معتبرة بأنه “من المستحيل تحديد متى، قبل القتل أو بالتزامن معه أو بعده، تركت هذه الآثار”.
واستنادا إلى التقرير الذي كشفت عنه صحيفة “لوموند”، قدم دفاع البستاني المغربي، في يونيو 2021 لمحكمة باريس، طلب مراجعة المحاكمة، وهو إجراء استثنائي للغاية في فرنسا.
وبناء على هذه العناصر الجديدة، قد تطلب لجنة التحقيق التابعة لمحكمة المراجعة مزيدا من التفاصيل.
ووفقا لوسائل إعلام محلية، يمكن عقد جلسة استماع جديدة قد تفضي لقرار، ما يثير، حسبها، لعدة احتمالات: يمكن للعدالة أن ترفض الطلب، كما فعلت ذلك سنة 2002، تماما كما يمكنها إعادة التحقيق وفتح محاكمة مراجعة.
وحسب صحيفة “لوبوان”، فإن عمر الرداد، البالغ من العمر 59 عاما، سيكون حاضرا يوم الخميس 25 نوفمبر الجاري خلال هذه المحاكمة التي تعد بمثابة الفرصة الأخيرة. وسيكون مصحوبا بمحاميته، سيلفي نواشوفيتش، والقاضي السابق والنائب جورج فينيش، الذي كان وراء التصويت على نص سنة 2014 يخفف من شروط مراجعة محاكمة جنائية، والكاتب والأكاديمي الفرنسي جان ماري روارت، مؤلف كتاب “عمر الرداد: صناعة جاني”، والذي نشر سنة 1994 من قبل دار النشر “دو فالوا”.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.