اقتصادكُتاب

هل تستفيد الدول العربية من كعكة TSMC ؟!

لقد أصبحت الرقائق النفط الثمين الجديد والمصدر النادر الأكثر حيوية الذي يعتمد عليه العالم الحديث، والمعركة من أجله بدأت منذ عقد من الزمان، لكن الصراع فيها يحتدم حاليا بين طرفين لا ثالث لهما، هما الولايات المتحدة والصين، وتلعب تايوان دورًا محوريًا في هذا الصراع، بل تكاد تكون هي أساسه.

في الوقت الحالي، فإن القوى العسكرية والاقتصادية والجيوسياسية مبنية على أساس رقائق الحاسوب، ونظريا فإن كل شيء ابتداء من الهواتف الذكية وأفران المايكروويف إلى سوق الأسهم والسيارات وحتى الصواريخ والطائرات، كلها تعمل بالرقائق.

وفي ظل معاناة العالم من أزمة نقص الرقائق الإلكترونية (أشباه الموصلات)، فإن ‏العديد من الشركات الكبرى المصنعة للرقائق تعهدت باستثمار 100مليار دولار ‏على مدار ثلاث سنوات لزيادة الإنتاج
ومن بين أكبر الشركات المصنعة في العالم ‏Taiwan Semiconductor ‎Manufacturing Company‏ المعروفة اختصاراً بـTSMC ‎‏ والتي تصل قيمتها ‏السوقية إلى 550 مليار دولار، وبالتالي فهي من أكبر 20 شركة في العالم من ‏حيث القيمة السوقية.‏

وتعتبر الشركة التايوانية هي الأكبر على مستوى العالم في صناعة الرقائق الإلكترونية حيث تسيطر على أكثر من 50 % من صناعة الرقائق الإلكترونية على مستوى العالم، كما تسيطر الشركة على صناعة الرقائق الإلكترونية الأكثر تقدماً وبالأخص من فئة 5 نانوميتر والتي تستخدم في كل الصناعات التكنولوجية مثل الهواتف المحمولة والإلكترونيات والسيارات والصناعات العسكرية والفضاء.
– يتركز إنتاج الشركة في الوقت الحالي بالكامل في تايوان ولكن بعد التوترات الأخيرة مع الصين مع احتمالية تعطل سلاسل الإمداد والتوريد الخاصة بالصناعة في تايوان دفع الشركة لنقل إنتاجها خارج تايوان حيث تخطط الشركة لبناء 7 مصانع لها خارج تايوان، بدأت بالفعل في إقامة مصنعها في الولايات المتحدة بتكلفة 12 مليار دولار  وتستهدف الشركة إرسال 250 موظفًا أمريكيًا إلى تايوان خلال فترة تمتد من 12 ‏إلى 18 شهرًا من أجل التدريب.‏

كما أعلنت بناءه لمصنع في اليابان بالتعاون مع شركة سوني، كما أعلنت نيتها إقامة مصنع في أوروبا.
– الدول العربية يمكن أن يكون لها نصيب من مصانع TSMC حيث تمتع بسوق كبير بالإضافة للتسهيلات التي يمكن أن تقدمها لتلك الصناعة وتوطينها في الدول العربية وبالأخص في مصر
التي تمتلك امكانيات كبيره لاسيما من الرمال البيضاء في وسط سيناء  ذات النقاء العالي، والذي يصل إلي ٩٨٪؜ والتي تعتبر المصدر الرئيسي لإنتاج الشرائح الاليكترونية.
نحتاج فقط إلي جذب المصانع الكبري وتقديم التسهيلات والحوافز الاستثمارية لجذب وتوطين هذا النوع من التكنولوجيا الصناعية.

 


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

اترك تعليقاً

🔔

أهم الأخبار

error: Content is protected !!
دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً
العربيةالعربيةFrançaisFrançais