إقامة مركز عالمى لتخزين وتجارة وتداول الحبوب فى مصر. ..هو أحد ألاهداف الذى يسعى إليها فخامةرئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى منذ أن تولى أمانة المسؤولية وهو يعمل جاهدا على تأمين الغذاء للشعب المصرى وذلك من خلال عدة مسارات متوازية ومتكاملة كلها تصب فى تحقيق إقامة مركز عالمى لتخزين وتداول وتجارة الحبوب فى مصر لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة وفى ظل تحديات ..كبرى تواجه هذه الجهود وتعوقها مثل السكانية المطردة حيث أن مصر هى أكبر مستورد للأقماح على مستوى العالم بواردات سنوية تتجاوز الـ10 ملايين طن فى المتوسط.فى العام ..
. ومحدودية الموارد المائية ..وقلة الموارد المالية ..التغيرات المناخية المستمرة وتؤثر على الأمطار والجفاف
والاوبئةالعالمية .مثل كوفيد كرونا . والتوترات والنزاعات الدولية ..وآخرها الحرب الروسية الأوكرانية والتى أثرت على ارتفاع اسعار النفط وتوقف سلاسل الإمداد وحالة تضخم عالمية .
.بالإضافة إلى الأحداث التى مرت بها الدولة المصرية بعد عام ٢٠١١ والحرب على الإرهاب.والتربصات خارجية وداخلية التى تحيط بالدولة المصرية ..
وهذه المسارات التى تعمل عليها الدولة المصرية لتأمين الغذاء وإقامة مركز عالمى لتخزين وتداول الحبوب هى ..:
١-الاهتمام بالقطاع الزراعى ..
من خلال خطة للتوسع الأفقى
بإقامة مشروعات زراعية متكاملة تنموية قومية عملاقة .مختارة بعناية .هى بمثابة شرايين للتنمية فى مصر. مثل استصلاح واستزراع المليون ونصف فدان ومشروع مستقبل مصر ودلتا مصر وتوشكى الخير وتنمية شمال ووسط سيناء
الخ من العديد من المشروعات الزراعية. العملاقة
٢- تعظيم استغلال وحدة الأرض ووحدة المياة خاصة فى جنوب الوادى وسيناء، والتوسع الرأسى من خلال استنباط أصناف ذات احتياج مائى اقل وتقليل فترة زراعة المحصول والتوافق مع التغيرات المناخية، وأيضا استخدام أساليب حديثة للزراعة تعتمد على تطوير منظومة الرى واستخدام الميكنة الزراعية بشكل أوسع والتوسع فى المشروع القومى للزراعات المحمية (الصوب) واعتماد الزراعة الزكية مناخيا.
٣- إقامة شبكة من الطرق والموانى والمطارات لتسهيل عمليات النقل واللوجستيات ..وقد أقامت مصر شبكة من الطرق ووسائل النقل فى فترة بمايفوق ماقامت به طوال ٦٠ سنة ماضية
٤- تطوير نظم الرى وترشيد المياه وتبطين الترع لتوفير كميات مياه يعاد ضخها فى المشروعات الجديدة
٥-اقامة المشروع القومى للصوامع
للحفاظ على الغذاء وتأمين المخزون الاستراتيجي منه، وتضم مصر الآن 70 صومعة على مستوى محافظات الجمهورية، وهى مصممة بأحدث أسلوب وتكنولوجيا وتقنيات موجودة في العالم.
٦- مشروع “المستودعات الاستراتيجية
يساهم أيضا بأن تكون مصر مركزا عالميا لتخزين الحبوب وتداولها “فقد أعلنت وزارة التموين عن إنشاء 7 مستودعات استراتيجية جديدة لزيادة المخزون السلعي وفق أحدث تكنولوجيا لإدارة عمليات تخزين السلع بما يضمن سلامة وجودة المنتجات بجانب تأمين مخزون استراتيجي من المنتجات الغذائية على مدار العام و “يبلغ متوسط التكلفة الاستثمارية للمستودع الواحد 5 مليارات جنيه وسيخدم 4 محافظات، كما سيحسن منظومة الإنتاج والتوزيع والتخزين. و هذه المستودعات سيعزز من زيادة المخزون الاستراتيجي للمنتجات لمده تصل بين 8 و9 أشهر “. “ وتضمن تأمين احتياجات البلاد لنحو 25 سلعة أساسية”.و ستساعد على إنشاء بورصات سلعية سترفع تصنيف مصر في مؤشر الأمن الغذائي العالمي Food Security Index.
٧- تفعيل الزراعة التعاقدية مع المزارعين لتشجيعهم على زراعة محاصيل معينة خاصة محاصيل الذرة والزيوت واستلام القمح من المزارعين بأسعار تشجيعية للمزارع المصرى ..
وإقامة مركز عالمى لتخزين وتجارة وتداول الحبوب فى مصر بدأت فكرته من ابريل ٢٠١٤ وكانت المنطقة التى تم اختيارها. فى البداية هى منطقة دمياط ثم دخل على الخط المنطقة اللوجستية حول قناة السويس.بعد تطوير الأمر الملاحى للقناة وهناك أكثر من منطقة فى مصر يمكن أن تساهم فى إنجاح المشروع .
مثل دمياط والعقبة ومنطقة قناة السويس
ولعل المنطقة الاقتصادية حول قناة السويس لها ميزة تنافسية نظرا لموقعها المتميز خاصة بعد اتمام التفريعة الجديدة .
.وهذا المشروع يتم الدفع به بقوة ..فقد
طرحه السيد وزير الخارجية سامح شكرى المشروع في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى سبتمبر ٢٠٢٢ وذكر بأن الحرب الروسية الأوكرانية فاقمت من الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها العالم.وطالب بضرورة طرح استراتيجية متكاملة لمعالجة أزمة الغذاء العالمية.واكد بأن مصر من خلال موقعها الجغرافي تعلن عن استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي من أجل إنشاء مركز دولي لتخزين وتوريد وتجارة الحبوب في مصر إسهاما في صون الأمن الغذائي العالمي .
ثم أكد على نفس هذا المطلب في كلمته التى ألقاها أثناء مشاركته فى ( مؤتمر صوت الجنوب) من خلال الدعوة التى وجهت للدولة المصرية من الهند للمشاركة فى كضيف في اجتماعات مجموعة العشرين، تحت الرئاسة الهندية لمجموعة العشرين. منوهاً بالتحديات التي تواجه دول الجنوب جراء الأزمات المتلاحقة، بما في ذلك جائحة كورونا وأزمات سلاسل الإمداد وأعرب السيد وزير الخارجية عن استعداد مصر للتعاون مع المجتمع الدولي من أجل استضافة مركز عالمي لتوريد وتخزين الحبوب، بما يسهم في مواجهة أزمة الغذاء العالمية.
ومصر لديها الإمكانيات والاستعدادات والمناطق الاستراتيجية المتميزة مما يجعلها تمتلك الأفضلية لاستضافة مركز عالمي لتوريد وتخزين الحبوب.والاهم أن مصر لديها الرغبة والقدرة والموقع الذى يتوسط العالم
خاصة أن مصر تعد اكبر مستورد للغلال في العالم حيث تستورد 30 في المائة, وتستورد المنطقة المحيطة بنا 20 في المائة ما يشكل 50 في المائة من حجم تجارة الغلال في العالم ..
يهدف مشروع المركز اللوجستي العالمي لتخزين وتداول الغلال إلى الاتى :
،——؛—————————-
١- رفع الطاقة التخزينية إلى ٧ مليون طن . ويسعى للتداول فى حدود ٦٥ مليون طن سنويًا
٢-يجعل مصر محورا دوليا لتداول وتخزين الحبوب والسلع الغذائية
٣- يمكن مصر من التحكم الاستراتيجي في الغذاء.من الغلال والسلع الغذائية مما يساهم في تحقيق الأمن الغذائي لمصر ودول المنطقة
٤- توفير احتياجات السوق المحلية وتأمين الاحتياطي الاستراتيجي من تلك السلع،
٤- يساهم فى إمداد الأسواق الإقليمية المحيطة باحتياجاتها الغذائية.
٥-؛ يعد رسالة أمل للشعب المصري بتأمين احتياجاتهم ويطمأنه على احتياجاته ويؤكد ثقته فى قيادته .
٦- إقامة أنشطة القيمة المضافة من خلال التصنيع والتغليف والتعبئة للحبوب والبذور المنتجة للزيوت والزيوت غير المكررة والسكر الخام والمواد الغذائية ذات الطابع الاستراتيجي.
&-ويتضمن المشروع إنشاء صوامع وقباب تخزينية حديثة.
&-ايضا مناطق صناعية مثل المطاحن لإنتاج الدقيق الفاخر والنخالة للاستهلاك المحلي ومنطقة صناعية لصناعات الصويا وتشمل الصناعات الغذائية وصناعات استخلاص الزيوت والأعلاف
وتضم هذه المناطق منطقة صناعية لصناعات الذرة وتشمل استخلاص الزيوت والنشا والفاركتوز بطاقة مليون ونصف سنويًا، ومنطقة صناعية خاصة بتكرير وتعبئة السكر غير المكرر وتكريره بطاقة مليون ونصف طن سنويًا، ومنطقة تكميلية قائمة على الصناعات السابقة وتشمل المكرونات والمعجنات وتصنيع الأعلاف بطاقة مليون ونصف طن سنويًا…
ولاشك أن مصر تمتلك موقع متميز بين قارات العالم الثلاث أفريقيا وآسيا وأوروبا وتطل على البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط ويمر بها قناة السويس وهى اهم ممر مائى فى العالم وهذا الموقع الجغرافى وخاصة بعد شق التفريعة الثانية لقناة السويس يساهم بقدر كبير في سهولة تخزين ونقل السلع والحبوب،
، بالإضافة إلى سهولة الوصول إلى هذه السلع أو الحبوب، فضلا عن الفترة الزمنية للتخزين وتوريد الحبوب خاصة أن نحو 50 سفينة تعبر بشكل يومي عبر قناة السويس التي تمثل نحو 12% من التجارة العالمية،
بما يقارب 3 تريليون دولار من السلع العابرة عبر القناة.
ومصر هي بوابة أفريقيا، ويمكن أن تساهم بشكل كبير في إمداد الدول بالسلع والحبوب، بالنظر للموقع الجغرافي لقناة السويس يتيح عمليات الإمداد بقدر كبير، من خلال السفن العابرة التي يسمح لها باستخدام المواقع الاستراتيجية سواء بتخزين الحبوب أو إنتاج سلع أخرى لأكثر من منطقة سواء عربية أو أفريقية أو أوروبية.
وبالتالي وجود منطقة لوجستية لتخزين وتوريد السلع والحبوب في منطقة القناة تسهل وصول الحبوب والسلع عبر القناة لأكثر من دولة، مع مراعاة العامل الزمني بحكم الموقع الجغرافي.
حفظ الله الوطن وتحيا مصر
بقلم .. ا.د / ابراهيم حسينى درويش وكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.