جبل المرار
(الحلقة السابعة)
قرر خضر زيارة د. محرم فاتصل به هو وضرغام وسالم من أحد السنترالات بالمدينة فرحب بهم جداً وقام بإستضافتهم بمنزله المجاور للعيادة التي أهملها بعد مقتل زوجة عمه فسأله ضرغام عن سبب إهماله لعيادته بعد أن كانت ممتلئة بالمرضي فزفر د.محرم زفرة ساخنة تحمل معها خليطاً من الأسي والندم فضحك له سالم كي يلهيه عما أحل به وسأله ضاحكاً هو انت بخيل ولا أيه يادكترة ؟مافيش حتي كوباية شاي ؟
فإبتسم د. محرم وقال له إحنا الأول نتغدي في أكبر مطعم في المدينة وبعد كده نبقي نشرب الشاي براحتنا فسأله ضرغام قائلاً إحنا ممكن نشرب هنا عادي ولا ؟
فقال له د. محرم هنشرب هنا عادي جداً دي شقة عازب فقال له سالم إنت ناقصك بس العروسة ومد ضرغام يده بسيجارة حشيش فتناولها د. محرم وأشعلها وأخذ منها نفساً عميفاً ثم أطلق عنانه ليخرج الدخان الكثيف من فمه وقال له بسخرية للأسف اللي انت شايفه ده كله من الحرام ثم أردف قائلاً حتي الشقة بعفشها والعربية والعيادة برضه من الحرام فنظر إلي سالم وقال له انت فاكر دخلة أختك نوها ؟
ففهم سالم مقصده وقال والعياذ بالله وانت أيه اللي جبرك علي كده ؟ رد. .محرم قائلاً له بملء فمه الفلووووس ياصاحبي وخرج الدخان ليملأ المكان مصحوباً بصمت رهيب أطبق علي الجميع ثم تنهد خضر قائلاً بأسي فعلاً الفلوس تعمي النفوس ثم نهض خضر من مجلسه وأخرج خرقة بيضاء وبلل طرفها بقليل من الماء ومسح بها كف د. محرم وبدأ يقرأ
فقال له ضرغام مستغرباً له هو ده وقته ياخضر فقال له د. محرم سيبه سيبه أنا نفسي حد يقرالي الكف من زمان فغضب خضر عندما رأي مارأي فسأله عن سبب وجود كل هذا الدم ؟
فأخبره بأنه دم مرضاه فإمتلأت الغرفة بالدخان فسأله عن الجرو ؟ فضحك سالم وضرغام وبدأت الرءوس تتمايل شيئاًفيشئاً وأخذ خضر يهمهم بكلمات غير مفهومة وقال له د.محرم وهو يضحك أيوه ياشيخ خضر طلع لنا عفاريتك كلها وخليهم يقعدوا يشربوا معانا فنظر إليه خضر وهو يضع عينيه نصب عيناه وسأله قائلاً ومين بقي الست ميار دي ؟
فضحك د.محرم قائلاً له تلاقيك قريت إسمها علي الموبايل لما كنت عندك ..وعموماً عشان أريحك دي تبقي بنت عمي ومرات عمي رفضتني وميار كمان قالت إنها مش بتفكر في الجواز خالص عشان وضعها في السفارة بس أنا حاسس إنها بتفكر في إبن خالتها نور الدين أو يمكن ….
فقاطعه خضر قائلاً له والجرو ؟ فوقعت الكلمة موقعها من نفس د.محرم فبهت لونه وقال له أنا مش لاقيه والله وطلب منه أن يبحث عنه وكان هذا بالفعل ماكان يبحث عنه خضر في كفه وخيّم علي المكان الصمت وكأن علي رؤوسهم الطير فسأله خضر قائلاً طب هو ضاع منك فين ؟
فقال له في الكنيف بتاعكو وأنا شفته أول مرة يوم فرح نوها أخت سالم لما كانوا بيخزقوا عين العروسة بالإبرة فطلب منه خضر أن يزوره في جبل المرارليبحث له عن الجرو فوافق د.محرم وهنا فقط تأكد لخضر أن حل لغز جبل المرار مع د. محرم ولكنه لم يطلعه علي ذلك الأمر وقاموا و انصرفوا
وفي هذه الأثناء وصل المقدم جلال بصحبة د. ماضي والرائد رأفت والنقيب نجيب ففتحت لهم ميار هانم ورحبت بهم قائلة إحنا في إنتظارك وكلنا موجودين فسألها قائلاً فيه أي مانع إن الرائد رأفت والنقيب نجيب يتجولوا في الشقة وإحنا بنتكلم فقالت له أنا مايهمنيش أي حاجة غير إني أعرف مين اللي قتل ماما ؟ وليه قتلها ؟
فأجلسها بقربه ليجعلها مطمئنة قائلاً لها أحب أعرّفك إن القاتل من البيت فقالت له مش ممكن فقال لها قتلها هنا سحببها لمكان بعيد ليبعد عن نفسه تهمة قتلها …
وظلت متمسكة برأيها فقال لها طب قومي انتي دلوقت وابعتي لي جورج السفرجي حالاً ودخل جورج منكس الرأس فسأله إسمك وسنك وبتشتغل أيه ؟
رد جورج إسمي جورج فلتس وهبة وعمري ٣٣ سنة وبشتغل طباخ وسفرجي فسأله انت بتشتغل هنا من إمتي ؟
رد جورج بقي لي عشر سنين تقريباً وسألوني في النيابة علي كل الأسئلة اللي بتسألها لي دلوقت وبدأ يصرخ في وجه المقدم جلال فوقف المقدم جلال وصفعه علي وجهه وقال له بصوت جمهوري كتهديد لكل من يسمعه الآن دي جريمة قتل ياروح أمك ….
فإنهارت أعصاب كل من بالمنزل وأخذ جورج فلتس في البكاء وتأسف وإمتثل وخضع لباقي الأسئلة فقال له المقدم طب روح انت وابعت لي الخادم فضحك جورج بسخرية قائلاً الخادم ههه ده مش خادم ياببه ده …
كاتم الأسرار وانصرف ودخل الخادم ومعه فنجانين من القهوة وكان د. ماضي جالسا يشرب سيجاراً كوبياً يسمع ويراقب سلوك الجميع ومد يده وأخذ فنجان القهوة و بدا علي الخادم أنه مستعدا للتحقيق معه فسأله المقدم جلال إسمك وسنك وبتشتغل أيه ؟
رد الخادم إسمي أمين بهنس محمود عندي ٥٥ سنةوبشتغل خادم للأسرة والست ماهيتاب هانم ربنا يرحمها كانت بتعتبرني كاتم أسرار العيلة كلها فسأله المقدم جلال وبقي لك قد أيه بتشتغل هنا ؟
رد … بقي لي دلوقت ٣٥ سنة فسأله المقدم جلال يعني أيه كاتم أسرار العيلة كلها ؟ رد يعني محدش يابيه يعرف أي حاجة في البيت ده زي العبد لله اللي قصادك فسأله طب أيه علاقة ماهيتاب هانم بميار هانم ؟ رد الخادم أمين قائلاً مش فاهم حضرتك تقصد أيه ؟ فوضح له المقدم جلال قائلاً يعني كانوا بيعاملوا بعض إزاي ؟ رد …أيوه قول كده..
أنا فهمت حضرتك عاوز توصل لأيه بالظبط…بصراحة كانوا دايماً يتخانقوا علي أتفه سبب والست رتيبة هي اللي كانت بتصالحهم علي بعض كل مرة فقال له طب روح انت وابعت الست رتيبة وقبل أن تدخل الست رتيبة تقدم النقيب نجيب ليهمس في أذن المقدم جلال بأنه تم العثور علي زي المنقبة فوق دولاب الست رتيبة وبعد ذلك دخلت الست رتيبة وهي تلطم وجهها بعد أن رأت النقيب نجيب يشير إليها بأنه عثر عندها علي دليل إدانتها ..
فوضع الحديد حول معصمها وقادها أمامه وسط دهشة الجميع ولم يجد الرائد رأفت أي شئ سوي أنه لاحظ أن غرفة القتيلة نظيفة وكل شئ مكانه ولم يتحرك حتي كوب الماء علي الكومودينو لم يقع ولم ينكسر مما يدل علي أن كل شئ تم بهدوء
وبكرة نكمل
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.