أوزبكستان الجديدة ومصر الجمهورية الجديدة.. خطوة جريئة نحو الأهداف المشتركة

 بقلم: "منصوربيك كيليتشيف" - سفير فوق العادة والمفوض لجمهورية أوزبكستان لدى جمهورية مصر العربية

0

تتحول أوزبكستان اليوم  الى دولة التغيرات الديمقراطية ، والفرص الواسعة والعمل على أرض الواقع. في هذه العملية ، ويكتسب بالغ الأهمية تنفيذ الأولويات المحددة في استراتيجية العمل التي اعتمدناها للفترة 2017-2021م.

وفقًا لهذه الوثيقة الوطنية، تم تعزيز دور البرلمان والأحزاب السياسية في تعميق الإصلاحات الديمقراطية وتحديث البلاد، وإصلاح نظام إدارة الدولة، وتطوير الأسس التنظيمية والقانونية للخدمة العامة، فضلا عن زيادة دور مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام.

قد تحققت تدابير تاريخية تهدف إلى ضمان سيادة القانون وإصلاح النظام القضائي، وتنمية الاقتصاد تطورا وتحريره، ودعم المجال الاجتماعي، وتوفير الانسجام بين الأعراق والتسامح الديني، ونهج السياسة الخارجية البناءة ذات المنفعة المتبادلة.

في العام الماضي، اعتمدنا استراتيجية التنمية لأوزبكستان الجديدة للفترة 2022-2026 ، والتي ناقشتها الجماهير العامة مناقشةً وتم إعدادها بناء على مبدأ  “من استراتيجية العمل – نحو استراتيجية التنمية”.

وهذه الاستراتيجية  تهدف إلى بناء دولة عاملة للشعب من خلال تعزيز كرامة الإنسان وتعزيز دور المجتمع المدني الحر، وجعل مبادئ العدالة وسيادة القانون كالوجوب الأساسي والضروري للتنمية، وضمان التطور السريع للاقتصاد الوطني و معدلات النمو العالية، وإجراء السياسة الاجتماعية العادلة، وتطوير رأس المال البشري، والأخلاقي، وتتضمن سبعة اتجاهات ذات أولوية ، مثل ضمان التنمية الصناعية ورفعها إلى مستوى جديد ، والتعامل مع القضايا الإنسانية العامة المنطلقة من المصالح الوطنية، وتعزيز القدرات الأمنية والدفاعية للدولة، وتحقيق سياسة خارجية منفتحة وعملية ونشطة.

في هذا السياق، نعتقد أنه من المهم إيلاء اهتمام خاص إلى أن من أهدافنا الرئيسة هو دوام تحسين الظروف لزيادة الاستثمارات المحلية والأجنبية في الاقتصاد؛ وهذا يفتح آفاقًا جديدة للتعاون لممثلي دوائر الأعمال في البلدين.

إن مصر من أوائل الدول العربية، أي في 26 ديسمبر 1991 دخلت التاريخ كدولة اعترفت باستقلال بلادنا؛ أبرزت أوزبكستان مع مصر نفسها حتى الآن على الساحة الدولية بصفته كشريك موثوق به منذ أقامة العلاقات الدبلوماسية معها.

عاش مواطننا البارز أحمد الفرغاني في أراضي مصر وابتكر أعماله واكتشافاته الخالدة فيه، بما في ذلك جهاز قياس المياه المعروف باسم مقياس النيل؛ نحن ممتنون دائمًا لشعب مصر، الذي خلق الظروف والفرص المناسبة لهذا العالم العظيم لاكتساب سمعة عالمية، والذي يعتز بذكراه دائمًا.

بالاعتماد على تراثنا العلمي الفريد والمشترك، وضعنا  أولويتنا في تربية خلفاء وأتباع أحمد الفرغاني الجدد في مصر وأوزبكستان.

لهذا الغرض، اتفقنا على إقامة تعاون فعَّال بين المؤسسات العلمية للأزهر الشريف وغيرها من المؤسسات التعليمية والبحثية في مصر  وأكاديمية أوزبكستان الإسلامية العالمية، ومركز الإمام البخاري الدولي للبحوث والدراسات بسمرقند، ومركز الحضارة الإسلامية في طشقند.

خرجت مصر استفادة من وقعها الجغرافي المتميز، من أزمات إقليمية ودولية مختلفة دون خسائر فادحة. إن فترة تطور البلاد، التي بدأت في عام 2013، دليل واضح على ذلك. نحن ندرك جيدًا أنه منذ عام 2014 في مصر  قد تشكلت رؤية جديدة للتغلب على الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية.

وتحرز مصر تحت قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي تقدمًا كبيرًا في إنشاء البنى التحتية الجديدة للدولة  باستخدام طاقات شعبها. وقد نُفذت إصلاحات منهجية لتوفير مساكن لمئات الآلاف  من السكان الفقراء ومتوسطي الدخل في الاياف والمدن، وبناء العاصمة الإدارية الجديدة ، وتحديث المصانع ، ورفع الفقراء إلى صفوف الطبقة الوسطى. وفي الوقت نفسه، تم تطوير برامج علمية فاعلة في مختلف المناطق لتنفيذ المشاريع الضخمة، والبرنامج الحكومي للرقمنة، وبناء دولة حديثة متكاملة لحل المسائل الداخلية والخارجية.

بدأت الأفكار والأنشطة العملية الإنسانية للسيد الرئيس حقبة جديدة في حياة مصر، في فترة قصيرة من الزمن، تم الإعتراف دوليًا بإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، وبناء وتدشين الفرع الثاني لقناة السويس، وإنشاء نظام طاقة مستقر في البلاد.

يتم إحراز تقدم كبير في تجديد المجتمع؛ كما يسرنا الإصلاحات واسعة النطاق التي تشهدها مصر والتقدم والمنجزات  في إطار “رؤية 2030″،  وعلى وجه الخصوص ، وجدير للذكر، إن برامج الدولة مثل “التكافل”، و”الكرامة” ، و”الحياة الكريمة” ، و”الحوار الوطني” غيرها  في إطار هذه الإصلاحات سوف تخدم في تحسين رفاهية الشعب وتنمية الوطن .

رحبت مصر بمبادرات أوزبكستان حول إنشاء مركز الإمام البخاري للبحوث والدراسات العلمية في سمرقند، ومركز الحضارة الإسلامية في طشقند ، وكرسي خاص للإيسيسكو في أكاديمية أوزبكستان الإسلامية التي تم إعلانها في إطار الدورة اللدورة 43 لمنظمة التعاون الإسلامي في أكتوبر 2016م.

إننا نفتخر وتمتلئ قلوبنا بسرور بأن هناك لا يزال يستخدم جهاز يقيس حجم وسرعة المياه أى “مقياس النيل” الذي اخترعه سلفنا ومفكرنا العظيم أحمد الفرغاني في مصر في أوائل العصور الوسطى؛ إن التمثال الذي تم نصبها في وسط مدينة القاهرة لمفكرنا العظيم  الذي ترك آثارا لا تمحى بها بأعماله العظيمة في تاريخ البشرية، هو حرفياً رمز امتنان الشعب المصري لأوزبكستان.

يُعد الأزهر الشريف في مصر من أعرق المؤسسات التعليمية في العالم الإسلامي؛ تمت إقامة التعاون بين إدارة  مسلمي أوزبكستان والأزهر، وتعتبر مصر من أهم الدول في العالم الإسلامي للتعاون وفق مبدأ “الإسلام المستنير” الذي يتم الترويج له في بلادنا.

في المؤتمر العام الرابع عشر للمنظمة الإسلامية الدولية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الذي عُقد في القاهرة عام 2021 ، قال سالم الملك، الأمين العام للمنظمة: “في تطوير التقنيات الرقمية اليوم، وخاصة من أجل تطوير علوم الفضاء واستكشاف الفضاء، على البشرية قبل كل شيء، ينبغي أن ينحني احتراما وتقديرا لخوارزم. لأن الاكتشافات العلمية للباحث الموسوعي الخورازمي، الذي عاش في القرنين الثامن والتاسع، والأساس المتين الذي وضعه قد تحولت إلى مجمع ضخم حتى يومنا هذا.

كما شارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في حفل افتتاح هذا المؤتمر وقال: “من الضروري الاعتراف بأن تطور البشرية اليوم يعتمد بشكل مباشر على التقنيات الرقمية. جدير الإشارة الى أن حجر الزاوية لهذا العلم وضعه الخوارزمي الممثل العظيم للعالم الإسلامي، وصرح “هذا فخر لجميع المسلمين”، الأمر الذي أثار سرورًا وبهجة في قلوبنا.

تمنح هذه الإعترافات الجيل الناشئ مسئولية الإستمرار في درب التعلم والنمو كجيل يليق بأسلافهم.

وفي الختام، فإن الزيارة المرتقبة على أعلى المستوى إلى  مصر في الأيام القادمة  ستفتح بلا شك صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد
دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً