أزمة تلو الأخرى.. تثبت مدى ضعف النظام العالمي في مواجهة الكوارث.. فها هو العالم الذي لم يجد بعد حلا لجائحة كورونا، التى أغلقت الحدود وأبقت الملايين داخل منازلهم، يجد نفسه أمام أزمة قد تبدو صغيرة، لكنها تشير إلى عدم الاستعداد للتعامل في حال شهدت الأرض اصطداما بكوكب أو نيزك ضخم.
الصاروخ الصيني التائه، الذي حير العالم بموقع سقوط حطامه، أثبت أن فكرة سقوط 20 طنا من الشظايا المعدنية على الأرض بسرعة مئات الكيلومترات بالساعة تمثل أزمة يجب الانتباه لها.
القصة بدأت حينما أطلقت الصين في 29 أبريل أول مكونات محطتها الفضائية المستقبلية بواسطة صاروخ “لونج مارتش 5 بي”، أقوى الصواريخ الصينية، لكنها فقدت السيطرة عليه.
ويُتوقع أن تعود الطبقة الأولى من هذا الصاروخ إلى نقطة يصعب التكهن بموقعها على الأرض، ففي الوقت الذي ترفض فيه أمريكا تدمير الصاروخ، يقول الإعلام الصيني: إنه تم حساب رحلة حطام الصاروخ الصيني بعناية فائقة، وأنه عادة ما تكون نقطة هبوطه في المنطقة غير المأهولة في جنوب المحيط الهادي، وهي المنطقة المعروفة باسم “مقبرة المركبات الفضائية”.
ما يثير القلق هو الخوف من وجود احتمالا بسقوط أجزاء من الصاروخ على الأرض، وربما في منطقة سكنية _ وهو احتمال ضعيف _ مثلما حدث في مايو 2020 عندما سقطت أجزاء من الصاروخ (لونج مارش 5 بي) الأول على ساحل العاج، ما ألحق أضرارا ببعض المباني وإن لم ترد أنباء عن إصابات بشرية.
وعلى الرغم من ضخامة الإنفاق العالمي على الأنشطة الفضائية الإجمالية تجد العالم حائرا أمام هذه الأزمة، فبحسب بيانات رسمية فإن الصين احتلت المرتبة الثانية عالميا عام 2018، إذ بلغ الإنفاق الحكومي على الأنشطة الفضائية نحو 5.8 مليار دولار، لتتجاوز روسيا التي أنفقت 4.2 مليار دولار، وفرنسا 3.2 مليار دولار، بينما احتلت الولايات المتحدة المرتبة الأولى بفارق كبير عن الآخرين إذ أنفقت 40.1 مليار دولار”.
إن كان هذا حجم الإنفاق قبل 3 أعوام، فإن بنك مورجان ستانلي الأمريكي للاستثمار قدر أن صناعة الفضاء العالمية بلغت 340 مليار دولارعام 2016، لكن بحلول عام 2040، ستتجاوز قيمة صناعة الفضاء تريليون دولار.
وأمام ضخامة الإنفاق العالمي على الفضاء، لكن العالم مازال عاجزا عن إبعاد أذى الصاروخ الصيني في الفضاء أو قبل وصوله الأرض.
أزمة الصاروخ الصيني التائة، فتحت المجال للتساؤل حول مدى استعداد الدول الكبري، مثل: الولايات المتحدة والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي لصد أى هجوم فضائي محتمل أو التصدى لاصطدام كوكب بكوكب الأرض.. هل أصبح على هذه الدول العمل بشكل جماعى لحماية الكوكب مما يحيط به من مخاطر أم أن الفردية والندية ستظل ثمة التعامل بين هذه الأطراف؟.. لكن يبدو أن محاولات التصدى لأى هجوم فضائى لا تخرج عن كونها محاولات سينمائية في أفلام هوليوود.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.