قد تصبح الصين أول دولة في العالم تطلق طائرة مسيرة يتم التحكم فيها من المقاتلات التي يقودها الطيارون.
إذ يستعد الجيل الخامس من الطائرت الشبحية الصينية J-20 “Mighty Dragon” ليتم تزويده بقدرات لإدارة وقيادة طائرات بدون طيار.
فوفقاً لتقرير موقع Eurasian Times، نقلاً عن مصادر صينية، فإن الصين تسعى لإنتاج نسخة ذات مقعدين من الطائرة المقاتلة الشبحية J-20 قريباً، على أن تكون بأنظمة حرب إلكترونية قوية (EWS)، وتنشر طائرات بدون طيار.
والطائرة J-20 هي أول طائرة مقاتلة شبحية من الجيل الخامس تدخل الخدمة مع سلاح الجو الصيني، وتطورت الطائرة المقاتلة باستمرار منذ رحلتها الأولى قبل 10 سنوات.
لم تكشف الصين رسمياً مطلقاً عن العدد الدقيق لطائرات J-20، ولكن وفقاً لما ينقله موقع South China Morning Post عن تقارير إعلامية صينية، فإنه تم صنع حوالي 90 طائرة حتى الآن. وأضافت أن هناك حديثاً عن الحاجة لحوالي 400 أو 500 لتلبية الاحتياجات العسكرية للبلاد.
وأعلنت الصين مؤخراً أنها ستستغني عن المحركات الروسية التي تستخدمها لتشغيل هذه الطائرات ببدائل محلية.
وتسعى الصين لإنتاج محرك ملائم لطائرات الجيل الخامس (محركات تتسم ببصمة صوتية ورادارية وحرارية منخفضة)، ولكن مازالت بكين وموسكو غير قادرتين على إنتاج هذه المحركات، رغم برامجهما المكثفة في هذا الشأن.
قدرات استثنائية للطائرة ثنائية المقاعد
وتحدث مقال نشرته المجلة العسكرية الصينية Ordnance Industry Science Technology عن القدرات المعززة لنسخة الطائرة J-20 ذات المقعدين المقترحة.
وقال المقال إن المهندسين الصينيين اكتسبوا خبرة من صنع نسخة ذات مقعدين من J-10، لذلك يجب أن يكون من الممكن من الناحية التكنولوجية صنع J-20 ذات المقعدين.
سيكون عضو الطاقم الثاني في الطائرة قادراً على تقليل عبء عمل الطيار من خلال التركيز على استخدام الأسلحة والتنسيق مع معدات وتقنيات الحرب الإلكترونية الأكثر تطوراً.
وأضافت المجلة: “يمكننا أن نتخيل أن الطيار الأمامي سيكون مسؤولاً عن قيادة الطائرة، في حين أن الطيار الجالس خلفه سيكون مسؤولاً عن التحكم في منصة الاستدلال الإلكتروني، ما يجعل J-20 كابوساً للمعدات الإلكترونية للعدو”.
الصين تسعى لإنتاج طائرة مسيرة يتم التحكم فيها من المقاتلات
ومع ذلك فإن استخدام طيار ثان بصفته ملاحاً أو ضابط أنظمة الأسلحة ليس شيئاً جديداً في الطائرات العسكرية، إذ تأتي معظم الطائرات المقاتلة والطائرات الهجومية الحديثة بمقعدين، وهي مفيدة أيضاً لأغراض التدريب.
ولكن الجديد، أنه من المحتمل أن يكون لدى أحدث إصدار من J-20 أنظمة أسلحة أكثر تقدماً، بحيث سيكون عضو الطاقم الثاني مسؤولاً أيضاً عن التنسيق مع أسراب من الطائرات المسيرة التي يتم التحكم فيها من المقاتلات.
ويمكن أن تكون هذه الطائرات المسيرة طعماً لجذب طائرات العدو، خاصة طائرات الشبحية المنافسة.
ويمكن كذلك للطائرات المسيرة التي تقودها الطائرة J 20 أيضاً جمع المعلومات الاستخبارية وتنفيذ هجمات ضد أنظمة الدفاع الجوي واكتساب التفوق الجوي.
وتحمل الطائرة J 20 ذات المحركين (وتعتبر كبيرة نسبياً) أسلحة داخلية لتعزيز قدرتها على الاختفاء.
في وقت سابق من هذا العام، أصدرت شركة صناعة الطيران الصينية المملوكة للدولة (AVIC) لأول مرة صورة تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر لنسخة J-20 ذات المقعدين.
ويحاول الصينيون تطوير وتكييف الطائرة J 20 للتغلب على الطائرة الأمريكية F 35، التي يقال إن لديها قدرات عالية لا تُبارى من المنافسين في الإخفاء والحرب الإلكترونية، ولكن الطائرة أقل سرعة ومدى وحجماً من نظيراتها الصينية والروسية.
ومن هنا فإن وجود نسخة بمقعدين من الـJ 20، وحجمها ومداها الأطول يمكن أن يتيح للصين تشغيل طائرة مسيرة تحيد قدرات F 35 المتفوقة.
إذ يمكن أن توجه الطائرة الـJ 20، المسيرات التابعة لها للاكتشاف المبكر عن F 35 أو تكون بمثابة فخ للطائرة الأمريكية الخفية يدفعها للكشف عن نفسها، ما يتيح للطائرة J 20 استخدام سرعتها وصواريخها الأبعد مدى.
مشروع تركي مشابه
كانت تركيا قد أعلنت عن إطلاق مشروع لإنتاج طائرة مسيرة أسرع من الصوت بسرعة تصل إلى 1.4 ماخ (الماخ هو سرعة الصوت) أي نحو 1600 كم.
وسيكون من بين وظائف هذه الطائرة المسيرة أن تكون معاونة لطائرة القتال التركية الشبحية (MMU)، التي تسعى أنقرة لإنتاجها، بحيث تكون الطائرة المسيرة التركية الأسرع من الصوت قادرة على الطيران جنباً إلى جنب مع طائرة القتال التركي (MMU) وتنفيذ عمليات مشتركة معها.
بل سيتمكن الطيار في (MMU) من التحكم وإدارة الطائرات المسيرة الأسرع من الصوت من حوله.
كما أن المشروع يستهدف أن تكون الطائرة المسيرة التركية قادرة على خداع أنظمة الدفاع الجوي، بحيث تكون قادرة على تقديم نفسها لأنظمة الدفاع المنافسة كطائرة مختلفة، وبالتالي سيتم استخدامها لخداع أنظمة دفاع الخصم وإرباكها أثناء المعركة، لإيقاظ أنظمته مبكراً واستهلاك صواريخه عن طريق التسبب في إطلاقها بشكل غير صحيح على الطائرة المسيرة.
ستمثل هذه الفكرة إذا تم تنفيذها ثورة في عالم الطيران، لأن الطائرات المسيرة التي يتم التحكم فيها من المقاتلات سوف تمكن الأخيرة من اكتشاف المنافسين مبكراً، واستخدام المسيرات كفخاخ، بل حتى إطلاق صواريخ مضادة للطائرات من على متنها.
بل تستطيع أن تقوم بإطلاق الطائرات بدون طيار لتنفيذ غارات في المناطق الخطرة.
الميزة أن أغلب الطائرات المسيرة المشهورة تستطيع الطيران لمسافات أو أوقات طويلة، وبالتالي تستطيع مرافقة المقاتلات لمسافة مناسبة، كما أن بصمتها الرادارية منخفضة جداً، بحيث يصعب اكتشافها من الرادارات.
ولكن مشكلة الطائرات المسيرة أنها لا تستطيع الطيران بسرعة مرتفعة، ما يقلل من قدراتها على اللحاق بالسرعات العالية للمقاتلات خاصة أثناء المناورات.
ومن هنا تأتي أهمية المشروع التركي لإنتاج الطائرات المسيرة الأسرع من الصوت، لأنها تتيح فرصة للمسيرات أن ترافق المقاتلات التي تقودها في العمليات التي تحتاج سرعة عالية.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.