وبث التلفزيون الوطني في النيجر لقطات لطائرتي “سوبر توكانو” و”مي-24″، أرسلتهما مالي وبوركينا فاسو لدعم نيامي، بينما يمتلك سلاح الجو النيجري مقاتلة “الهوركوس”، وجميعها طائرات منخفضة القدرات مقابل طائرات دولة نيجيريا، البلد المركزي في القوة العسكرية لتحالف “إيكواس”.

وأثار هذا التصرف تساؤلات حول شكل المعركة الجوية القادمة بين السلاح الجوي لدول إيكواس وعلى رأسها نيجيريا، مقابل القوة الجوية للنيجر وحلفائها بوركينا فاسو ومالي.

ما قدرات الطائرات التي تم إرسالها؟
  • “سوبر توكانو”، طائرة خفيفة، ومخصصة لغايات الهجوم، والقتال، والاستطلاع.
  • تستخدم من قبل 16 سلاحا جويا في جميع أنحاء العالم بسبب كفاءتها.
  • تحتوي على عدد من الأسلحة وتجهيزاتها تشمل 4 مدافع رشاشة عيار 12.7 ملم.
  • أما المروحية القتالية “مي-24″، فهي أشهر مروحيات الاقتحام والدعم النيراني في العالم، وتم تطويرها وإنتاجها من قبل الاتحاد السوفياتي لتدخل الخدمة أول مرة عام 1972، وخدمت وما زالت تخدم في أكثر من 50 دولة.
  • يُطلق الطيارون السوفيات عليها لقب “الدبابة الطائرة”، نظراً لحجمها وثقل وزنها وقدرتها على تقديم كافة أعمال الدعم والإسناد النيراني المباشر واصطياد الدبابات.
  • تُصنّف عالمياً كمروحية اقتحام وليس كهجومية، وطولها: 17.5 متر، وارتفاعها:6.5 متر، ووزنها الفارغ: 8.5 طن، وأقصى وزن لها عند الإقلاع : 12 طن، وسرعتها القصوى 310 كليو متر في الساعة، بينما أقصى ارتفاع عملياتي: 4900 متر وتصل إلى 5400 متر للنسخة” Mi-35M”.
  • تتسلح برشاش ثقيل عيار 12.7 مم أو مدفع عيار 23 مم أو آخر مُثبّت بعيار 23 مم.
  • تطلق صواريخ “Shturm-V ” المضاد للدبابات و” Ataka-V”، صواريخ ” S-13″ عيار 122 مم.

ما قدرات سلاح الجو النيجري؟

ووفق خبراء لموقع “سكاي نيوز عربية”، فمن المتوقع أن تتمركز المقاتلات التي أرسلتها مالي وبوركينا فاسو بقاعدة “ديوري هاماني” في نيامي، لتشكيل قوة جوية مشتركة مع سلاح الجو النيجري، الذي يعتمد بشكل رئيسي على طائرتين من الحقبة السوفيتية، الأول: “سو-25” ، وهي قاذفات متوسطة وهجومية الحجم للدعم الأرضي، لكن غير مطورة لاستخدام ذخائر موجهة ولا تحتوي منظومات دفاعية، والثاني: سرب الطائرات الهليكوبتر الهجومي “مي 24 بي”، وهي مطورة بمنظومة دفاعية مع إمكانية إطلاقها صواريخ مضادة للدبابات.

ومؤخرا، قام سلاح الجو بالنيجر بالاعتماد على نسخ هجومية من طائرات التدريب للموازنة ما بين الفاعلية القتالية ومصاريف التشغيل، لذا تعاقدت النيجر على المقاتلة “هوركوس”، تركية الصنع، وتسلمت 6 طائرات منها، ومن أبرز قدراتها:

  • إطلاق ذخائر موجهة وغير موجهة مع منظومة شراك دفاعية.
  • لديها القدرة على الطيران بسرعة قصوي 515 كليومتر في الساعة، و بمدى أقصى يصل إلى 1200 كليومتر، بينما أقصى ارتفاع لها 10 كليومترات.
  • كما يمتلك سلاح الجو النيجري 6 طائرات بدون طيار من طراز “بيرقدار تي بي 2″، تتمركز في قاعدة “ديفا” الجوية.
ماذا عن القدرات الجوية لدول “إيكواس”؟

من المتوقع أن يكون لسلاح الجو بدولة نيجيريا نصيب الأسد من العمليات الجوية المحتملة في حال اندلاع الحرب ضد النيجر، لعدة أسباب:

  • باقي دول “إيكواس” لا تمتلك طائرات ذات مدى بعيد قادرة على القيام بعمليات هجومية عبر الحدود.
  • قرب تمركز القواعد الجوية النيجيرية “كانو” و “جوساو” من حدود النيجر، مما يسهل المهمة العسكرية لدول إيكواس.
  • امتلاك سلاح الجو النيجيري تشكيلة مختلفة من الطائرات تحت قيادة جديدة بمفهوم عصري إذ تتنوع بين مقاتلات خفيفة متعددة المهام، مثل “جا إف-17″، صينية الصنع، وهي تستطيع القيام بالقتال الجوي والهجوم بواسطة الذخائر الموجهة على أهداف أرضية وبحرية بمدى قتالي يصل إلى 1300 كليومتر، كما تحمل حاضن حرب إلكترونية وتوجيه وحمولة قتالية تصل إلى 3 طن.
  • لديه طائرات تدريب مسلحة من طراز ” ألفا جيت”، فرنسية الصنع، للدعم القريب.
  • يمتلك أيضا طائرات استطلاعية “أتار- 42″، و”بيتش كرافت – 350″، مما يسهل عمل القوات البرية والجوية لمنظمة إيكواس ويمنحها تغطية كبيرة للمعلومات الاستخباراتية، فضلا عن الطائرات الهجومية بدون طيار” وينج لونج 2″.
أبرز السيناريوهات المتوقعة

ووفق الباحث في الشؤون العسكرية مينا عادل، فإن سلاح الجو بالنيجر لا يمتلك مقاتلات أو وحدات دفاع جوي لصد هجمات كاسحة للمقاتلات متعددة المهام، التي تمتلكها دول “إيكواس” حال مهاجمة القاعدة الجوية الأساسية “ديوري هاماني”، التي تحتوي تشكيلات الطائرات ومراكز الدعم اللوجستي.

  • فاعلية مقاتلات النيجر ستظهر في مواجهة التشكيلات البرية.
  • صد النيجر الهجمات الجوية لدول “إيكواس” يتوقف على مدى تغطية التشكيلات البرية من الطائرات الحربية أو دفاعات جوية للتحالف.
  • عامل العدد سيلعب دورا كبيرا في المعارك الجوية على اعتبار أن نقص المقاتلات لدى النيجر قد يصبح عائقا في استمرار تواجد الطيران في المعركة.
  • أما سلاح الجو النيجيري، والحديث للباحث مينا عادل، فيمتلك أسطولا جويا يعمل بأسلوب عصري من تغطيه إلكترونية ومقاتلات متعددة المهام ولكن محدودية العدد قد تشكل عائقا في استمراره بدعم وتغطية القوات البرية للإيكواس.

ويفسر عادل: “هذا سيتيح فرصة لطيران النيجر من توجيه ضربات للقوات البرية بتحالف الإيكواس، شرط أن يتفادى هذا الطيران الضربة الافتتاحية على قاعدته “ديوري هاماني” الجوية في بداية المعركة.

وتوقع أن يتم “التوسع في استخدام المسّيرات من الجانبين في سيناريو مشابه للعمليات العسكرية في ليبيا لقدرتها على التحليق لساعات طويلة على مدار اليوم”.

وعن إرسال بوركينا فاسو ومالي لمقاتلات حربية، يقول مينا عادل، إن تلك الطائرات من فئة “سوبر توكانو” مشابهة كثيرا في الإمكانيات لطائرات النيجر، وإن تفوقت فقط في الحمولة، كما أن اختيار إرسال هذه الطائرات يرجع لتوحيد استخدام الذخائر واستيعاب جميع الأطراف لهذا النوع وسهولة دمج تلك المقاتلات في تشكيلات جوية موحدة.