( القدر )
(الحلقة الأولي)
عاد غريب من عمله في ساعة متأخرة من الليل فوجد أولاده يغطًوا في نوم عميق فأيقظ إبنته الكبري نجاة وكانت نائمة بين أخويها الصغيرين زين وعبد الرحمن وسألها قائلاً إنتو إتعشيتوا أيه يانجاة؟
فركت نجاة عيناها بكلتا يديها حتي تستطيع رؤية والدها ثم أخذت فترة لتتذكر فقالت له أنا حمًرت لهم بطاطس فقال لها طب والفراخ اللي في التلاجة دي هنعمل فيها أيه ؟فقالت له أنا مش بعرف أعملها وأخذ غريب يفكر في حال أولاده فهو كثير السفر بين القاهرة وقنا ففاجأته نجاة قائلة مش أنا نجحت يابابا وهخش ثانوي عام
ففرح غريب وسألها عن نتيجة أخواها فقالت له نجحوا الحمد لله إحنا شطار يابابا وماتخافش علينا أبداً فوضع يده بجلبابه وأخرج لها ورقة مالية فئةعشرة جنيهات ففرحت بها وأخذت في تقبيله ثم تركها لتنام ودخل غرفته فتذكر المرحومة التي تركت له قبل رحيلها عبء مسئولية تربية الأولاد
مرّ غريب بأصعب مرحلة في حياته فأولاده في مدارس القاهرة وجميع أعماله في قنا حيث أرض والده وتجارته في المحاصيل الزراعية…
كان الكبير والد غريب يجلس مع الحاجة والدة غريب ساعة العصرية في الدار فقدمت له كوب الشاي وقالت له إحنا لازم نشوف عروسة لغريب ياكبير وتناول الكبير كوب الشاي من يدها وأخذ منه رشفة وقال لها الله علي أحلي كباية شاي تسلم ايديكي يا أم غريب واستطرد قائلاً لها ها وانتي بقي إختارتي له حد ولا لسة بتفكري؟
فشعرت أم غريب بأنه يريد حلاً بالفعل لما يعانيه إبنه غريب فرشف رشفة أخري قائلاً لها ها ماقولتيليش …
فقالت له طب أيه رأيك بقي ياكبير في البت نرجس ؟
فمصمص الكبير شفتاه لتضحك فضحكت عندما حرك شفتاه بطريقة مضحكة وقالت له أنا كلمت أمها إمبارح وهي من ناحيتها موافقة وقالت لي إنها هتاخد وتدي مع البت فقاطعها الكبير قائلاً طب مش المفروض إننا كنا نسأل صاحب الشأن الأول …
مش يمكن مايوافقش عليها فقالت له هو هيتجوزها عشان تخدمه وتخدم عياله زي أمها ما بتخدمنا فقال لها الكبير ده جواز ياحاجة علي سنة الله ورسوله حرام عليكي وانتي ماتعرفيش بكرة شايل لنا أيه ؟
فقالت له أم غريب خلاص نسأله وأنا عن نفسي موافقة ثم أردفت متأسفة قائلة بس في النهاية الكلمة طبعاً كلمتك ياكبير والشورة شورتك فصالحها الكبير عندما رأي وجهها وقد ظهر عليه الحرج قائلاً لها بس ماتبقيش تتصرفي تاني مرة من دماغك …
وفي بداية الأسبوع أتي غريب إلي قنا وفي محطة القطار قامت نرجس عندما رأته يمر أمامها وألقت بنفسها بين يديه فخاف عليها أن تقع أمامه وأمسك بها من يديها قائلاً لها سلامتك يانرجس مستعجلة رايحة فين ؟
فأمسكت برأسها وحجبت أشعة الشمس بيدها فقالت له سيبني ياسي غريب أنا لازم أسيب البلد دي باللي فيها…فأتي إليها بأحد مقاعد المقهي المجاور لترتاح قليلاً وبعد ذلك عاد بها في الميكروباص وأثناء الطريق سألها غريب ليخرجها من هم ألَم بها قائلاً لها وانتي عاوزة تسيبي البلد ليه يانرجس؟
فأجابته قائلة عشان يعجب أمي ..فقال لها أمك ست طيبة وطول عمرنا عارفينها فقاطعته قائلة قصدك تقول طول عمرها بتخدمكم فقال لها غريب بس الشغل مش عيب يا نرجس فنظرت إليه وكأنها تريده أن يري جمالها الفتّان قائلة ومش حرام الجمال ده يتعطل بسببهافسألها قائلاً إزاي مش فاهم تقصدي أيه ؟
فقالت له وهي تقترب منه رويداً رويداً هو فيه حد يرضي يتجوز بنت خدامة ؟ وطلبت من السائق أن يتوقف فنزلت ونزل معها فسبقته بخطوة ودخلت دار أمها ودخل غريب دار الكبير ….
وبعد أن قبّل غريب يد الحاجة سألها عن الكبير فأخبرته بأنه في الأرض لحصاد الغلة فتوجه إليه في الحال وكان قد إتفق مع كبار التجار علي تحميل المحصول قبل الغروب ….
أتت أم نرجس إلينافي الأرض وكانت تحمل صينية الغداء وقالت لغريب أمام الكبير متشكرة ياسي غريب ع اللي انت عملته مع نرجس بنتي فسأله الكبير بعد أن غارت أم نرجس عن العيون وأيه بقي اللي انت عملته لنرجس عشان أمها تشكرك عليه ؟
مد غريب يده ليقطع الفطير الساخن وسأل غريب والده قائلاً له أيه رأيك في نرجس ياكبير ؟ ولم يقص علي والده ماحدث في المحطة مع نرجس فقد كان يعتقد بينه وبين نفسه أنها مصادفة سعيدة ولا يريد أن يطلع عليها أحد ولا حتي الكبير نفسه فعاد الكبير يسأله مرة أخرى هي أم نرجس كانت بتشكرك على أيه ماقولتليش ؟
فقال له وهو يلملم قطع الفطير المتساقطة يمكن تكون بتشكرني علي حاجة أنا مش فاكرها وعاد غريب يسأل الكبير قائلاً أيه رأيك في نرجس يابا؟
فأجابه الكبير ورفع رأسه للسماء قائلاً لو مكتوبة لك هتاخدها …ولو مش مكتوبة لك مش هتاخدها
وبكرة نكمل
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.