فتح باب التقديم للدورة التدريبية "تطوير مهارات الصحفيين من الأساسيات إلى التفوق" بمقاطعة كيبك بكندا من يوم 1 نوفمبر لمدة 30 يومًا حتى 1 ديسمبر ، لذا نحث الراغبين في التقديم على تجهيز المستندات اللازمة للتقديم، لمزيد من المعلومات بصفحة الانضمام الى البرنامج التدريبى.

فقط 1750$
إعلان

الحلقة 53 : الازدراء من الأمير الوسيم

0

منطقة القروب السكنية.
أحضر المعلم كارم معة سمير وأفراد العائلة الآخرين إلى منزل كاميليا؛ ضدم
عندما علم أن حفيدته قد غادرت حقا إلى العزيزية.
“ماذا؟”.
“ذهبت كاميليا إلى العزيزية حقا؟”.
رئت هاجر بسرعة : “نعم، غادرت هذا الصباح والدتي سوف تحتفل بعيد
ميلادها الستين في غضون أيام، لذلك أرسلت كاميليا لمساعدتها في الاحتفال”.
في
تلك اللحظة، شعرت هاجر بالذعر قليلا في النهاية، لم تتوقع أن المعلم كارم
سوف يحضر شخصيا كما قال.
عبش المعلم كارم، وكانت ملامحة فظيعة لدرجة أنه يصعب النظر إليه: “متى
ستعود؟”.
فعلا المشاكل لا تأتي فرادى، وتبا لهذه الصدف.

رئت هاجر: “لست متأكدة. قد تستغرق أسبوعا للعودة في أقل تقدير أ
أسبوعين في أبعد تقدير. لكن إن كنت بحاجة إليها، فسوف أطلب منها أن تعود
في أقرب وقت ممكن”.
“أمم، أخبري كاميليا أننا نريدها بشكل عاجل وأخبريها بأن تعود فور انتهاء
حفلة عيد الميلاد”. بعد أن قال هذا التفت المعلم كارم واستعد للعودة إلى
المنزل.
قبل أن يرحل المعلم كارم استعرضت هاجر التزامها بالرسميات وهي تنظر إلى
زجاجة المشروب والهدايا المستوردة التي أحضرها العجوز معه: “أبي، من
الأفضل أن تعيد هذه الأشياء معك إلى المنزل. نحن لا نشتري لك الهدايا عادة،
لذلك نحن محرجون جدًا من قبول هداياك”.
تنهد لمعلم كارم قليلا وقال: “هذه لحفيدتي، ليس لك. عندما تعود، أخبريها أن
تأتي لزيارتي”.
بعد ذلك، ودعت هاجر وزوجها الرجل العجوز.
في غرفة نومهما ظهرت علامات الجشع على وجه هاجر وهي تنظر إلى كومة
الهدايا من المعلم كارم وتتعامل معها برفق.
“هاهاها”
نوار، لم يدخر جدي جهذا اليوم. زجاجة المشروب
هذه ثمنها عدة آلاف وهذا الحليب هو علامة تجارية فاخرة مستوردة. إنهم
يقدمون هذا لابنتنا حقاً”.
إلا أن نوار شعر بعدم الراحة. “هاجر، ما رأيك أن نطلب من كاميليا العودة إلى
المنزل؟ يبدو أن هذه المسألة عاجلة”.
رفضت هاجر طلب زوجها فوزا: “لا يمكن سوف تلتقي كاميليا بزوجها
المستقبلي في العزيزية. ما الذي قد يكون أهم .
ذلك؟”.
من
في طريقهم إلى المنزل، بدا سمير متجهقا: “أبي، بما أن كاميليا قد غادرت إلى
العزيزية ماذا علينا أن نفعل الآن؟”.
“وما الذي نستطيع فعله سوی
الانتظار؟”.
رد سمير قلقًا: “لكن إن تأخرنا، فقد يأتي شخص آخر وينال فرصة التعاقد .
مجموعة الاستثمار. ماذا سنفعل إن حدث ذلك؟”.
مع
هل المعلم كارم رأسه وهو يستشيط غضبا ويشد قبضتيه: “ماذا تريدنا أن
نفعل؟ قل لي إن كنت قادرًا على فعل شيء، فلماذا لا تذهب وتتفاوض أنت مع
مجموعة الاستثمار؟”.
في
تلك اللحظة، شعر المعلم كارم بحسرة شديدة.
لو علم أن الأمور سوف تتطور بهذه الطريقة، لما أخذ بنصيحة ياسمين ويارا في
سحب مهمة التفاوض من كاميليا.
في هذه الأثناء، بينما كان المعلم كارم يتجزع الحسرة، وضلت كاميليا وفارس
إلى العزيزية.
حمل فارس الأمتعة، وبينما كان يمشي لم يستطع إلا أن يعبر عن إعجابه
بالمناظر الخلابة في المدينة.
“كما هو متوقع من العاصمة الإقليمية لمقاطعة المقطم. يا له من مكان عظيم. لا
يمكن مقارنة مدينة صغيرة مثل مدينة نصر مع العزيزية”.
على جانبي الطريق، امتزجت أضواء المدينة الساطعة وناطحات السحاب
الشاهقة معا لتشكل صورة شاملة لهذه المدينة المزدهرة.
شعرت كاميليا بالمازة ينظرون إليها وإلى زوجها كما لو أنهم قرويون صعاليك.
شعرت بالإحراج وندمت فورًا على إحضار فارس معها في هذه الرحلة
اصمت. لن يعرف أحد أنك غبي إن لم تتكلم”.
بينما كان الزوجان يتحدثان اقتربت منهما سيارتان ببطء.
إحداهما كانت بويك حمراء والأخرى خلف البوتيك كانت من نوع بي أم دبليو.
فتح باب إحدى السيارتين ونزلت منه فتاة جميلة بمكياج رائع. عندما رأت
كاميليا ركضت نحوها وعانقتها.
“كاميليا، أنت هنا أخيرًا”.
هذه الفتاة هي
سامية حديد، ابنة خال كاميليا كانت أصغر من كاميليا بحوالي
سنتين.
فرحت كاميليا برؤية ابنة خالها “سامية، أصبحت أجمل مع مرور الوقت”.
ضحكت سامية وقالت: “كاميليا، توقفي عن المزاح معي. يعلم الجميع في
عائلتنا أنك الأجمل في العائلة”.
جذبت سامية ابنة عمتها إلى الأمام وهي تتحدث: “أوه نعم، كاميليا. اسمحي
لي أن أقدم لك صديقي هذا تامر شمس إنه الأميز الوسيم. ليس فقط غنيا،
لكنه ذو نفوذ أيضا. يعمل حاليا كمدير لشركة مدرجة في البورصة؛ تبلغ قيمتها
عشرات المليارات”.
أما ،فارس، فلم تكلف سامية نفسها حتى بالنظر إليه.
عندها تماما ترجل شاب وسيم أنيق من سيارة ال بي أم دبليو. انبعثت منة هالة
الرقي بينما تراقصت على شفتيه ابتسامة الاكارم عندما اقترب من كاميليا قدم
لها باقة من الزهور: “مرحبا اسمي تامر شمس أنا صديق سامية. لطالما
أخبرتني سامية أن ابنة عمتها جميلة كأنها زهرة لكن الآن بعد أن رأيتك، أدركت
أن عبارة كأنها زهرة ليست كافية لوصف جمالك”.
احمرت كاميليا خجلا ورفضت الزهور فوزا سيد” شمس، أنت تبالغ. أخشى
أنني لا أستطيع قبول الزهور”.
أظهر تامر ألطف أخلاق وهو يبتسم ابتسامة خفيفةً في وجه كاميليا. “لماذا؟
انظري كم هي جميلة. لكنها بالتأكيد تبدو شاحبة في حضرة جمالك”.
عندما رأى فارس هذا المشهد أمام عينيه غضب لدرجة أنه أخذ يُحذق في
الشاب الفاتن من غير أن يرمش.
اللعنة ! هل أنا خفي؟ كيف يجرؤ على مغازلة زوجتي؟
“نعم،
لم يستطع فارس أن يصبر أكثر من ذلك. سار نحو الشاب وقال ببرود:
الزهور تبدو جميلة من الخارج. لكن من يدري لعلها عفنة من الداخل؟ كحال
بعض الناس؛ قد يبدون بشرًا من الخارج، لكن من يعلم حقيقة الشر الكامن في
قلوبهم؟”.
عيش تامر: “مم؟”.
وبختة سامية بغضب: “اللعنة، من أين جاء هذا القروي؟ اغرب”. أثار تدخل
فارس المفاجئ غضبها.
قالت كاميليا برفق “سامية، لا تكوني قليلة ذوق. إنه صهرك”.
ماذا؟
“ص … صهر؟”.
أصيبت سامية بالذهول. نظرت إلى فارس كما لو كان شبحًا. الأمر فقط صعب
التصديق.
“كاميليا، هذا هو صهر المنزل؟”.
“ملابشه ليست من ماركة معروفة ويبدو وكأنه قروي صعلوا.
“كاميليا، لا بد أنك قد تزوجته به بسبب الاكتئاب الشديد”.
“لا عجب أن عمتي تلح عليك في تطليقه”.
“اسمعي مني. طلقي هذا الضعيف. إنه لا يستحقك”.
امتلأت ملامح سامية بالازدراء وهي تتكلم رغم أنها سمعت بصهر آل كارم
المنزلي، لكنها لم تتوقع أن يكون عديم الفائدة بهذا الشكل.
لم ترغب كاميليا في مواصلة الحديث عن فارس، لذلك اختلقت عذرًا للعودة
إلى المنزل: “حسنا، سامية توقفي عن الكلام فلنغد قبل أن تبدأ الجدة بالقلق”.
“حسنا سوف نواصل حديثنا بعد الوصول إلى المنزل”.
طلبت سامية من ابنة عمتها الصعود إلى البوتيك.
عندما رأت سامية أن فارس يحاول ركوب سيارتها صرخت باشمئزاز: “هل
سمحت لك بركوب إلى سيارتي؟ انزل. لقد اشتريت إكسسوارات جديدة للتو. لا
أريدك أن تلوثها”.
ثم
م أقفلت الأبواب وغادرت تاركة فارس وراءها.
أسرعت كاميليا في تنبيه ابنة خالها: “أوه، سامية! فارس لم يصعد إلى
السيارة”.
ابتسمت سامية وردت: “كاميليا، لا تقلقي. تامر معه، سوف يوصله بسيارته.
فارس لم يعد طفلا صغيرًا. لن يضيع”.
بحلول هذا الوقت ابتعدت سيارتهم كثيرا.
عند نقطة الانطلاق بقي تامر وفارس وحدهما.
على جانب الطريق، اتكأ تامر على سيارته ودخن سيجارة. أثناء تدخينه
للسيجارة، نظر إلى فارس بعينين مليئتين بالازدراء. ثم قال بابتسامة: ”
“ظننت
أن زوج كاميليا سيكون شخصا ذا مكانة. لكن يبدو أنني أخطأت. أنت مجرد
نكرة. أنت فقير لدرجة أنك لا تستطيع شراء ملابس من ماركة معروفة. ليس
الديك سيارة حتى”.
عبس فارس: “أتظن أن لديك الحق في مخاطبة كاميليا باسمها مباشرة؟”.
ضحك تامر ساخزا وقال: “عاجلا أم آجلا، سوف أمتلك هذا الحق”.
” أيضا، اسمح لي أن أقدم لك نصيحة إن كنت تعرف مصلحتك، فاترك كاميليا.
قمامة مثلك ليس جديرا بامرأة مثلها.
” من وجهة نظري، قيمتك أقل من عقب سيجارة”.
بعد أن انتهى من كلامه رمى تامر عقب سيجارته على الأرض وداس عليه
بوحشية.

“أوه نعم، قبل أن أذهب دعني أزيدك بؤسا هل ترى ذلك المبنى الطويل؟ إنه
الأطول في العزيزية عائلتي هي .
من
بناه”.
وانظر إلى تلك اللوحة الإعلانية في الأعلى هل تستطيع قراءة الكلمات
مجموعة باندا؟ هذه شركة عائلتي”.
“هاهاها”.
تجاهل تامر فارس وهو يقهقه ضاحكا ثم ركب سيارته ال بي أم دبليو. بعد
لحظة، ارتفع هدير المحرك وانطلقت سيارة ال بي إم دبليو بعيدا.
بعد تأمل طويل، هر فارس رأسه وابتسم.
لم يستوعب كيف لهؤلاء الأمراء الوسيمين أن يتصرفوا بهذه الثقة أمامه.
قد تظن نفسك ثريا فقط لأنك ترتدي ملابس من ماركات شهيرة وتقود سيارة
فارهة . أو تظن نفسك ناجحًا فقط لأنك ملياردير وتدير شركة.
لكنك لا تدرك أنه في نظري، امتلاك سيارة فارهة أو ثروة مليارية ليس شيئا
يدعو للافتخار.
.
قبل سبعة سنوات، سقطت العزيزية بأكملها في قبضتي. ولن يطول الأمر حتى
تصبح مقاطعة المقطم بأسرها في يدي.
عندها سوف يكون مبلغ مليار أو عشرة أو مئة، أو حتى ترليون تافها بالنسبة لي.
بدت سماء الليل وحيدة، إلا أن القمر في سماء العزيزية بدا ساحرًا بطريقة
فلفتة.


متابعة حلقات الرواية

الانتقام عدالة قاسية ولو بعد حين


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً