بمجرد أن قلى كوب الشاي مرّة أخرى استمر فارس في شرب الشاي بهدوء.
إلا أن تعابير وجه بشعة ومضت في وجه الرجل الأربعيني.
كان جليا أنه لم يتوقع من ابن عائلة شداد المنبوذ أن يكون قويا لهذه الدرجة.
لقد أسقط القتلة السبعة برمشة عين.
لكن سرعان ما هذا الرجل الأربعيني نفسه.
صب لنفسه كوبا من الشاي أيضا، وابتسم ببرود لفارس وهو يرتشف من الكوب.
“أيها الشاب هذا تطور غير متوقع. لم أظن أبدًا أن ابنا منبوذا لعائلة شداد قد
يرث شيئا من قدراتهم”.
“أنا متفاجئ .
حقا”.
“لكن، هل تظن حقا أنني قطعت كل هذه المسافة لقتلك وليس لدي خطة
احتياطية؟”.
“عليك أن تفهم شيئا أنا، عزام دياب، محترف.
- أمسك كوب الشاي وهو يتحدث ورفعة نخبا لفارس ابتسم عزام دياب بعينيه،
لكنها ابتسامة مليئة بالازدراء لفريسته.
رد عليه فارس بضحكة خفيفة. ثم قال وهو يلهو بالكوب في يده، “أعلم. تريد
أن تقول إن لديك قناضا متمركزا في المبنى المقابل. وإن بندقيته مصوبة نحو
راسي”.
ماذا؟
كيف علم ذلك؟
تغيرت ملامح وجه عزام دياب فورًا. ودون أي تأخير، تحدث في سماعته
اللاسلكية وأمر القناص بإطلاق النار.
اختصاص القناص هو الهجوم المباغت لكن لأن فارس يعلم بوجوده مسبقا،
تعين على عزام دياب الآن توجيه الأوامر بسرعة لإطلاق الرصاص قبل أن
يتجلبة فارس.
لكن مرت ثانية ثم مزت ثانية أخرى
مرت عشر ثوان وظل المكان هادئا لم يسمع صوت إطلاق النار. كان الصوت
الوحيد الذي عكر صفوهم هو صوت صفير نسمة ناعمة.
استشاط عزام غضبًا. وبدأ يصرخ في سفاعته اللاسلكية. من الواضح أن ما آلت
إليه الأمور قد أغضبه.
“مم؟”.
“جاسر، ما الذي تفعله؟”.
“اطلق النار الآن أطلق النار”.
ابتسم فارس: “توقف عن الصراخ. استدر وانظر خارج النافذة”.
أدار عزام رأسة ليلقي نظرة.
ارتطام
في نفس ا اللحظة تماما، سقط جسم أسود من أعلى البناء الشاهق في منتصف
الشارع. ارتطم بالأرض بصوت مدة مثيزا سحابة من الغبار في الهواء. نظرًا
الحالة الجثة المشوهة، فالوفاة كانت فورية.
لو كلف أحد ما نفسة بفحص الجثة، فسوف يرى بوضوح شفرة من أوراق الشاي
مستقرة في حلقه.
لقد قتل الرجل بشفرة من ورقة !
“كيف… كيف لهذا أن يحدث؟”.
داخل الحانة، شخب وجه عزام فورًا. قفز من مقعده ونظر خارج النافذة عاجزا
عن التصديق. تملكت مشاعر الخوف والصدمة قلب القاتل المحترف.
” هل لديك أي حركات أخرى؟ لا تتردد في استعراضها”.
ظل فارس هادئا، كما لو أنه لا علاقة له بالجلبة الحاصلة في الخارج. ملأ كوب
الشاي مرة أخرى، ونظر بلا اكتراث إلى القاتل المحترف الذي بدأ يعاني من
انفصام في عقله.
“أحسنت. حقا أحسنت، أيها الوغد صغير.
“أعمل في هذا المجال منذ سنوات، وأنت أول من يجعلني أعاني خسائر كبيرة
كهذه”.
“لكن، لا تفرح كثيرا”.
“هذه مجرد” مقبلات لدي شيء أكثر إثارة في جعبتي”.
“عندما يتعلق الأمر بقتل الناس، أنا محترف ضحك عزام ضحكة إجرامية
وأخرج حاسوبا محمولا ووجه الشاشة نحو فارس.
بعد ذلك، ضغط القاتل الأربعيني على أحد الأزرار فظهرت صورة على الشاشة.
لكن المكان في الصورة كان مظلما لدرجة انعدام الرؤية.
ضحك عزام ضحكة شريرة وأصدر أمرًا عبر سماعته اللاسلكية: “شادي، شغل
الأضواء. ضيفنا يريد أن يشاهد العرض”.
في قبو مظلم في مدينة نصر ، اشتغلت الأضواء فجأة.
داخل الغرفة، امرأة بمكياج ثقيل، مربوطة بعمود، أخذت تصرح بجنون.
“ارحم… ارحموني! من فضلكم ارحموني ماذا تريدون؟ سوف أعطيكم أي
شيء! أرجوكم اتركوني”.
“إن كنتم تريدون المال، نعم… نعم. إن كنتم تريدون المال، زوجي لديه الكثير
من المال! فقط اتركوني وسوف أعطيكم المبلغ الذي تطلبونه”.
انهمرت الدموع من عينيها وهي تتوسل للحصول على حريتها.
لكن بدلا من تركها صفعها الرجل الموشوم الواقف أمامها على وجهها.
“هاها سافلة تريدين العيش ها؟”.
ضحك الزجل بإجرام: “الأمر بسيط. إن فعل زوجك ما نطلبه منه، فسوف
تتركك تذهبين”.
ارتعبت يارا لحد الجنون في تلك اللحظة، بدت فظيعة حقا فقد اندمج مخاطها
مع دموعها مغا لينزلا على وجهها. أومأت برأسها بسرعة ووعدت بأن تجعل
زوجها يستمع المال ليس عائقًا.
استمرت الدموع في الانهمار على وجهها، وكان فستانها ملطخا بالأوساخ. لم
يبق شيء من الغطرسة التي أظهرتها لفارس وكاميليا.
لم تعلم يارا لمن أساءت حتى يفعل معها هذا في وقت سابق اليوم، عندما
غادرت منزل عائلة كارم ذاهبة إلى سامي اقترب منها مجموعة من الرجال
وسألوها إن كانت تعرف السيد شداد زعموا أنهم يريدون مناقشة صفقة تجارية
ضخمة
مع السيد شداد.
فرخت يارا جذا بالأخبار السعيدة، افترضت أنهم من مجموعة الاستثمار وقد
علموا الآن خلفية زوجها القوية، فجاؤوا للتفاوض على العقد. لذلك أخبرتهم يارا
أنها في الحقيقة زوجة السيد شداد.
لكن من كان ليظن أنه فور كشفها لهويتها، سوف يفقدونها وعيها ويحملونها إلى
هذا المكان.
“حسنا، في هذه الحالة، سوف نسمح لك برؤية زوجك”.
ضحك الرجل الموشوم ببرود ثم شغل كاميرا الحاسب المحمول. وفي الحال،
ظهر وجه فارس من الجانب على الشاشة.
بدأت يارا تبكي فوزا، ولم تنظر بعناية إلى الشاشة. “عزيزي، عزيزي، أرجوك
أنقذني”.
“عزيزي، أرجوك أنقذني اختطفني بعض الأشرار وتنمروا علي، أنقذني، أرجوك
عزيزي .
“انظر إلى وجه زوجتك الرقيق، أوه، إنه ينزف”.
” حتى السماء مشفقة عليها”.
“لو كان عندي زوجة جميلة مثلها، فسوف أفضل الموت على أن تصاب بأذى.
داخل الحانة ضحك القاتل الأربعيني بلا توقف وهو يستمع إلى الصرخات
القادمة من الحاسب المحمول، صرخات الاستغاثة التي تمزق القلب.
“ها، لازلت تريد المقاومة؟”.
“عندما يتعلق الأمر بالقتل، فنحن محترفون”.
سأل القاتل بجذية وهو يستعد للاستمتاع بنظرة المعاناة على وجه فارس
“الآن، عليك الاختيار. تريد إنقاذ حياتك أم حياة زوجتك؟”.
كقاتل محترف بذل عزام حقا جهدًا كبيرًا لضمان نجاح مهمته. أعد الغدة
للتعامل مع جميع الاحتمالات وبطرق مختلفة. حتى أنه استطاع معرفة لقب
فارس يامن السيد شداد.
هي
استخدامها
وهكذا، اقتفى الأثر حتى أمسك بزوجة السيد شداد الخطة .
کضمان ضد التطورات غير المتوقعة وكرهينة لإجبار فارس على الإذعان.
ههه .
لكن خلافا لما توقعوه، بعد أن رأى فارس الفيديو على الحاسب المحمول، بدأ
يضحك.
“ممم؟”.
اختفت بهجة عزام فجأة: “ما الذي يدعوك للضحك؟”.
أجاب فارس وهو يهز رأسه: “أضحك لأنكم مجموعة من الحمقى”.
رمق عزام فارس بنظرة استحقار: “أيها الوغد هل تريد أن تموت زوجتك؟”.
فجأة، تعالت صرخات يارا المرعبة من الحاسب المحمول مرة أخرى.
“عزيزي، أنقذني أرجوك انقذني أنا خائفة يارا خائفة”.
استمرت يارا في البكاء بيأس “آه”.
يا سيدة لا يهمني ما تدخلين في فمك، لكن من فضلك انتبهي إلى ما يخرج
منه. لا ينبغي أن تخاطبي الغرباء في كل مكان ب “عزيزي”.
“صحيح أنني وسيم وجذاب للغاية، لكن ذلك لا يعني أن أي امرأة تستطيع
الادعاء أنها زوجتي”.
صدح صوت فارس الهادئ القادم من الحاسب المحمول في ا
عندما سمعت یارا صوته ضعفت.
القبو.
“يا قطعة القمامة عديمة الفائدة! لماذا أنت هنا؟ ما الذي تستطيع فعله أصلا؟
أين زوجي؟ اذهب سريعًا لإحضار زوجي”.
قبل أن يتسنى ليارا الانتهاء من صراخها، أغلق فارس الحاسب المحمول بقوة.
ضحك فارس من أعماق قلبه أنهى شرب الشاي واستعد للمغادرة بعد أن حمل
أمتعته: “سيد عزام، من فضلك شغل عقلك عندما تتعامل معي”.
أدرك عزام أنهم اختطفوا الشخص الخطأ.
والآن، أوشك أن ينفجر من الغضب انتفخت أوداجه، وأصبح منظرة فظيعا.
كانت ضربة قاصمة لكبريائه كقاتل محترف
عندها تحول إحراجه إلى غضب، خرج عن السيطرة: “أيها الوغد كيف تجرؤ
على السخرية من احترافيتي؟ اذهب إلى الجحيم.
في نوبة من الغضب والضراخ وتحت أنظار الزبائن الخائفين في الحانة، وجة
عزام ركلة نحو فارس في الوقت نفسه ظهرت شفرة من حذاء القاتل.
كان جليا أن عزام أراد إنهاء حياة فارس بركلة واحدة فقط.
لكن ردة فعل فارس كانت سريعة. أدار فارس جسده لتجنب ركلة عزام أما
الضربة القاتلة المحتملة فبالكاد خدشت ذراع .فارس إلا أن الركلة أصابت إحدى
حقائب الأمتعة.
بووم
انفجرت الحقيبة التي كان فيها علبة حليب وانتشر الحليب في كل مكان.
عندما رأى حقيبة الحليب المنفجرة استاء فارس جدًا.
“اللعنة، كيف تجرؤ على ركل الحليب الذي اشترته زوجتي؟”.
تحت تأثير الغضب العارم وجه فارس ضربة قوية نحو عزام سحقته في الجدار
مباشرة. تحطم الطوب وتبعثر في المكان، وحُشر جسم القاتل في الجدار
بإحكام بحيث لم يستطع أحد إخراجه.متابعة حلقات الرواية
مرتبط
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.