استيقظت مالي يوم الثلاثاء 25 مايو 2021 على انقلاب جديد أدى إلى إطاحة الجيش بالرئيس باه نداو ورئيس الوزراء مختار وان ووزير الدفاع سليمان ديوكوريه، وأعقبه تعيين رئيس المجلس العسكري العقيد آسيمي غويتا لمنصب “رئيس الانتقال”.
وقد أكدت المحكمة الدستورية المالية يوم الجمعة 28 مايو 2021 أن مهمة “رئيس الانتقال تتمثل في قيادة العملية الانتقالية حتى نهايتها”. لكن عند الأخذ بعين الاعتبار الانقلابين اللذين نفذهما الرجل في أقل من عام، من المحتمل أن يكون من الصعب فهم أو تنبؤ دوافعه الحقيقية. فمن يكون آسيمي غويتا؟
عسكري مدرب
قليل الكلام ويظهر دائما بزي وقبعة عسكريين، إنه آسيمي غويتا الذي أصبح معروفا لدى الرأي العام خلال عام واحد فقط بعد توليه منصب الرئيس لدولة مالي التي تحوم حولها مشاكل عديدة مثل الجماعات الجهادية والتدخل الأجنبي في منطقة الساحل وغيرها.. فهل ما يحرك دوافعه لتولي هذا المنصب “حب السلطة” أو “تضحية في سبيل البلاد”؟
يبلغ آسيمي غويتا من العمر 37 عاما، وهو نجل مدير سابق للشرطة العسكرية وتخرج من أكاديمية كاتي العسكرية الشهيرة في مالي.
برزت خبراته وعملياته العسكرية منذ عام 2002 عندما تنقل بين كيدال وتمبكتو وميناكا لمحاربة متمردي الاستقلال والجهاديين.
جعله انقلاب عام 2020 قائد المجموعة العسكرية، إلا أنه تحول إلى منصب “رئيس مؤقت” بسبب تحركات مشبوهة طالت شرعيته.
وتختلف الآراء عموما حول قدرته على أن يكون دبلوماسيا جيدا، لا سيما وأنه نادرا ما يدلي بتصريحات.
تقول الباحثة في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، كارولين روسي، إن غويتا حصل على تقدير من بعض الأطراف لكن هذا لا يعني حصوله على تأييد مطلق من قبل الجهات العسكرية.
وتضيف روسي: “يبدو أن بعض الأشخاص يستسلمون للجمهورية الإسلامية وللمصالح مع الإرهابيين المحليين المحتملين. يكتنف الغموض مصير الحكم في مالي”.
وقد سافر رئيس مالي المعين حديثا غويتا في جولة دبلوماسية إلى أكرا في غانا للقاء نظرائه الأفارقة في قمة استثنائية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
وقبل ساعات من تعيينه رئيسا للدولة، قال إنه اختار “الاستقرار في مالي” بدل “الفوضى” لأن هذا يصب في مصلحة الأمة. وأكد أنه “ليست لديه أجندة خفية أخرى”.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.