“نصر أكتوبر ملحمة وطنية وبداية بناء إنسان” .. إحدى فعاليات ذكرى انتصارات أكتوبر بمكتبة الزاوية الحمراء بالتعاون مع دار المفكر العربي

في إطار احتفالات مصر بالذكرى الـ 51 لانتصارات أكتوبر المجيدة أقامت مكتبة الزاوية الحمراء بالتعاون مع دار المفكر العربي احتفالية ثقافية بعنوان “نصر أكتوبر ملحمة وطنية وبداية بناء انسان” بحضور كلا من الأستاذ الدكتور وسيم السيسي ضيف شرف الندوة واللواء أركان حرب محمد الشهاوي رئيس أركان الحرب الكيمائية الأسبق بالقوات المسلحة وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية واللواء علاء الدين فكري والدكتورة سهام الزعيري والمستشار يونس السبكي والكاتب الصحفي حسام أبو العلا والكاتبة الإعلامية كريمة أبو العينين والإعلامي بالتليفزيون المصري فارس عزام المستشار الإعلامي لدار المفكر العربي واللواء ربيع مصطفى بجانب نخبة من المحاربين القدامى والمفكرين ورواد الثقافة.

بدأت الندوة بالسلام الجمهورى ودقيقة حداد على أرواح شهداء مصر الأبرار تلتها كلمة مدير عام فروع مكتبة مصر العامة بالزاوية الحمراء الدكتور سعد أبو زيد التى تناول فيها دور المكتبة فى غرس وتنمية روح الوطنية والانتماء والاحتفاء بالرموز والأحداث الوطنية وتسليط الضوء عليها كما تناولت الندوة عدة محاور منها دروس وعبر من أكتوبر إلى الجمهورية الجديدة وبناء الانسان إلى مبادرة بداية بناء إنسان والإعلام والدراما والأدب ودورهم في الحرب والسلام ودعم الولاء والانتماء والهوية الوطنية.

كما تناولت كلمات الحضور ماشهدتة حرب أكتوبر من بطولات وتضحيات لأبطال النصر كونهم قدوة للشباب ما بين الماضي والحاضر والمستقبل في ظل حروب الجيل الرابع بالإضافة إلى دور المرأة المصرية ودورها في بناء الانسان والأوطان وفي الحرب والسلام كما ضم الحضور الدكتور الأكاديمي مدحت الصالح أستاذ الإدارة والتنمية المستدامة والدكتور الحسين حسان خبير التنمية المستدامة والتطوير الحضاري.

فى حضور قامات وقيادات من حرب أكتوبر المجيدة ومنهم اللواء أركان حرب الدكتور مجدي شحاتة واللواء أحمد صليحة واللواء محمد ربيع محمد واللواء حسن إسماعيل واللواء عبد الحميد خليفة واللواء دكتور أحمد عبد الحميد واللواء أركان حرب يونس السبكى واللواء أركان حرب حسن اسماعيل واللواء عبد الحميد خليفة والعميد أحمد شفيق والرائد ممدوح سرور محمود والمقاتل فتحى شلبى والمقاتل محمد نصر أبو الدهب والمقاتل نصر على النجار والمقاتل فتحي شلبي والمقاتل محمود المغربي والمقاتل محروس رزق عطا الله والدكتورة نهلة كريمة الشهيد أحمد حسن أحمد بالإضافة إلى عدد أبناء شهداء نصر أكتوبر وعدد من الكتًاب الشعراء.

وقد صدر عن الندوة الثقافية العديد من النقطات والتوصيات منها :-

_ أن مصر لا تنكسر .. وحرب أكتوبر هى درة الانتصارات في تاريخ مصر الحديثة.

_ نصر أكتوبر سيظل علامة فارقة في تاريخ مصر ، ليس لأنه حدث عسكري مهم ، ولكن لأنه حمل في طياته روحا من التحدي والاصرار والمقاومة التى كانت جزءا لا يتجزأ من الشخصية المصرية عبر العصور.

_ دور الشعب المصري في دعم جيشه ماديا ومعنويا خلال الحرب، وعلى وحدة وتلاحم الجيش والشعب، وهي رسالة يجب أن نواصل غرسها في نفوس الأجيال القادمة وهذا التلاحم هو سر القوة التي صنعت نصر أكتوبر والتي حافظت على استقرار الوطن طوال العقود الماضية.

_ “النصر لا يتحقق فقط على جبهات القتال وإنما يتحقق أيضا بصمود الشعب” فالنصر في تلك المعركة كان انتصارا للشخصية المصرية التي تجلت في لحظات التحدي والاختبار ولم يكن مجرد انتصار عسكري، نعم القوات المسلحة كانت الدرع الذي واجه العدو، لكن الشعب المصري كان الدرع الذي حافظ على الجبهة الداخلية وحمى الروح الوطنية من الانكسار.

_ القوات المسلحة المصرية ستظل دائما الحامي الرئيسي لمقدرات هذا الوطن، وذلك بفضل ما تمتلكه من قدرات عسكرية حديثة وإيمان عميق بوطنية الشعب المصري ودعمه المستمر لها، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي تواجه المنطقة.

_ نصر أكتوبر يجب أن يكون دائما مصدر إلهام للمصريين في مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.

_ حرب أكتوبر قد أطاحت بنظرية الحدود الأمنة كما يفهمها حكام تل أبيب فقد أثبتت أن أمن اسرائيل لا يمكن أن يكفل بالدبابات والصواريخ ، وإنما بتسوية سلمية عادلة توافق عليها الدول العربية.

_ علينا جميعا الاهتمام بملف القوة الناعمة لدورها الهام في تعزيز الوعي الوطني وغرس القيم الوطنية لدى الشباب.

_ التحية والشكر والاجلال للزعيم الراحل محمد أنور السادات الذي انتقل بالدولة من حالة الصراع إلى السلام وتحية اعزاز للشهداء وأسرهم

_ تحية للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي نقل سيناء من ساحة قتال إلى واحة تنبض بالحياة والتنمية ، وكل التحية لأهل سيناء.

_ هناك تزايدًا ملحوظًا في انتشار المعلومات الخاطئة والمضللة حول حرب أكتوبر المجيدة، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، وهذه الظاهرة تمثل خطرًا حقيقيًا على الأجيال الشابة، التي لم تعاصر هذه الحرب، ما قد يؤدي إلى ترسيخ معلومات غير دقيقة في أذهانهم.

_ هناك ضرورة ملحة للاعتماد على المصادر الموثوقة لتوثيق الحقائق المتعلقة بحرب أكتوبر، مثل قطاع الأخبار والنيل للأخبار بالتلفزيون المصري.

_ يجب تعزيز نشر الوثائق الحقيقية المتعلقة بالحرب على نطاق واسع، خاصة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، لتصحيح المعلومات الخاطئة وتوضيح الحقائق.

_ هناك أهمية لدور وسائل الإعلام المختلفة، بما في ذلك الصحف والإذاعات، في كشف الشائعات والمعلومات الكاذبة المتعلقة بحرب أكتوبر، من خلال تخصيص صفحات وبرامج لتوضيح كواليس حرب أكتوبر وخطة الخداع الاستراتيجي والانتصارات العسكرية، وكلنا تابعنا استضافة العديد من القيادات والعناصر المشاركة في الحرب لسرد الأحداث والحقائق.

_ تحذير المستخدمين لوسائل التواصل من الانسياق وراء الشائعات وإعادة نشر المعلومات الخاطئة، والتشديد على ضرورة التحقق من دقة الأخبار قبل تداولها، وعلى الجهات المختصة بالتدخل الفوري لنفي الشائعات وتقديم الحقائق للمجتمع.

_ عظمة المرأة المصرية في كل صفحات التاريخ، فهي ليست فقط أمًا ومربية، بل شريكة أساسية في بناء الوطن ودفاعه، فعبر العصور أثبتت أنها قادرة على الصمود والتضحية في أوقات الأزمات، وكانت لها بصمات واضحة في كل حرب خاضتها بلادها، بدءًا من الحروب القديمة وصولًا إلى معركة أكتوبر المجيدة التي يتزامن بمرور 51 عامًا على خوضها.

_ في حرب أكتوبر 1973، تجلت أروع صور الشجاعة والتفاني للمرأة المصرية، إذ لعبت دورًا محوريًا لا يمكن تجاهله، فمن مقاتِلات في صفوف الجيش إلى مسانِدات في المؤخرات، لتثبت قدرتها على التحدي والمواجهة.

_ شاركت المرأة المصرية في حرب أكتوبر 1973 من خلال مقار التنظيم النسائي والجمعيات النسائية الأهلية في خدمة أسر الشهداء والجرحى، وفي بثّ الحملات الإعلامية للتطوع في التمريض والتبرع بالدم وفي تدعيم الجبهة الداخلية.

_ كان للمرأة دور فعال لإيصال الصورة الحقيقية للعالم، إذ تكونت ( لجنة صديقات القلم ) لترجمة كل ما يكتب عن القضية المصرية وإرساله لمختلف الاتحادات والمنظمات النسائية في العالم؛ لإعلام المرأة في العالم بحقيقة ما يدور في الشرق الأوسط.

_ في أثناء حرب أكتوبر، كان للمرأة المصرية دور كبير في العمل التطوعي، فأصبحت على أعلى مستوي في الجبهة الداخلية، إذ عملت بالمستشفيات من خلال الهلال الأحمر ووقفت بجانب الجنود المصابين والمعاقين، تساندهم وتضمد جراحهم.

_ المرأة وضعت نفسها في موقع القيادة، ففي هذا الوقت أقدمت زوجات المسؤولين والوزراء والضباط على جمع التبرعات وشراء ملابس وبطاطين وكل احتياجات الأسرة وتوزيعها على الأسر التي فقدت العائل بالاستشهاد في الحرب أو الإصابة.

_ لم يقف دورهن عند هذا الحد، بل إن العاملات في العمل التطوعي تبرعن بجزء من أجرهن الشهري للمجهود الحربي.

_ تخلت المرأة المصرية عن قيودها الاجتماعية، وارتدت زي الحرب بكل فخر، لتكون مثالًا يُحتَذى به في الوطنية والكرامة، وتجلى هذا المشهد في المرأة البدوية، فكان لها أثر فعال في حرب أكتوبر، فهي التي تصدّت لعمليات إنقاذ الفدائيين وعلاجهم ومساعدتهم في الوصول الي الأراضي المصرية، عبر طرق لا يعرفها العدو، رغم أن تلك المرأة لم تتعلم ولم تتدرب ولكن بفطرة الانتماء وحب الوطن دافعت عن أرضها في مواجهة العدو.

_ على مدار 12 عامًا من الاحتلال لم يستطع العدو الاسرائيلي التغلغل داخل كيان أهل سيناء أو تجنيد أحد أبنائها، إذ كانت المرأة المصرية تقف بالمرصاد حينما زرعت في نفوس أطفالها حب الوطن.

_ سيدات مدن القناة اللاتي لم يقل شأنهن في الحرب عن الجندي في المعركة الذي كان سلاحه لا يفارق يده، ولكن اختلفت أسلحة النساء في المقاومة ضد الاحتلال عن الرجال فكانت أسلحتهم الأواني والحجارة والجاز والمياه الساخنة والزيت المغلي وحتى “المولوتوف” من أعلى المنازل.

_ في حرب أكتوبر، كانت المصريات خلف جيش بلادهن؛ يعملن على بثّ الحماس من خلال الجمعيات الأهلية التي تقودها نماذج نسائية مصرية تذهب إلى أهالي الجنود وتقدم لهم الإعانة وتحثّهم على رفع روح المعنوية لديهم.

_ الدعم النفسي واحد من البطولات التي خاضتها السيدات المصرية خلال حرب أكتوبر 1973، إذ قدمت الممرضات علاجًا نفسيًا للمرضى وعائلاتهم، ما ساهم في تعزيز الأمل والمرونة النفسية والحالة المعنوية، وكانت الراحلة جيهان السادات، زوجة الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات خير مثال على ذلك.

_ أخيرا .. لدينا أعمال درامية وثقت لنصر أكتوبر العظيم .. لكن رغم إنتاج الدراما المصرية لعدد كبير من الأعمال السينمائية والتليفزيونية المرتبطة بالصراع العربي الإسرائيلي، وخصوصا حرب أكتوبر، فإننى أرى أن هذه الأعمال تعد قليلة نسبياً، مقارنة بحجم المعركة والتضحيات التي بذلت فيها.. نتمنى أن نرى أعمالا جديدة ..