“قصرك عقلك فـأحفظ قصرك لايدخله شكلٌ يملؤك غروراً يُغيرك بأنك آية عصرك”
كلنا يدرك ما أحدثته وسائل الاتصال الحديثة من تغيرات في مجتمعاتنا وذلك من ناحية السلوك وايضا مستوى الاستيعاب والأفكار التي يتبناها المجتمع. ومن هنا استرجاع السلوكيات التي كان أفراد المجتمع يقود بها الرسائل العامة التي تصل إليه والتي كان البعض يمررها عبر خاصية إعادة الارسال.
اليوم تقود هذه الخاصية معظم من لديهم خدمات الواتس اب او منصات أخرى، فتراهم ينشرون دون وعي مواد كتابية ومرئية غير مفيدة بل وتستحف بالعقل الإنساني الذي كرمة الله بقدرات كبيرة، بل وصل الأمر بالبعض بأن ينشروا مواد تستهزأ بالمخلوقات في مقاطع او رسائل ترمى على أنها كوميدية.
الأمر الآخر الذي نراه جليا في مواقع التواصل ومنها محركات الفيديو، وهو جذب إهتمام الإنسان من خلال نشر مواد مرئية عارية من الفائدة أو الرسالة تحت مسميات أغرب حالة، ماذا فعل الله في قوم كذا، العذاب الذي حل بقوم كذا، نشر فضائح او سلوك غير مقصود لممثل او الرياضي او المذيع او شخصية معروفه، انظر كيف تفعل الممثلة او الإعلامية مع كذا، وكلها مواد غير مفيدة لا لعقل بشري بل وقد يكون فيها حكم شرعي يقاضي الجاني.
ما جعلني أعيد التذكير في هذا الموضوع، هو حجم الخراب الذي يسببه إعادة نشر هذا النوع او مشاهده هذا النوع من المواد، سواء على العقل البشري الذي سيكون مهووسا بعد فترة زمنية لمطالعة هذا النوع من المواد، أو المجتمع كونه ينشر الكثير من السلبية والتوتر بين البشر، أو للدين والذي أمرنا بالتقيد بتعاليمه في عدم نشر ما لا يفيد وعدم إشاعة الخطأ.
ولم أجد ما أختم به قولي إلا قصيدة رائعة قالها المفكر والشاعر وأول سعودي يحصل على شهادة في الإخراج السينمائي:الاستاذ علي بن عبدالله الهويريني
قصرك عقلك، فحفظ قصرك ..
لا يدخله ثرثرة تبني شكلا تغريك بأنك آية عصرك،
فسفينك في بحر لجي مظلم .. والشكل زجاجي معتم،
فاجعل من عقلك ربانا يهديك إلى قصدك،
واحذر أن ترمي عقلك بغيابة شكلك
فالبحر عميق قاعه والحوت طويل باعه،
جهول لاهوم يتنكر في شكلك ..
فحفظ قصرك، فقصرك عقلك.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.