القدر ( الحلقة قبل الأخيرة )

الكاتب المصرى : احمد عشرى

0

القدر

(الحلقة قبل الأخيرة)

لازالت خضرة في ريب كلما رأت نرجس تتلعثم أثناء الكلام فقررت أن تلاحقها ولا تتركها طرفة عين وما أن غادرت أم غريب وخضرة المكان حتي إلتفتت نرجس إلي أمها وهي سعيدة عندما رأت الشاب قائلة شوفتي ياأمة الواد وجماله ولاطوله وعرضه

فبكت علي حالها قائلة أنانفسي أخلف ياأمة زي بقية الناس بس واد يكون في جمال الجدع ده فقالت لها أمها إعملي اللي انتي عاوزاه بس مش هينفع تعملوا حاجة هنا بسبب خضرة وأم غريب وأردفت قائلة سافري انتي لجوزك عشان العيون تخفي عنك شوية ولو حصل جديد هتلاقيني عندك …

عادت نرجس إلي القاهرة وفي القطار سألت أحد المحامين وكان يجلس بجوارها عن العقود المحفوظة بالخزينة فقال لها ساخراً طالما ماإتسجلوش في الشهر العقاري يبقي تبليهم وتشربي ميتهم ..

فجن جنونها ولكنها كانت متماسكة وهي تسأله قائلة هو مش مفروض ياغريب نسجل العقود في الشهر العقاري ؟ رد قائلاً إن شاء آلله فسألته إن شاء آلله إمتي يعني ؟

فنهض من جانبها ودخل ليطمئن علي أولاده وقد أصبحت نجاة بين قوسين أو أدني للإنتهاء من دراستها فقبّلها غريب من جبينها قائلاً لها هانت يانجاة ؟

فقالت له لسة ياحبيب قلبي الماجيستير وبعدين الدكتوراه و هتبقي أبو الدكتورة نجاة غريب فقبّلها قبلة ثانية فدخلت عليه نرجس قائلة إفضل انت بوسها ودلعها وسيبني أنا واقفة بغلي برة فخرج ليصالحها وأراد أن يقبّلها فقالت له لأ ده بعدك ..

واللي بتفكر فيه ده مش هيحصل والعقود عندك بلها واشرب ميتها فقال لها خلاص هننزل بكرة أنا وانتي نسجلهم في الشهر العقاري فحضنها فحضنته ولكنها كانت تحضن الشاب في مخيلتها ونفذ لها ماوعدها وظل يحتفظ بالعقود في الخزينة وظلت نرجس تتحرق شوقاً لرؤية الشاب فهي لم تراه إلا مرة واحدة لكنها تعلقت به لأقصى درجة

لقد عشقته بجنون وتمنت وهي تتحسس جسدها الممشوق أن تتمرغ في أحضان الشاب وكانت تستكثره علي زوجعا بل كانت تتمني موته في كل لحظة وتمنت لو أنها تعرف مكان الشاب لذهبت إليه في الحال وكانت تنتظر أي خبر من أمها ليقرب إليها البعيد وظلت علي هذا الحال لأكثر من شهرين ويزيدحتي أتت أم نرجس وصلوحة و بصحبتهما الشاب …

صعدت أم نرجس ورحب بها غريب فهمست لها بأن صلوحة والشاب ينتظرا في الشارع فإستأذنت نرجس زوجها لزيارة آل البيت وما أن إنفردت نرجس بالشاب حتي أخبرته بما في قلبها تجاهه وقالت له أنا لو حبلت منك هديك كل اللي انت عاوزه ولما رأتها صلوحة متعلقة بالشاب طلبت منها مبلغ كبير ١٠٠٠ جنيه قبل اللقاء وقالت لها علانية مش هيلمسك إلا لما تدفعي ١٠٠٠ جنيه

وكانت نرجس لا تمتلك هذا المبلغ فقالت لها صلوحة إمضي لي علي وصل أمانة وأنا آخدهم من حبابي عينيكي فوافقت نرجس ووقعت علي إيصال الأمانة وسألتها نرجس وإمتي وفين هيتم اللقاء ؟ فقالت لها صلوحة مستعجلة قوي يامفضوحة ؟

فقال لها الشاب أنا عارف مكان فيه بيت قديم ومافيهوش سكان خالص وساعات بروح أنام فيه لوحدي ..راقت الفكرة لنرجس فأخرجت من صدرها ورقة مالية فئة ١٠٠ جنيه أرادت أن تعطيها للشاب وما أن لمحتهاصلوحة وهي تعطيه فقالت لها وهي تأخذها يافاجرة هو حسابه معايا أنا وشرطي الوحيد قبل مايقبض مني مليم إنك تحبلي منه…

أشار لهم الشاب علي البيت وكان بالفعل مهجوراً ويبدو أنه آيل للسقوط لذا تركه أصحابه فدخلت نرجس من باب البيت المهجور فسمعت طقطقة العروق الخشبية فقال لها الشاب ماتخافيش ده بيت زي الحديد وكان البيت عبارة عن غرفة واحدة وتعلوها غرفة أخري وكانت الغرفة الأرضية مغلقة بقفل فطلب الشاب من نرجس أن تصعد السلم الخشبي

فصعدت نرجس درجات السلم المتآكلة وكانت تنظر إلي الشاب بشوق ولهفة للقاء ودخلت نرجس الغرفة المفتوحةودخلواخلفها ولم يكن بالغرفة سوي مرتبة وسجادة فجلست صلوحة علي السجادة وجلست أم نرجس بجوارها وتركت لهما المرتبة وقالت للشاب وكأنها تأمره أنت مستني أيه ؟

فطلب منها أن تنتظر بالخارج فلقمته حجراً قائلة له يانجس ياإبن النجس انت هتعلمنا شغلنا ولا أيه ؟ هو أحنا جايين نلعب ؟

د هشغل ياروح أمك ولازم نتأكد وأخرجت لفة الشعر وقالت لنرجس وهي تخلع ملابسها أمك دي كانت حبلة فيكي قبل ما أجوزها يعني إنتي بنت حرام مش بنت الراجل الغلبان اللي جوزته لها فقالت لها أم نرجس مش مفروض تقولي لها الكلام ده ياصلوحة

فقالت لها صلوحة أسكتي يامرة هو انتي كمان ليكي عين تتكلمي وألقتها بحفنة من التراب في وجهها فإلتزمت أم نرجس الصمت حتي إنتهي الشاب من مهمته وبدأ يرتدي ملابسه ولازالت نرجس عارية ولا تريد أن تستر نفسها

فقالت لها صلوحة إحنا مش هنحرق الشعر في عين العفريت إلا لما نتأكد إنك حبلتي من بسلامته يعني هيعاشرك. تاني وتالت وأنا ضامناه عشان هو حبل إثنين قبل منك ..

فقالت لها أمها قومي البسي يا بنتي أحسن جوزك يقلق علينا وأرتدت نرجس ملابسها علي مضض وعادت أدراجها إلي منزل زوجها وعند صعودها شعرت بإعياء شديد ونزل غريب لنجدتها فوجدها قد أفرغت كل ما في أمعائها فذهب بها للتو إلي الطبيب الذي بشره بأنها حامل وفي شهرها الثالث أي بعد خروج غريب من المستشفي

وبكرة نكمل


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد
دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً