ما أروع أن نشاهد العالم يحتفل بمثل هذا الإنجاز الكبير؛ لقد كان الإعلان عن فوز السعودية بتنظيم كأس العالم 2034 لحظة مليئة بالفخر والبهجة ليس فقط للسعودية، بل للمجتمع العربي والخليجي والإسلامي وحتى الدولي بأسره. هذا الحدث يجسد التطور والإصرار والطموح الذي تتميز به المملكة.
حيث أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم – فيفا، مساء الأربعاء الماضي، فوز المملكة العربية السعودية رسميا باستضافة كأس العالم 2034
ان هذه الخطوة تعد تتويجا لرؤية المملكة 2030 وتحقيقا لطموحاتها الرياضية العالمية يأتي هذا الإنجاز كجزء من استراتيجيتها الشاملة للارتقاء بمكانتها الدولية وتعزيز دورها في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى.
وعقب الإعلان ..
أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، عن تأسيس الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034
ويأتي إعلان تأسيس الهيئة تأكيدًا على عزم البلاد على تقديم نسخة استثنائية من المحفل الأكثر أهمية في عالم كرة القدم كأول دولة عبر التاريخ تستضيف هذا الحدث بتواجد (48) منتخبا من قارات العالم كافة، في تجسيد للدعم والاهتمام غير المسبوق الذي يجده القطاع الرياضي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله -، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله –
جاء فوز المملكة بعد اجتماع كونغرس الفيفا للتصويت على الدول المرشحة (دولة واحدة وهي المملكة) لاستضافة كأس العالم 2034.
وكانت السعودية قد ترشحت للاستضافة بعد حصول الملف السعودي نوفمبر الماضي على تقييم 419.8 من 500 نقطة، كأعلى تقييم لملف استضافة في تاريخ البطولة.
وسلمت المملكة ملف ترشحها لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034 في يوليو الماضي تحت شعار “معاً ننمو”، ويكشف ملف الترشّح بشكل حصري عن المخطط العام لكأس العالم التي ستستضيفها المملكة في 5 مدن رئيسة، هي: الرياض، وجدة، والخبر، وأبها، إضافة إلى نيوم.
وشمل ملف الترشّح خططا متكاملة ومشاريع تطويرية متميزة، تعكس القدرات الكبيرة التي تهدف المملكة لتسخيرها بشكل كامل لاحتضان أحد أكبر وأهم الأحداث الرياضية العالمية ممثلة بالبطولة التاريخية كأس العالم لكرة القدم.
وتهدف المملكة إلى تنظيم نسخة تحتل المرتبة الأولى على قائمة البطولات الرياضية الأكثر مشاهدة في التاريخ.
وفيما يتعلق بمراكز تدريب المنتخبات تم اقتراح 132 مقرا تدريبا، في 15 مدينة ستستضيف المنتخبات الـ 48 المشاركة والوفود المرافقة لها، تشمل 72 ملعباً مخصصاً للمعسكرات التدريبية، إضافة إلى مقرّي تدريب مخصصين للحكام.
وسيقوم الاتحاد الدولي لكرة القدم باختيار موقع واحد في كل مدينة مضيفة، إذ تشمل قائمة المواقع المقترحة حديقة الملك سلمان في الرياض المقرر أن تصبح أكبر حديقة حضرية في العالم، كما تشمل قائمة المواقع المقترحة الأخرى واجهة جدة البحرية على البحر الأحمر، وساحة البحار في أبها ضمن مشروع وادي أبها، والمرسى ضمن مشروع ذا لاين في نيوم، وحديقة الملك عبدالله بالخبر، ومناطق أخرى تمكن الجماهير من مشاهدة المباريات وخوض تجارب استثنائية وسط أجواء ترفيهية مميزة على مدار أسابيع البطولة.
وستضم المدن الخمس المستضيفة 15 ملعبًا متطورًا، منها 11 ملعبًا جديدًا بالكامل، حيث ستضم الرياض 8 ملاعب مُخصّصة لاستضافة مباريات كأس العالم، بما فيها استاد الملك سلمان الجديد الذي يتسع لأكثر من 92 ألف متفرج، الذي من المقرر أن يستضيف المواجهتين الافتتاحية والنهائية للبطولة وعلى أن يُصبح الاستاد الرئيس الجديد للمنتخب السعودي.
وبالإضافة إلى ملعب الملك سلمان الجديد في العاصمة الرياض، فقد أُعلن إنشاء استاد الأمير محمد بن سلمان في منطقة القدية، الذي يعد تحفة معمارية بمدرجاته الثلاثية والإطلالة الخلابة على إحدى قمم جبل طويق، حيث يتميز الاستاد بتصميم مستقبلي مبتكر غير مسبوق عالميًا، وتكتسي معظم مساحات الواجهات الخارجية له بالزجاج الملوَّن وشاشات LED .
ومن الملاعب التي ستضمها مدينة الرياض أيضًا ملعب مدينة الملك فهد الرياضية الشهير الذي سيتم تطويره بأحدث المعايير العالمية، كما سيتم رفع سعته لأكثر من 70 ألف متفرج.
أما في جدة، فيتميز استاد وسط جدة الذي سيتم بناؤه، بتصميمه المعماري المستوحى من التراث المحلي والعمارة الخشبية التقليدية لمنطقة جدة البلد التاريخية، في حين سيُلبي الملعب الساحلي في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية احتياجات مجتمع المدينة النابض بالحياة بالإضافة إلى جمالية تصميمه الطبيعي المستوحى من الشعاب المرجانية المذهلة في البحر الأحمر.
وفي مدينة الخبر فسيتربع استاد أرامكو على شاطئ الخليج العربي، الذي يتسم بتصميم ديناميكي مستوحى من البحر، ويحاكي شكل الدوامات التي تظهر قبالة الساحل خلال أشهر الصيف، وتشمل العناصر المعمارية للملعب عدداً من الأشرعة المتداخلة والزخارف التي تحاكي شكل الأمواج الطبيعية، بما يتناغم مع البيئة الساحلية المحيطة به على شواطئ المملكة.
ويشهد استاد جامعة الملك خالد بمدينة أبها، المستخدم من قبل الجامعة حاليًا، أعمال توسعة مؤقتة لزيادة سعته إلى أكثر من 45 ألف متفرج، بهدف استخدامه لاستضافة مباريات كأس العالم FIFA 2034™️، بالإضافة إلى ذلك، ستركز عملية التجديد على تحديث البنية التحتية ومراعاة الإرث المستدام للملعب.
ومن المنتظر أن يكون استاد نيوم الملعب الأكثر تميزًا على مستوى العالم، حيث يتواجد على ارتفاع يزيد عن 350 مترًا ضمن هيكل ذا لاين، ويوفر تجربة استثنائية وغير مسبوقة لحضور مباريات كرة القدم، وتشمل المصادر الأساسية لإمداد الملعب بالطاقة كلاً من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وهو ما يعد نقلة نوعية تاريخية على مستوى الملاعب في العالم بأسره.
لم يكن إعلانًا عاديًا استضافة المملكة العربية السعودية أكبر تظاهرة رياضية كأس العالم 2034، بل إعلاناً يجسد روح العصر وهزيمة المستحيل وصناعة عالم من تحقيق الأحلام وتنفيذ الأفكار وأثمن المعاني. إنه الحدث الذي سيجمع العالم تحت سماء العبق السعودي الممتلئ بالشغف والطموح والعبقرية وقوة الإرادة السياسية والشعبية ونتاج رؤيتها 2030 التي أصبحت مضرب مِثال لكل دول العالم.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.