مدير الفرنسي للدراسات : قرار المحكمة الفرنسية بشأن لجوء فلسطينية من غزة يعكس ازدواجية مؤلمة بين القانون والواقع

قالت الدكتورة عقيلة دبيشي، خبيرة العلاقات الدولية ومدير المركز الفرنسي للدراسات وتحليل السياسات، إن قرار المحكمة الفرنسية بمنح صفة لاجئ لفلسطينية من غزة يُعدّ “تحوّلاً نوعيًا على الورق”، لكنه يعكس في جوهره فجوة أخلاقية وإنسانية بين لغة القضاء الأوروبي، وحقيقة المعاناة اليومية في غزة.

اعتبرت دبيشي، في بيان لها، أن الحكم — الذي أقرّ أن سياسات الاحتلال في غزة ترقى لاضطهاد قومي يستدعي الحماية الدولية — يمثل في ظاهره تقدمًا قانونيًا نادرًا، لكنه لا يغيّر شيئًا من مأساة من لا يزالون محاصرين داخل القطاع، قائلة: “اللجوء، في فلسفته، ليس مجرد صفة تُمنح بعد الوصول، بل هو أولاً حق في الوصول ذاته. وغزة اليوم بلا ممر، بلا منفذ، بلا حماية”.

وسخرت دبيشي من المفارقة القانونية قائلة: “أن تمنح دولة متقدمة صفة لاجئ لغزي لا يستطيع الوصول إلى أراضيها، يشبه أن تمنح جائعًا بطاقة طعام في بلد لا يستطيع دخوله”.

وشددت على أن الحديث عن تحوّلات قانونية دون إنشاء ممرات إنسانية آمنة مجرد “تجميل لمواقف سياسية غير راغبة فعليًا في تحمل مسؤولية الحماية”، لافتة إلى أن الحصار على غزة، ونظام التنسيق الأمني، والتصنيفات التعسفية، كلها تجعل من مجرد التفكير في الخروج ضربًا من الخيال.

واختتمت بالقول: “فرنسا، وأوروبا عمومًا، بحاجة إلى ما هو أكثر من أحكام محاكم،، تحتاج إلى خطة حقيقية لإجلاء الحالات الإنسانية، وتأمين ممرات آمنة، وربط القانون بالفعل، أما الاكتفاء بالإقرار القانوني فقط، فهو لا يحمي أحدًا، ولا يغيّر من حقيقة أن غزة… ما زالت سجنًا مفتوحًا يشاهده العالم من خلف شاشات القيم المجردة”.


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

اترك تعليقاً

🔔
error: المحتوى محمي !!
دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً
العربيةالعربيةFrançaisFrançais