زمن رجاله يمارسون العهر الإعلامي أكثر من نسائه

“لا شئ أسوء من خيانة القلم .. فالرصاص الغادر قد يقتل أفرادآ .. بينما القلم الخائن قد يقتل أمماً”
كلما أبصرت ما يحدث بواقعنا الإعلامي العليل ، تعود الذاكرة إلى صفحات قصة سالومى التي رقصت عارية في حفل الملك عزرا بناء على نصيحة أمها الملكة هيروداس .
كان النبي يوحنا دائم الانتقاد للملكة المنحلة فأرادت هيروداس الانتقام منه ، و أوعزت إلى سالومي بعد أن تخلب لب الملك ، وتثير أحط غرائزه ، وقبل دخولها لفراشه ، أن تشترط عليه رأس يوحنا .
في قصة سالومى تحاول الأم لفت نظر الابنة ، صاحبة تجارب العشق الكثيرة ، والتي تنقلت من مخدع لآخر ، إلى الملك الذى يسيل لعابه عليها ، وترد عليه بصدق:
( لقد ضاجعت نصف رجال القاعة ، ولا أتذكرهم )
هذه الجملة الموحية هي مفتاح شخصية أي عاهرة تتقلب في المخادع ولا تتذكر من يطأها أو من يهم بها ، جسدها هو تجارتها ، وفى العادة ينسى البائع الزبون

العاهرات في زمننا هذا ليسوا فقط من يمتهن الدعارة أو كما كان يطلق عليهن في الجاهلية أصحاب الرايات الحمراء ولكنهن أصبحن كثيرات ، بعضهن إحترفن السياسة ، وأخريات دخلن التجارة ، وابتلينا ببعضهن في الإعلام ؟!
من المفروض ألا أستخدم التأنيث فقط ، فالعهر حاليا أصبح رجاله أشد فساداً و تلونا من نسائه .
وكما تنكر العاهرات ماضيهن ، فإن عواهر السياسة والإعلام والمال يتصورون أيضا أنهم أطهار أبرار ثوار ، مع أنهم أحقر الخلائق .
إن عواهر اليوم إنحنوا فيما قبل لمن دفع أكثر ، منهم الرأساء واعضاء حكومات وبالطبع جلهم رجال أعمال .
هؤلاء باعوا دماء المواطن وقدموهم قربانا لمليونير فاسد ومستهتر أو حاكم لا يفرق عنه شيئ.
ولا زال العهر الإعلامي مستدام بخلع أثوابه ، فكلما زادت الأرقام في الشيكات ازداد التبجح بإظهار العورات .
وحتى الان تحت حذاء السياسة والمال السياسي وينجبون لهم ما يريدون وما يأمرون وحتى دون أن يريدون او يأمرون .
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.