الأخبارصحة

المتحورة دلتا تلقي بظلالها على الاقتصاد الأميركي

بعدما تلاشت الآثار الأولى لحملات التطعيم وجفت المساعدات الحكومية للأميركيين، تلقي المتحورة دلتا بظلال متزايدة على الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة

فقد تراجع استهلاك الأميركيين بشكل أكبر بكثير من المتوقع في تموز/يوليو. وانخفض إنفاقهم بنسبة 1,1 بالمئة عما كان عليه في حزيران/يونيو، وفق أرقام وزارة التجارة الأميركية التي نشرت الثلاثاء 17 أغسطس 2021.

وهذه البيانات مهمة لتقييم صحة أكبر اقتصاد في العالم لأن الإنفاق الاستهلاكي يمثل ثلاثة أرباع إجمالي الناتج المحلي ويشكل محرك النمو.

ويلخص الخبير الاقتصادي جويل ناروف الوضع قائلا “ذهب الناس كثيرا إلى المطاعم واشتروا أجهزة إلكترونية ومنزلية لكن هذا كل شيء”.

وبالتأكيد كان هناك تأثير كبير لإنتاج السيارات الذي ما زال يتباطأ بشدة بسبب نقص أشباه الموصلات ويتسبب في انخفاض مبيعات السيارات الجديدة.

كما أن مشتريات الملابس وكذلك معدات البناء والبستنة تسجل تراجعا.

لكن محطات الوقود تعمل بشكل جيد وذلك بفضل ارتفاع أسعار المحروقات منذ أشهر.

 انتهاء المساعدات

سجل الاقتصاد الأميركي قفزة كبيرة في الربيع، عندما أتاحت حملة التطعيم إمكانية العودة إلى القاعات الداخلية للمطاعم والحانات والسفر الجوي والإجازات في الفنادق من دون قيود كبيرة.

وكان هذا الإنفاق مدعوما بشيكات حكومية دفعت في آذار/مارس ونيسان/ابريل وإعانات البطالة السخية التي منحت لملايين العاطلين عن العمل، وتم تمديدها.

لكن هذه المساعدات يجري إلغاؤها تدريجيا وهذا ما تم في نصف الولايات الأميركية حتى الآن وسيشمل كل البلاد بحلول مطلع أيلول/سبتمبر.

وقال جيسون فورمان المستشار الاقتصادي للرئيس السابق باراك أوباما لوكالة فرانس برس إن المتحورة دلتا هي التي تهدد بإبطاء الانتعاش، ويمكن أن تنقل الاقتصاد الأميركي “من نمو سريع جدا إلى مجرد نمو سريع”.

واضاف “أعتقد أن هذا سيؤثر على الاقتصاد لكن ليس إلى درجة أن النمو سيكون سلبيا مرة أخرى أو نخسر وظائف من جديد”.

من جهته، رأى إيان شبردسون الخبير الاقتصادي في مجموعة بانثيون للاقتصاد الكلي (بانثيون ماكروايكونوميكس) أن المتحورة “بدأت تؤثر … على المطاعم والسفر الجوي في نهاية تموز/يوليو”.

وهو يتوقع عواقب أقوى في آب/أغسطس معولا على زيادة بنسبة 3% في الإنفاق الاستهلاكي في الربع الثالث، مقابل تقديرات سابقة تتحدث عن 6%.

مشكلة كبرى”

يمكن أن يؤدي انتشار الفيروس مجددا إلى منع إعادة فتح المدارس أو إبطاء العودة إلى العمل أو حتى إجبار المطاعم والشركات على تقليص نشاطها مرة أخرى.

وقال جويل ناروف “هل يتباطأ الاقتصاد؟ نعم. هل هذه مفاجأة؟ لا. هل هناك ما يدعو للقلق؟ ليس بعد”، موضحا أن “المشكلة الكبرى التي تواجه الاقتصاد هي مرة أخرى الفيروس وهذا يقوض ثقة المستهلكين”.

وكان المستهلكون يعتقدون في الربيع أن الوباء يقترب من نهايته. لكن ثقتهم تراجعت في بداية آب/أغسطس إلى أدنى مستوى لها منذ نحو عقد حسب مؤشر جامعة ميشيغن.

وأكدت مجموعة وولمارت العملاقة للتوزيع أنها تراقب صعود المتحورة دلتا وقد نشرت الثلاثاء نتائج ربعية جاءت أفضل مما كان متوقعا ورفعت تقديراتها للنمو في 2021.

وكانت المجموعة التي تحتل المرتبة الأولى في قطاع التوزيع في الولايات المتحدة، أعلنت إعادة فرض وضع الكمامات في المناطق التي ينتشر فيها الفيروس وأجبرت موظفيها في مقرها على تلقي لقاح ضد كورونا قبل الرابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وقال جويل ناروف إنه “من المثير للاهتمام أن هذه الأرقام السلبية تأتي في الوقت الذي يخطط فيه الاحتياطي الفدرالي للإعلان عن نيته خفض مشترياته من الأصول”.

وفي الواقع قد يعلن البنك المركزي الأميركي اعتبارا من أيلول/سبتمبر الوتيرة التي سيتبعها لإبطاء دعمه للاقتصاد تدريجيا.


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

د. هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، إضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام، يشغل منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان بكندا، و رئيس تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المواقع الأخرى.هاني خاطر صحفيًا ومؤلفًا ذو خبرة عميقة في مجال الصحافة والإعلام، متخصصًا في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات، يركز في عمله على تسليط الضوء على القضايا المحورية التي تؤثر على العالم العربي، ولا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية.على مدار مسيرته المهنية، نشر العديد من المقالات التي تتناول انتهاكات حقوق الإنسان والحريات العامة في بعض الدول العربية، فضلًا عن القضايا المتعلقة بالفساد الكبير، يتميز أسلوبه الكتابي بالجرأة والشفافية، حيث يسعى من خلاله إلى رفع مستوى الوعي وإحداث تغيير إيجابي في المجتمعات.يؤمن هاني خاطر بدور الصحافة كأداة للتغيير، ويعتبرها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومحاربة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمع أكثر عدلًا وإنصافًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً