صعود سلم حجري من عشرين درجة في مبنى أقيم قبل حوالي 150 عاما كافية لتأخذك في رحلة لتاريخ مدينة الخليل في الضفة الغربية على مدار 6500 عام
عملت لجنة إعمار الخليل بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” وبتمويل من دولة السويد على إعادة ترميم مبنى “فندق فلسطين” وتحويله إلى “متحف الخليل القديمة”.
ويقع المبنى في البلدة القديمة وهو مبنى مميز من حيث الطراز المعماري إذ يعكس سمات العمارة الحديثة التي بزرت أوائل القرن العشرين.
وقال عماد حمدان رئيس لجنة إعمار الخليل “هذا المبنى بحد ذاته متحف بدون مقتنيات.. مجرد النظر إليه فهو عبارة عن تحفة، كنا سعداء جدا بترميمه لأنه تم الحفاظ على جزء من الموروث الثقافي الذي تنعم فيه البلدة القديمة”.
وأوضح حمدان أن “المبنى عمره 150 سنة وهو أول فندق تم بناؤه في الخليل، عُرف لفترة طويلة باسم فندق فلسطين، وبعدها تم استخدامه كمشغل للأحذية قبل أن يتعطل منذ حوالي 25 عاما مع تعطل الحياة في البلدة القديمة”.
وقال إنه ضمن جهود لجنة إعمار الخليل لإحياء البلدة القديمة وتنشيط السياحة فيها، كان لا بد من إقامة هذا المتحف وهو ليس متحفا بالمعنى التقليدي.
وأضاف “مساحة المتحف الداخلية لا تسمح أن يكون فيها الكثير من المقتنيات الأثرية والتراثية لأنها تعيق الحركة، لذلك قررنا أن يكون هذا المتحف تفسيريا” يشرح تاريخ المدينة من خلال لوحات كبيرة على الحوائط أو صور أو لقطات فيديو.
ويضم المتحف مخطوطات وخرائط وصورا وفيديوهات يتم عرضها بطريقة تخلق تفاعلاً بين الزائر والمتحف.
ويبدأ المتحف بسرد زمني منذ عام 4500 قبل الميلاد وكل المراحل التي مرت فيها مدينة الخليل التي أدرجت على قائمة التراث العالمي لليونسكو وقائمة التراث العالمي المعرّض للخطر في عام 2017.
ويذكر المتحف في إحدى لوحاته أن الخليل شهدت “أول استيطان بشري غير متمدن قوامه الزراعة والرعي في فترة العصر الحجري النحاسي الممتدة من 4500 – 3200 قبل الميلاد إذ تم العثور على كهوف ومغاور في السفوح الشرقية السفلى من تل الرميدة” بالمدينة.
وينتقل المتحف بعد ذلك في توثيق مكتوب ومصور للعديد من المراحل التي مرت بها المدينة وصولا إلى دخول السلطة الفلسطينية إليها في العام 1997.
ويدعم المتحف بعض المراحل بمواد أثرية صغيرة الحجم من الأواني الفخارية والأدوات التي استخدمت في الحياة اليومية إضافة إلى العملات المعدنية لبعض العصور.
ويضم المتحف قسما خاصا عن الحرم الإبراهيمي يحتوي على مواد مكتوبة وأخرى مصورة وأفلام فيديو.
ويمكن لزائر المعرض أن يتعرف على نشاطات لجنة إعمار الخليل من خلال زاوية تضم مجموعة واسعة من الصور لنشاطات اللجنة وأعمال الترميم التي تقوم بها في المدينة.
وافتتح المتحف رسميا أمام الجمهور الأسبوع الماضي، وقال حمدان إن الدخول للمتحف سيكون مجانا في هذه المرحلة وقد يتم فرض بعض الرسوم في وقت لاحق على السياحة الأجنبية.
وقال يوران بولسن مدير التعاون التنموي السويدي في حفل الافتتاح إن الشراكة بين السويد واليونسكو بدأت في 2012، وساهمت بإعادة تأهيل 75 موقعا تراثيا ثقافيا في مختلف المدن والقرى الفلسطينية بمبلغ إجمالي يفوق 18.29 مليون دولار، ومتحف الخليل القديمة هو آخر هذه الانجازات.
ونقل الموقع الرسمي لليونسكو عن نهى باوزير ممثلة المنظمة في فلسطين وصفها لمبنى المتحف” بالتحفة الشاهدة على مهمة ومبادئ اليونسكو الفريدة، حيث تم المزج بين الحفاظ المعماري والحفاظ على رواية أهل مدينة الخليل وقصص الماضي والحاضر”.
وذكر موقع اليونسكو أن أعمال إعادة تأهيل المتحف بدأت في عام 2018، بتمويل من السويد، كعرض لتاريخ الخليل الغني والحياة المعاصرة هناك.
وأضاف الموقع “قدمت اليونسكو الدعم الفني للجنة إعمار الخليل في التوثيق الشامل للمبنى وكذلك في توفير تصميم المتحف والأثاث والمعدات بالإضافة إلى دعم إعداد محتواه”.
ويأمل سكان البلدة القديمة في الخليل أن يساهم افتتاح المتحف في إعادة إحياء البلدة وتنشيط الحركة فيها.
وقال محمد النتشة صاحب محل بجانب المتحف “بدأ الناس بزيارة المتحف وإن شاء الله تزداد الحركة خلال الأيام القادمة”.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.