فتح باب التقديم للدورة التدريبية "تطوير مهارات الصحفيين من الأساسيات إلى التفوق" بمقاطعة كيبك بكندا من يوم 1 نوفمبر لمدة 30 يومًا حتى 1 ديسمبر ، لذا نحث الراغبين في التقديم على تجهيز المستندات اللازمة للتقديم، لمزيد من المعلومات بصفحة الانضمام الى البرنامج التدريبى.

فقط 1750$
إعلان

عزة النفس من سمات المؤمن

أ.د إبراهيم درويش يكتب:

0

يقول تعالى (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ)

بالعزة تنمو الفضائل وتنمحى الرذائل وبها تستجلب المكارم وتستدفع المكاره وبالعزة يرقى الفرد والمجتمع فلا ذلة لدنيا ولا خضوع لشهوة ولا خوف من ذي طغيان وهي إحساس يملأ القلب والنفس بالشموخ والاستعلاء والترفع وهي نابعة من الخير ولذلك فصاحبها يحترم المثل العليا ويقاوم الرذيلة ويناصر الفضيلة ويرجو الخير لكل الخلق، والعزة ليست تكبرا ولا تفاخرا وليست بغيا أو عدوانا ولا هضما لحق أعظم للإنسان وإنما هي الحفاظ على الكرامة والصيانة لما يجب أن يصان ولذلك لا تتعارض العزة مع الرحمة وفي القرآن الكريم ما يشير إلى هذا حيث وصف ربنا بهما معا في أكثر من موضع بكتاب الله ومن ذلك قوله تعالى: “وإن ربك لهو العزيز الرحيم” ولكي تتحقق للإنسان أو المجتمع هذه الصفة فلا سبيل إلى ذلك إلا بطاعة الله تعالى والسير على منهجه والاعتزاز بدينه وشرعته.

والعزة لا تطلب إلا من الله تعالى وهى تأتي بطاعته واجتناب معصيته قال تعالى:”من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه” سورة فاطر وقال تعالى:”بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما . الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا”

وليس هناك اجمل من عزة النفس…فبها تسمو روحك ويعلى شانك فكن عزيز نفس بمواقفك بايامك..باحلامك بمشاعرك بشخصيتك..ولاتجامل على حساب كرامتك

ولاتتنازل للدنيا من اجل موقف

وكن عزيز نفسك بكلامك واعتز كثيرا فالحياه تحتاج كبرياء وعزة نفس

عندما تتوقف عن بذل نفسك لمن لا يستحقك، عندما تحفظ كرامتك .. عندما تكون عزة نفسك اغلى من حياتك….

إن الحديث عن عزة النفس هو حديث عن القيم الإنسانية الراقية ..وهو حديث عن قاعدة البناء الاخلاقى التى تمنح الإنسان مناعة نفسية واحساسا بالشرف ..وهى نوع من الممانعة ضد النفعية الذاتية والمقاومة أمام الاغراءات القائمة والاكراهات المجتمعية السائدة .

وعزة النفس هى تحصين النفس فى ظل مجتمع المصالح الذى يكثر فيه المدح الذائف .. والنفاق المبتذل …

والتى جعلت المعتز بنفسه .. عرضة للتبخيس والاقصاء .فى مقابل ذلك نجد التشجيع والاحتواء يمنحان لمن يتخلى عن عزة نفسه .. ويتنازل عن مبادئة وقيمه ..

.ومما لاشك فيه أنه لاقيمة للأشياء التى لا تنال بعزة نفس .. والحياة قصيرة ..

و لا قيمة للعيش فيها بدون عزة نفس

ولا تأتى عزة النفس دون جهد يبذله الانسان ..ضد نفسه وضد رغباته

فهى ثمار طيبة لمجموعة من القيم الطيبة التى تربى الإنسان عليها …وصفات تم غرسها فى شخصية الإنسان تجعله حامدا.شاكرا راضيا . يواجه الحياة بصراحة وبشجاعة وقوة ..

كما يمتلك القدرة على نقد ذاته وتقيم مواقفه وكلماته وخطواته بشكل دائم ويصوب نفسه اولا بأول وله القدرة على اتخاذ قراراته .

وأرقى أنواع عزة النفس هو الصمت .. في الوقت الذي ينتظر منك الجميع الأنفجار بالكلام .فى المواقف المحزنة …فكثيراً ما يكون الصمت أبلغ من الكلام….

أو أن تقل وداعاً حين تشعر أن المكان لم يعد مكانك ..ولاتجعل أول إهتماماتك بمن جعلك آخرها ..ولا تشدَّ على يدِ من أرادَ الرحيل ..ولا تجعل نفسك مثيراً للشفقةِ

تركضُ وراءَ من يهربُ منك ..كُن عزيزاً بنفسِك .فمن كانَ لك عابراً كُن لهُ عابراً

وأن تمثل دور المكتفي من كل شيء

وأنت بأمسِّ الحاجةِ لكل ” شيء”وأن لا تطلب الشيء مرتين ..إلّا من الله وحده

ولا تطرقُ باباً أغلق في وجهك يوماً ما

فبابٌ غير باب اللهُ..لا يستحق أن يطرق أكثر من مرة..

وعليك أن لا تكرم من أهانك، ولا تحنو على من قسى، ولا تحن لمن باع، ولا تلجأ لمن أضل طريقك عمداً، ولا تشتاق إلى من استغنى

وان تبقى وحيدا إن لزم الأمر ،ولا تدخل حياة من لايحتاجك ،ولا تفرض ذاتك على من يرفضك ، وعليك أن ترحل متألماً شامخاً خير من أن تبقى مستمتعا و ذليلاً ..فمن لا يشعر بسعادة في قربك..تأكد ستكون سعادتك في بُعده ..

ولا تجبر أحداً على الاهتمام بك والسؤال عنك فمن يحبك حقاً سيبحث عنك.

كما لو كان يبحث عن شيءٍ ثمينٍ ضاع منه

فـ الاهتمام صفة لا يمكن لأحد أن يتصنعها

فلا تحاول أن تجبر أحداً على الاهتمام بك

فتصبح كمن يسقي شجرةً صناعية

وينتظر منها أن تثمر!

ولا تعنى ‏عزة النفس انك تملك لساناً ساخراً

وطبعاً متكبراً…أو قلبا قاسيا.

بل عزة النفس هي ان تبتعد عن كل ما

يقلل من احترامك وقيمتك..‏وفي حقِّ ذاتِك كُنْ عزيز نَفس…

وعزيز النفس يعرف قدره جيدا ويدرك أنه مسؤول عن كافة أفعاله في تجنب الأفعال السيئة ويتمسك بكل ما يرفع من شأنه ويحترم ذاته ولا يجعل نفسه محل سخرية من الأخرين فهو يعلم حدوده جيدا ولا يتخطاها وفي نفس الوقت لا يسمح لأي أحد بأن يتجاوزها كما أنه يعتمد علي نفسه ولا يحمل الآخرين أعبائه..

ومن المهم أن تدرك أن ليس كل تراجع وانسحاب هزيمة، بل قد يكون هو الانتصار بعينه عندما تبتعد عن أرض لا تناسب بذور روحك،

عندما تُغيّر وجهة الطريق الذي لا يوصلك نحو هدفك،

وابتعد عن الأشخاص الذين يسفهون آمالك.. فصغار الناس يفعلون ذلك اماالعظماء من الناس هم من يشعرك

أنك أنت أيضا…قادر على أن تكون عظيما

 

فلا تسمح لأحد أن يحبطك…لا فكريا ولا عمليا ولا عاطفيا..ولا تسمح لهم أن ياخذوك لزاوية التعساء…ولا تسمح لأحد أن يقلل من شأنك…..اجعل كل ما يخصك عظيماً

وحين يكون الاقتراب يجرح الكرامة …والابتعاد يدمي القلب ..

عندما تكون معلقا بين السماء والارض ولا تدري ماذا تفعل ….عندما يكون الخيار بين قلبك وكرامتك..لا تفكر كثيراََ إختر كرامتك

ومن أجمل ما قيل في عزة النفس :

هجرت بعض احبتي طوعاً لأنني

رأيت قلوبهم تهوى فُراقي

نعم أشتاق لكن …وضعت كرامتي فوق إشتياقي .. وأرغب في وصلهم دوماً

ولكن طريق الذل لا تهواه ساقي.

ويقول اخر …

أَنَا إنْ عِشْتُ لَسْتُ أعْدَمُ قُوتا

وَإذا متّ لَسْتُ أعْدَمُ قَبرَا

همتي همَّة الملوكِ ونفسي

نَفْسُ حُرٍّ تَرَى الْمَذَلَّة كُفْرَا

ويقول اخر ….

ولَسْتُ بَهَيَّابٍ لمنْ لا يَهابُنِي

ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليا

فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتي

وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيا

كِلاَنا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَاتَه…..

وَنَحْنُ إذَا مِتْنَا أشَدُّ تَغَانِيَا…….

ويقول الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه

صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها

تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَميلُ

وَلا تُرِينَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّلاً

نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليلُ

وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَدٍ

عَسى نَكَباتِ الدَهرِ عَنكَ تَزولُ

يَعِزُّ غَنِيُّ النَفسِ إِن قَلَّ مالُهُ

ويَغنى غَنِيُّ المالِ وَهوَ ذَليلُ

وورد عن ن النبى صلى الله عليه وسلم قوله (اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بالمقادير.)

ومن دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- “اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك فإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت”

بقلم .. أ.د إبراهيم درويش وكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية

 


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً