
رمضان موسم عظيم من مواسم الطاعة خصه الله بأن أنزل فيه الكتب السماوية على رسله (الذبور والتوراة والإنجيل والقرآن االكريم ) يقول تعالى (شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن )..وكتب الله على المسلمين فيه الصيام الركن الرابع من الاسلام يقول تعالى ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه).. وشهر القيام يقول صلى الله عليه وسلم ( من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر الله له ماتقدم من ذنبه) .وفيه ليلة القدر…ليلة العبادة فيها افضل من عبادة اكثر من ثلاثة وثمانون عاما ليس فيهم ليلة القدر ..
لذا المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يترقبون حلول شهر رمضان المبارك.. ويسألون ربهم ان يبلغهم هذا الشهر الفضيل
حتى يغشاهم الله بنفحاته وبركاته وخيراته فشهر رمضان أفضل فرصة للتوبه والأوبه والرجوع إلى الله والتقرب منه وتعديل السلوك وتهذيب النفس، والوصول الى طمأنينة القلب وصفاء النفس ..
خاصة وان الكون كله بيكون فى حالة عبادة فقد صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت ابواب الجحيم وفتحت ابواب الجنان وتتنزل رحمات ومغفرة الرحمن ولله فى كل ليلة عتقاء من النيران وتتنزل الملائكة تصافح القائمين والقانتين و الذاكرين ..والمسلم الذى يعيش فى مجتمع اسلامى عامة او يعيش فى مصر خاصة بيكون حاله أفضل لأنه يستشعر جماعية الطاعة. فرمضان فى مصر له طقوس خاصة تظهر فى كل مكان
فعندما تشهد الجموع من حولك صائمين وكلهم يتدفقون إلى صلاة التراويح والجميع يتنافسون في الذكر واطعام الفقراء و فعل الخيرات. يُحدث تأثيرا قويا في تهذيب النفوس وتصفية القلوب ..
من مكارم شهر رمضان الأتى ؛؛
١- رمضان شهر الفضائل الذى يبعث فى النفس مكارم الاخلاق. وتحقيق التقوى ويعلم الصبر والايثار وخلق المراقبة …فهو شهر يهذب النفس ويطهرها من شهواتها الحسية والمعنوية و يشعرها بالسمو الإيماني، وبالتحرر من أسر العادات خاصة العادات السيئة ، ويصقل الأرواح وينقّيها كما ينقي الأبدان.
٢- شهر يؤدى الى صفاء النفس وطهارة القلوب والبُعد عن قبيح القول والعمل، وترك كل مفاسد الأخلاق التي تفرّق الجماعات وتُشعر الناس بالخوف. .و علاج لكثير من امراض النفوس وامراض القلوب فهو شهر يُعيد البسمة إلى النفوس التي تشعر فيه بالأمن والسلام والطمأنينة، يشعر فيه المبتسم بحلاوة ابتسامته،، والمعطي بحلاوة عطائه،والمتصالح مع خصومه بحلاوة الصلح .
٣- شهر رمضان يتحرر المؤمن فيه من العادات السيئة والسلوكيات الخاطئة ويكون قادر على تكييف نفسه وتوجيه إرادته ….و يستشعر فيه المؤمن بلذة الطاعة وحلاوة القرب من الله وتشرق النفس على العطاء والحب والنقاء وترتقي النفس من درجات الايمان وتشعر بان هناك نورا يصقل النفس ويهذبها وتسمو النفس والروح وتصبر على احتمال المشاق وتعطف على الفقراء والمحتاجين وتزكي النفس.
٤- شهر طاعة وعبادة ..فيكون المسلم غيه مشغولا طول ليله ونهاره بعبادة ربه سبحانه وتعالى فهو بين الصيام وقراءة القرآن والقيام وبين صلة الرحم والبذل والجود ومعاونة أخيه المسلم.
شهر رمضان باعث للنفس على الإنتاج والعمل دون انقطاع وهو شهر بهجة وسعادة للقلوب بالقيام والذكر وتلاوة القرآن
٥- شهر يعلم الجود..والعطاء فكما تعودنا الحرص على المال أصبحنا مطالبين بالبذل والتصدق ودفع زكاة الفطر،
٦- شهر رمضان فرصة لأن يكون لك ذكر في السماء صوت معروف من عبد معروف ، وفرصة لمضاعفة الحسنات ومحو السيئات، ولنيل فضائل عديدة إذا ضيعت ولهيت ولم تنلها في رمضان فمتى ستنالها؟ولن ينالها الانسان الا اذا كانت لديه ارادة وعزيمة على التغير .. لذا إذا لم يرجع المسلم لربه في رمضان فمتى يعود؟ ..واذا لم يتب عن المعاصى والذنوب فى رمضان متى يتوب !
وختاما. ماأجمل ان نغتنم هذا الشهر الفضيل ونبدأ بأن نحمد الله على أن مد فى أعمارنا حتى نشهد هذا الشهر الكريم وان نقبل على الله بفعل الخيرات لعلّ وعسى ان تُصيبنا نفحة من نفحات رمضان وينظر الله لنا نظرة رحمة ورضا لا نشقى بعدها أبدًا …
اللهمَّ وفقنا لإغتنام لحظاتِه، وأنِلنا من رحماتِه، وأنزل علينا من بركاته، وأجعله شهرًا للخير مليئ بالأفراح والمسرّات، فائزين فيه بِعفوك و العتق من النار.
بقلم .. أ.د / إبراهيم حسينى درويش أستاذ المحاصيل الحلقية ووكيل كلية الزراعة السابق بجامعة المنوفية
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.