وساطات ترامب بين الحقيقة والوهم.. هل أنهى 8 حروب فعلا؟
من إفريقيا إلى أوكرانيا: وساطات "ترامب" لم تُنهِ الحروب

يقدّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه باعتباره راعي السلام في القرن الحادي والعشرين، مؤكدًا أن وساطاته الدبلوماسية نجحت في إنهاء ثمانية حروب وصراعات ممتدة حول العالم.
ويروّج ترامب لهذه الوساطات بوصفها إنجازات تاريخية تعكس قدرته على فرض الاستقرار الدولي، إلا أن المتابعة الدقيقة لمسار هذه النزاعات تكشف فجوة واضحة بين الخطاب السياسي والواقع الميداني.
في إفريقيا، روّج ترامب لاتفاق واشنطن بين الكونغو الديمقراطية ورواندا باعتباره نهاية لصراع دموي استمر لعقود بحسب رؤية الإخبارية، غير أن المعارك استمرت بسبب استبعاد أطراف فاعلة، أبرزها حركة “إم 23”.
كما شهدت مناطق أخرى انهيارًا سريعًا لاتفاقات مماثلة، ما أبرز أن التفاهمات السياسية الجزئية لم تنجح في معالجة جذور النزاعات أو فرض التزامات ملزمة على جميع الأطراف.
وفي ما يخص الحرب الروسية الأوكرانية، كرر ترامب أنه قادر على إنهاء النزاع “في يوم واحد”، إلا أن العمليات العسكرية ما تزال متواصلة، وسط تعقيدات جيوسياسية عميقة وتشابك مصالح دولية كبرى، ويرى محللون أن طبيعة هذا الصراع تتجاوز قدرة أي وسيط منفرد، ما يجعل تلك التصريحات أقرب إلى الوعود السياسية منها إلى حلول قابلة للتنفيذ.
أما في الشرق الأوسط، فقد اعتبر ترامب وقف إطلاق النار في غزة والتهدئة بين إيران وإسرائيل إنجازات بارزة، إلا أن التطورات اللاحقة أظهرت هشاشة هذه الترتيبات، مع استمرار الضربات وغياب حلول للملفات الجوهرية.
ويخلص مراقبون إلى أن وساطات ترامب أسفرت في أحسن الأحوال عن هدنات مؤقتة، دون أن تنجح في إنهاء الحروب أو إرساء سلام مستدام.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.



