حكومة الهدم والولاء ولاية ترامب الثانية وإعادة صياغة الدولة الأمريكية

لم يكن عام 2025 مجرد سنة سياسية عادية، بل كان بمثابة “زلزال” أعاد فيه دونالد ترامب رسم ملامح واشنطن في ولايته الثانية، محولاً الولاء إلى معيار أوحد لشغل المناصب، ومطلقاً موجة تغييرات جذرية طالت الجيش والمؤسسات الفيدرالية والاقتصاد.
حكومة “الولاء” وإعادة الهيكلة
وقد استبدل ترامب نهج “الجنرالات” بفريق يوصف بـ “مجموعة الهدم وإعادة البناء”، وبرزت تعيينات مثيرة للجدل شملت إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي لقيادة لجنة (DOGE) لتقليص البيروقراطية حسب رؤية الإخبارية، وبيت هيجسيث للدفاع بهدف “تطهير” البنتاجون، وروبرت كينيدي جونيور للصحة، وماركو روبيو للخارجية بنهج صدامي، وحذر مؤسسي في وزارتي الخارجية والخزانة وفقاً لـ “فورين أفيرز”.
ثورة القرارات التنفيذية
منذ الساعة الأولى، وقع ترامب 15 أمراً تنفيذياً شملت:
• إغلاق الحدود وإعلان طوارئ الهجرة.
• الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ.
• وقف تمويل المدارس ذات “مناهج الجندر” وبدء تفكيك وزارة التعليم.
• العفو عن مداني اقتحام الكونجرس ووصفهم بـ “السجناء السياسيين”.
• إلغاء آلاف الوظائف الفيدرالية وتجميد التوظيف.
اقتصاد مضطرب وتحولات رقمية
أدت “رسوم يوم التحرير” الجمركية إلى ضغوط تضخمية وارتباك في سلاسل الإمداد، وتفاقمت الأزمة بنقص العمالة جراء قيود الهجرة حسب شبكة رؤية الإخبارية، وفي المقابل دفع ترامب بمشاريع جذرية مثل إنشاء “احتياطي البيتكوين” ومشروع “الحرية للعملات المشفرة”، مع خفض الضرائب على الإكراميات.
الصدام مع المؤسسات والجيش
وشهد العام صداماً غير مسبوق مع البنتاجون، حيث أقال ترامب 15 ضابطاً رفيعاً، ونشر الجيش والحرس الوطني في المدن تحت “قانون التمرد” لمكافحة الجريمة وتأمين الترحيل، وهي خطوة اعتبرتها “نيويورك تايمز” الأخطر منذ حرب فيتنام، كما شنت الإدارة “حرباً ثقافية” بحظر الأعلام غير الأمريكية في المباني الحكومية وإلغاء مكاتب “التنوع والشمول”.
الهجرة الكبرى والإغلاق التاريخي
• الترحيل: انطلقت أكبر عملية ترحيل في التاريخ عبر “قانون الأعداء الأجانب” لعام 1798، مما أشعل صراعاً مع ولايات “الملاذ الآمن” مثل كاليفورنيا.
• الإغلاق: شهدت البلاد أطول إغلاق حكومي (43 يوماً) انتهى في 12 نوفمبر، بسبب الخلاف على تمويل “أوباما كير”، مما شل الدولة الفيدرالية لأسابيع.
الرد الشعبي: اكتساح ديمقراطي
في انتخابات نوفمبر 2025، تلقى البيت الأبيض صفعة سياسية بفوز الديمقراطيين في فيرجينيا (أبيجيل سبانبرجر) ونيوجيرسي، واستعادة ميامي، وفوز زهران ممداني كأول مسلم يقود مدينة نيويورك، وهو ما اعتبرته “فورين أفيرز” استفتاءً شعبياً ضد سياسات ترامب.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.



