استقبل فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- السفير جان كريستوف بوسيل، المستشار الديني للخارجية الفرنسية لبحث تعزيز التعاون.
وأكد مفتي الجمهورية خلال اللقاء أهمية مراعاة واقع البلدان عند إصدار الفتاوى، وإدراك الواقع إدراكًا جيدًا لأن الفتوى عليها عامل كبير في استقرار المجتمعات، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء المصرية تراعي ذلك مراعاة شديدة، وأنها أصدرت موسوعة تضم ألف فتوى باللغة الفرنسية استقبلت أسألتها من فرنسا وغيرها من الدول الناطقة بالفرنسية، وراعت عند الإجابة عليها الواقع والسياق في هذه البلاد.
وأضاف فضيلته أن الإسلام يحث على عمارة الأرض والاندماج الإيجابي بين البشر، لافتًا الانتباه إلى أننا دائمًا ما نوصي الجاليات المسلمة في الغرب بأن يكونوا أعضاءً فاعلين في مجتمعاتهم مندمجين فيها، وأن يكون لهم دور حقيقي في بناء المجتمع واحترام قوانينه مع الحفاظ على هويتهم الإسلامية.
وأكد مفتي الجمهورية أهمية تدريب وتأهيل أئمة المساجد ورؤساء المراكز الإسلامية في الخارج على كيفية تصحيح المفاهيم ومواجهة الفكر المتطرف وتحصين الشباب من الوقوع في براثن الجماعات المتطرفة ذات الأغراض السياسية، مضيفًا أن دار الإفتاء المصرية من خلال الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم عقدت مؤتمرًا دوليًا حول: “التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد في الخارج” وقامت بالفعل بتدريب دفعتين من أئمة بريطانيا وكذلك عدد من أئمة الدول الإفريقية وروسيا الاتحادية.
وأشار فضيلة المفتي إلى أن دار الإفتاء المصرية أدانت بشكل قاطع جرائم القتل والاعتداءات التي وقعت عقب قيام مجلة شارلي إبدو بنشر رسوم مسيئة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وللمسلمين، وفي ذات الوقت أبدت رفضها التام والشديد للإساءة للمقدسات الإسلامية، مؤكدًا ضرورة احترام المقدسات الدينية ومراعاة المشاعر الإنسانية التي تتأذى من الإساءة إليها.
من جانبه أشاد المستشار الديني للخارجية الفرنسية بالمجهودات التي يقوم بها فضيلة المفتي ودار الإفتاء من أجل نشر صحيح الدين الإسلامي ومواجهة الفكر المتطرف، مثمنًا إصدار الدار لموسوعة الفتاوى باللغة الفرنسية، التي اطلع عليها بنفسه، وأكد أهميتها الكبيرة خاصة للشباب الذين قد يكونون تائهين في نظرتهم للدين الإسلامي، ولتوضيح بعض الأفكار والمفاهيم عن حقيقة دينهم وتنمية قدراتهم على فهم المسائل الدينية.
كما أكد على تأييده لأهمية تدريب أئمة المساجد الإسلامية وأنه موضوع رئيسي تهتم به الحكومة الفرنسية، حيث تشجع المراكز الإسلامية على إنشاء معاهد لتدريب الأئمة، وإنشاء شراكات مع الجامعات العامة التي تمدهم ببرامج تكميلية في تخصصات أخرى مثل علم النفس وعلم الاجتماع والقانون وغيرها والتي تعينهم على مهمتهم.
وعبر السفير عن احترام الحكومة الفرنسية للديانة الإسلامية وللمسلمين، مؤكدًا أن بعض الأفعال التي تحدث مثل واقعة مجلة “شارلي إبدو” لا تعبر عن وجهة نظر الحكومة الفرنسية ولكنها تعبر عن وجهة نظر صاحبها.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.