إجتماعياتمنوعات

“قضايا المرأة” تختتم حملة “للعنف ثقافة” وتطرح العديد من التوصيات

تختتم مؤسسة قضايا المرأة المصرية فعاليات حملة “للعنف ثقافة” والتي تم تدشينها في ضوء حملة ال16 يوم من النشاط لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي والتي تبدأ من 25 نوفمبر وحتى 10 ديسمبر من كل عام، حيث هدفت الحملة إلى مناقشة أثر الثقافة السائدة وعلاقتها بزيادة معدلات العنف والتمييز ضد النساء والفتيات، كما سلطت الضوء على مدى انعكاس تلك الثقافة على العديد من الممارسات و التطبيقات الهامة التي تؤثر على حياة النساء.
ناقشت الحملة بعض الأمثال الشعبية التي ترسخ من النظرة الدونية تجاه النساء والفتيات عن طريق تحليل التأٌثير الاجتماعي والنفسي الناتج من انتشار هذه الأمثال، كذلك ناقشت الحملة دور الثقافة في التأٌثير على الفقه الإسلامي حيث أظهرنا التباين بين التعاليم الإسلامية في السيرة النبوية أو في القرآن وبين التفاسير الفقهية لهذه التعاليم، فظهر تبرير العنف ضد النساء بالرغم من خلو السيرة النبوية من هذه الأفعال، وكذلك تفسيرات التعدد والتي قيدها القرآن ولكن الفقهاء أباحوها بشكل تام وتجاهل الفقهاء تفسير نفقة المتعة والتي تعني في الأساس تعويض النساء عن الطلاق وهو ما نتج عنه تفسير المجتمع لها بأنها نظير تمتع الرجال بالنساء وخاصة في ظل تعريف عقد الزواج بأنه عقد نكاح وأيضا تناولنا اغتصاب الزوجات الذي نهى عنه الرسول وحرمه ولكن الفقهاء اعترضوا على المفهوم بل وبرروا له.
كذلك تناولت حملة “للعنف ثقافة” بعض القوانين التي أبرزت ثقافة المشرع الذكورية والتمييزية ضد النساء حتى وان تعارضت مع الشريعة أو الدستور، فناقشنا في الحملة بعض نصوص قانون العقوبات التي تتناول جريمة الزنا والتي تميز في العقوبة بين النساء والرجال وحتى في إجراءات الاثبات، والمادة 17 من قانون العقوبات التي يتم استخدامها لتبرير العنف ضد النساء باسم الشرف والمادة 60 التي تبرر استخدام العنف ضد الزوجات والأبناء تحت مسمى “الحق الشرعي للتأديب”، كما تناولنا ضرورة إباحة الإجهاض في حالات الاغتصاب واغتصاب وزنا المحارم لما لهذا الحمل من تأٌثير سلبي للأم والطفل خاصة أن هنالك فتوى من شيخ الأزهر الأسبق الشيخ محمد سيد طنطاوي مؤيدة لهذا المنطق حيث نصت على “إن للمغتصبة الحق الشرعي في أن تجهض نفسها في أي وقت عندما يتبين أنها أصبحت حاملا نتيجة تعرضها للاغتصاب، وأنها لا تتحمل أي وزر إزاء تخلصها من ثمرة هذه الجريمة الوحشية، ولا تعتبر بأي حال من الأحوال قاتلة للنفس التي حرم الله تعالي قتلها إلا بالحق، وذلك استنادا لإقرار قواعد الشريعة الإسلامية بمبدأ الأعذار الشرعية”.
وتناولنا في نهاية الحملة تأثير الثقافة وانعكساتها على بعض الأعمال الدرامية سواء في السينما أو في الإعلانات والمسلسلات، كذلك نجد أن بعض المواد الإعلامية ترسخ للعنف والتمييز ضد النساء كما ترسخ بعض الإعلانات الدعائية لتسليع النساء.
وفي ختام حملة “للعنف ثقافة”، نأمل أن تكون هذه الحملة قد أنارت بعض التأثيرات الهامة التي تؤثر على النساء من خلال التشريع والسينما والفقه. كما نوصي بالآتي:
1- انشاء مفوضية مناهضة التمييز كما وردت في المادة 53 من الدستور
2- الالتزام بتنفيذ مادة 5 من السيداو والتي تنص على الزامية العمل على تطوير الثقافة المغلوطة والنمطية ضد النساء من قبل الدولة.
3- تعديل مواد قانون العقوبات الخاصة بالزنا بحيث تتساوى العقوبات بين الرجال والنساء طبقا للمادة 53 من الدستور والتي تنص على المساواة التامة أمام القانون وكذلك المواد 60 و17 لمنع استخدامهم في تبرير العنف ضد النساء، وتعديل مواد القانون التي تعرف الاغتصاب ليشمل الاغتصاب الأدوات والاغتصاب الفموي والشرجي وبالأصابع وغيرها.
4- على الأزهر والجهات المعنية ضرورة فتح النقاش الجاد حول تجديد الخطاب الديني الخاص بالنساء مع الأخذ في الاعتبار الواقع المعيشي للنساء والرجال ومراجعة الموروث الفقهي والآراء المتشددة تجاه النساء بما يتماشى مع الواقع الحالي.
5- على صانعي السينما والدراما والاعلانات العمل على مناهضة كافة أشكال العنف ضد النساء وخاصة تنميط النساء في الدراما وتسليع النساء في الإعلانات.
6- ضرورة اصدار قانون موحد للعنف ضد النساء وخاصة العنف الأسري.
7- تعديل نصوص المواد الخاصة بتجريم الإجهاض للسماح للنساء اللاتي حملن نتيجة اغتصاب أو اغتصاب وزنا المحارم بإجهاض الجنين، حفاظا على حياة الأم النفسية وجودة حياة الطفل.


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

د. هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، إضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام، يشغل منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان بكندا، و رئيس تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المواقع الأخرى.هاني خاطر صحفيًا ومؤلفًا ذو خبرة عميقة في مجال الصحافة والإعلام، متخصصًا في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات، يركز في عمله على تسليط الضوء على القضايا المحورية التي تؤثر على العالم العربي، ولا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية.على مدار مسيرته المهنية، نشر العديد من المقالات التي تتناول انتهاكات حقوق الإنسان والحريات العامة في بعض الدول العربية، فضلًا عن القضايا المتعلقة بالفساد الكبير، يتميز أسلوبه الكتابي بالجرأة والشفافية، حيث يسعى من خلاله إلى رفع مستوى الوعي وإحداث تغيير إيجابي في المجتمعات.يؤمن هاني خاطر بدور الصحافة كأداة للتغيير، ويعتبرها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومحاربة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمع أكثر عدلًا وإنصافًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً