فتح باب التقديم للدورة التدريبية "تطوير مهارات الصحفيين من الأساسيات إلى التفوق" بمقاطعة كيبك بكندا من يوم 1 نوفمبر لمدة 30 يومًا حتى 1 ديسمبر ، لذا نحث الراغبين في التقديم على تجهيز المستندات اللازمة للتقديم، لمزيد من المعلومات بصفحة الانضمام الى البرنامج التدريبى.

فقط 1750$
إعلان

في يومِ الكفاحِ والنضال يوم المرأةِ المصرية  .. “حواء” إبداعٌ من صنعِ الخالق

عصام التيجي .. يكتب :  

0

عندما خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم ” أبو البشر ” لم يتركه وحيداً بل خلق من ضلعه الأعوج ستنا حواء ” أم البشر ” ليؤنس الله عز وجل آدم بامرأة تعينه على وحدته وتعيله عند حاجته ” فلا حياة بدونها ” .

وقد وضع رب العزة سر قوته في خلق حواء ، هذا الكائن الضعيف رقيق القلب والمشاعر فجعل من قوتها ما لا يتحمله الرجل . 

فالرجل عندما يتألم يكره ، لذا خُلِقَت حواء من ضلع آدم عليه السلام أثناء نومه ، فلو كان مستيقظا لشعر بألم خروجها من ضلعه وكرهها .

أما المرأة فعكس الرجل إن تألمت تزداد عاطفةً وحباً ، ترى الموت بعينيها أثناء وضعها ، لكنها تتمسك بالحب أكثر كلما زاد الألم ، فإن وضعت مولودها تفديه بروحها وحياتها مقابل أن تمنحه الحياة . 

إنها سر قوة الله في حواء التي خلقها من ضلع أعوج ، ذلك الضلع الذي يميل ناحية القلب ليحميه.

فقد أثبت الطب الحديث أن لولا هذا الضلع لكانت أخف ضربة على القلب سببت له نزيفاً ، ثم جعله أعوج ليحمي القلب من الجهة الثانية . 

لذا خلق الله جلت قدرته حواء من الضلع الذي يحمي القلب ، فمهمتها في الحياة حماية القلوب والعواطف التي تغلب عواطف الرجل . 

” ظلموكي يا سيدتي بهذا الضلع الأعوج ولم يدركوا إبداع الخالق في صنعك ” 

من هنا كانت البداية وسر نجاح المرأة على مر العصور والأزمنة .

بعاطفتها وحبها وصدقها تملك الدنيا وما فيها ، وبقدرتها على التحمل ” سر قوتها ” تصل إلى ما وصلت إليه عبر تاريخها الطويل من الكفاح النضال.

فالأمومة كفاح ونضال ، وتعلم المرأة هدف وإلتزام ، وتطلعها إلى المزيد حُلم ليس بعيد المنال . 

هكذا تميزت المرأة في مختلف دول العالم لكن في مصر كانت البداية :

فحواء هي ” سوبك ” الملكة العظيمة وسيدة كل النساء ، هي ” حتشبسوت ” سيدة السماء وملكة الأرضين . 

حواء هي ” نفرتيتي ” أجمل ملكات مصر التي قضت على أعدائها ، هي ” نفرتاري ” جميلة الجميلات .

حواء هي ” كليوباترا ” حب أنطونيو وملكة العشق والغرام .

المرأة .. ملكةٌ على عرش مصر القديمة .

—————————————           

في الحضارة المصرية القديمة تبوأت المرأة مكانة بارزة في شتى مناحي الحياة بأعتبارها الشريك الوحيد للرجل في حياته الدينية والدنيوية طبقا لنظرية الخلق ونشأة الكون الموجودة في المبادئ الدينية الفرعونية .

وقد تجاوزت المرأة المصرية في التاريخ الفرعوني هذه المكانة حتى وصلت لدرجة ” التقديس ” ، فظهرت المعبودات من النساء إلى جانب الآلهة الذكور . 

بل إن إلهة الحكمة كانت في صورة إمرأة ، الإلهة إيزيس كانت رمزاً للوفاء والإخلاص ، الإلهة ماعت كانت رمزاً للعدل ، أما الإلهة حتحور فكانت رمزاً للحب ، وسخمت كانت رمزاً للقوة . 

وقد سبقت الحضارة المصرية حضارات الشرق القديم في تولي المرأة مناصب عليا في البلاد ، فكانت ربة في مجمع الأرباب ، وعنصراً أساسياً في أسطورة خلق الكون ، وكاهنة لأكبر معبودات مصر ، وملكة شاركت زوجها الملك في إدارة شئون البلاد ، أو وصية علي العرش ، أو ملكة أنفردت بالحكم في ظل غياب وريث العرش ، فضلاً عن دورها الأساسي كأم وزوجة .

المرأة في التشريع الإسلامي

————————————–

وعلي مر العصور لعبت المرأة دوراً مهماً في المجتمع المصري وكان لها مكانة خاصة ودور فعال حيث تساوت مع الرجل وتقلدت الكثير من المناصب بعد أن نالت حقها الأساسي في التعليم . 

ففي التشريع الإسلامي خاطب الله سبحانه وتعالى المرأة في كتابه الكريم بمثل ما خاطب الرجل وساوي بينهما من حيث القيمة الإنسانية والروحية باعتبار أن الأنوثة والذكورة ليستا في نظر الإسلام فارقاً في تقرير الشخصية الإنسانية . 

 كذلك ساوى الإسلام بين المرأة والرجل في القوانين المدنية والجنائية ، واعترف بحقها في التعليم ، وأجاز للمرأة العمل في القطاعات المختلفة ، لتكون أداة فعالة في المجتمع . 

واشتركت المرأة في المعارك العسكرية منذ أيام الرسول والخلفاء الراشدين وقامت بالأسعافات للجرحى وتجهيز الطعام للجنود والسقاية ، إلى أن وصل دورها في الاشتراك الفعلي بالمعارك . 

المرأة المصرية في الدولة الحديثة . 

—————————————–

ومع قيام الدولة الحديثة في عهد محمد علي برز دور المرأة واضحاً ، حيث أنشأت مدرسة الممرضات عام 1832 ميلادية وكانت النواة الأولى التي مهدت الطريق لخروج المرأة المصرية إلى العمل . 

وفي عام 1872 ميلادية أصدر رفاعة الطهطاوي كتاباً مهماً بعنوان 

” المرشد الأمين للبنات والبنين ” طرح فيه بقوة قضية تعليم الفتاة ، وكان لهذه الدعوات أثرها في المجتمع ، ومنها ساندت المرأة قضية التعليم للجميع فتبرعت ” الأميرة فاطمة بنت الخديوي إسماعيل ” بأرض كانت تملكها لإقامة مبنى الجامعة الأهلية ” جامعة القاهرة حالياً ” ووهبت مجوهراتها الثمينة للإنفاق على تكاليف البناء ، وأوقفت أرضاً زراعية شاسعة للإنفاق على مشروع الجامعة .

وفي عام 1928 ميلادية التحقت المرأة بالجامعة المصرية . 

وفي أوائل القرن العشرين أسست مجموعة من النساء المصريات أول تنظيم غير حكومي للخدمات إيذاناً بمشاركة أوسع للمرأة في العمل العام ، وهنا برز دورها في القضايا الوطنية ، حيث كان خروج النساء المصريات في طليعة الجماهير المشاركة في ثورة 1919 ميلادية .

ثم تأسس أول حزب سياسي للمرأة تحت إسم ” الحزب النسائي المصري ” عام 1942 ميلادية الذي اندرج تحته المطالبة بضرورة تعديل قانون الانتخاب باشتراك النساء مع الرجال في حق التصويت وأن يكون لها جميع الحقوق السياسية وعضوية المجالس المحلية النيابية . 

وكان حصول المرأة على حقوقها السياسية بداية لتمتعها بمزيد من الحقوق الأخرى ، مثل الحق في تقلد الوظائف العامة والعليا . 

وقد توج هذا التطور بتعيين أول وزيرة للشئون الإجتماعية في مصر عام 1962 ميلادية واستمر منذ ذلك التاريخ إسناد مناصب وزارية للمرأة في جميع الحكومات المصرية وترسيخ تمثيلها في المؤسسات التشريعية والسياسية الأخري . 

يوم المرأة المصرية .. قصة كفاح واستشهاد .

—————————————-       

لكن يظل كفاح المرأة من أجل الاستقلال ودحر الإستعمار هو ايقونة العمل النسائي في مصر ، لا سيما عندما سقطت أول شهيدة مصرية من أجل الوطن ، السيدة ” حميدة خليل ” عندما تظاهرت في يوم السادس عشر من شهر مارس عام 1919 ميلادية ومعها أكثر من 30 سيدة بقيادة هدى شعراوي ، رافعين أعلام الهلال والصليب كرمز للوحدة الوطنية ، منددين بالأحتلال البريطاني والاستعمار . 

ليتكرر نفس المشهد والدور الذي تقوم به المرأة في ثورتي 25 يناير و 30 يونيو لتحقيق الإستقرار في البلاد والمطالبة بالعيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ، لتنال المرأة مكتسبات جديدة في عصرنا الحالي أبرزها التمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمرأة وتوليها الكثير من المناصب القيادية وإصدار العديد من القوانين التي تنصف المرأة بالإضافة إلى المبادرات الصحية التي تقيها من الأمراض المختلفة وكذلك حقوقها في البرامج التي توفر الحياة الكريمة للمرأة المصرية . 

هل أنصفت السينما والدراما التليفزيونية المرأة ؟  

—————————————— 

المتعمق في تاريخ السينما المصرية والباحث عمن أرسى قواعد الفن السابع في مصر يجد أن هناك رائدات مصريات حملن على أكتافهن النهوض بصناعة السينما منذ نشأتها الحقيقية ومن بينهن المنتجة والفنانة الكبيرة ” عزيزة أمير ” التي كان لها السبق في إنتاج اول فيلم روائي طويل صامت من بطولتها وهو فيلم ” ليلى ” ، وحينها مدحها أمير الشعراء أحمد شوقي قائلا ” سيدتي لقد نجحت في ما عجز عنه الرجال ” ، لتأتي بعدها المنتجة والفنانة العظيمة أيضاً ” بهيجة حافظ ” لتقدم الفيلم الصامت ” زينب ” من بطولتها وإنتاجها ، بل وقامت بوضع الموسيقى التصويرية له كأول مؤلفة للموسيقى التصويرية في تاريخ السينما المصرية .

ثم تأتي ساره برنارد الشرق الفنانة ” فاطمة رشدي ” التي قدمت أحد أهم الأفلام التي صنفت ضمن قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما فيلم ” العزيمة ” ، وكلها أفلام ناقشت قضايا المرأة في وقتها وأهمية دورها في المجتمع . 

وباعتبار أن السينما هي انعكاس لحياة المواطن الاجتماعية فقد كانت المرأة دائما حافزاً وبقوة في ثنايا ودروب هذا الفن فتناول قضايا المرأة ومشاكلها المختلفة مثل المشاكل الأسرية والعنف وعمل المرأة وقضايا الخلع والطلاق وتعدد الزوجات والتمييز وغيرها . 

وهناك الكثير من الفنانات اللاتي مثلن المرأة في السينما مثل سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة التي قدمت أفلام تناقش قضايا المرأة في ” دعاء الكروان ، والحرام ، وأريد حلاً ، وأفواه وأرانب ، ولا عزاء للسيدات .

وأيضا قدمت الفنانة نجلاء فتحي قضية الخيانة في فيلمها السينمائي ” عفواً أيها القانون ” .

كما قدمت الفنانة ميرفت أمين قضية الطلاق في فيلم ” آسفة أرفض الطلاق ، .

وقضية منزل الطاعة التي قدمتها الفنانة مديحة كامل في فيلم ” بريق عينيكِ ” . 

لكن خلال الفترة الأخيرة تراجع الدور الحقيقي للمرأة ، فلم تقدم السينما سوى المحتوى السطحي والترفيهي لها والبعد عن قضاياها الحقيقية التي تتناسب مع عصرها . 

نحن لدينا في مصر دراما تليفزيونية تتسع لعدد كبير من الأمثلة الناجحة للمرأة ويمكنها أن تغير كثيراً من وضعها في المجتمع بمناقشة حياة هذه النماذج علي الشاشة الصغيرة . 

هي المرأةُ المصريةُ إذن ، صناعة من إبداع الخالق الذي أحسن خلقها فرفع شأنها بين الأمم .

كلهن من إبداع الخالق لكن من منهن المخلصات .. المحافظات .. المربيات .. القادرات على تحمل المسئولية والصعاب .. من منهن الباحثات عن الذات .. التي تضحي من أجل وطنها ليسيل دمائها في الشوارع والميادين وفي الحارات .. هن المشاركات للرجال في كل أمور الحياة بل وأهم في تربية البنين والبنات .. إنها المرأة العربية وبخاصة المصرية . 

المرأة لوحة فنية أبدع الخالق في تشكيلها لتحمل في ملامحها كل مواطن الجمال وفي قلبها كل معاني الحب والدلال وفي مكنون شخصيتها عراقة الأصل والكمال . 

المرأة هي الأخت والزوجة والابنة والجارة والصديقة .

هي كل ما تقع عيناك عليها لتتوه في عالمها المليئ بالاسرار والحكايات .

لكن تبقى المرأة هي الأم التي وضع رب الكون الجنة تحت قدميها لننعم بجنة دنياها وبعد الموت تظلنا حيث خَلقِها ومستقرِها ومثواها . 

تحيةً لكل إمرأة في يومها ” يوم الكفاح والنضال ” .. تحيةً إلى كل أم في عيدها “عيد الحب والعطاء”.

تحيةً إلى أمي تحت الأرض صوت الماضي الذي يناجيني في أحلامي ويقظتي ، فصورتك لم تفارق خيالي يا محبوبتي . 

تحيةً إلي إخوتي فوق الأرض اللاتي قدمن نماذج فريدة في التضحية والعطاء والإخلاص . 

تحيةً إلي زوجتي وصغيرتي فبدونهما لن أعيش يوماً في دنيتي .. تحيةً إلى كل إمرأة كانت سبباً في تكوين شخصيتي . 

 

 

 

                          


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً