في الحقيقة، كان رأيي، دائماً، أننا، في مصر، نفتقد للمسة الأخيرة، وعند تنفيذ الأعمال الضخمة، ذات التكاليف الطائلة، يفوتنا، سهواً أو عمداً، إضافة اللمسة الجمالية، التي تظهر روعة ذلك العمل، ولعل أبسط الأمثلة، عند الانتهاء من إنشاء كوبري جديد، مما يتكلف إنشاؤه مئات الملايين من الجنيهات، نجد أسفله بقايا الطوب، ومخلفات البناء، وأكوام التراب، وحتى أكياس الأسمنت الفارغة، التي تجاهل المسئولين عن تنفيذ الكوبري، جمعها، وتسوية الأرض تحتها، وهو العمل الذي لا يتكلف الوقت أو المال، مقارنة بحجم العمل الأساسي، وإنما هو، في الحقيقة، جزء لا يتجزأ لاكتمال العمل.
أما اليوم، وبعدما تولت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة مسئولية الإشراف عن تنفيذ مشروعات الطرق والكباري، وبدأنا نرى اكتمال الأعمال بوضع اللمسات الأخيرة الجمالية، التي كنا نفتقدها في الماضي، فأصبحت حوائط الكباري الأسمنتية، تتزين بأشكال هندسية وألوان زاهية، ولائقة، مضيفة للكباري لمسات فنية بسيطة، للغاية، ولكنها تضيف مميزات جمالية رائعة. وفي بعض المواقع، ووفقاً لطبيعة المشروع، يتم زراعة بعض النباتات الجميلة حوله، وهو ما تخوفت، في البداية، لأن يكون قاصراً على يوم الافتتاح، فقط، إلا أنني تأكدت من صيانتها المستمرة، ومتابعتها بالري، للحفاظ عليها.
وفي هذا الأسبوع، شهدت بنفسي، بالصدفة، مفاجأة سارة، عندما مررت على محور شينزو آبي، ذلك الطريق المحوري الذي يربط عدة مناطق بالقاهرة، ويحمل اسم رئيس وزراء اليابان، السابق، تقديراً لدوره في مساندة مصر، سياسياً واقتصادياً، خلال فترة رئاسته للحكومة اليابانية، وأهمها إنشاء المدارس اليابانية في مصر. لقد صُمم، هذا المحور، على الطراز الياباني، الذي يتميز بالألوان الزاهية، المتميزة، وتم طلاء المباني والعمارات على جانبيه، بذات الألوان المتسقة مع الطراز الياباني، وحتى كوبري المشاة فوق المحور، ومحطات البنزين على جانبيه، صممت بنفس طراز المعمار الياباني، اتساقاً مع المشروع بأكمله.
والحقيقة أنني شعرت بالسعادة والفخر، لأنني مقتنع، تماماً، أن النظافة تنشر النظافة، والجمال ينشر الجمال، والقبح ينشر القبح، وفي ظني أن انتهاء محور شينزو آبي بهذا الشكل الرائع، سيكون بداية لفلسفة جديدة في تنفيذ المشروعات على أكمل وجه، بما في ذلك اللمسات الجمالية، ليصير ذلك نهجاً جديداً في حياتنا المستقبلية، لنتقدم به خطوات، ونضيف مع كل عمل خطوة جديدة نحو مستقبل أفضل، وليس على المحاور والطرق، فقط، وإنما في كل مشروع لنرتقي به إلى ما تستحقه مصر من الظهور بالشكل اللائق بحضارتها.
Email: sfarag.media@outlook.com
1
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.