(كل التحية والتقدير للقضاء الشامخ، قرارات محاكمة القاضى القاتل اثلجت صدورنا، وكانت أحكامًا عادلة لتطبيق سيادة القانون على الجميع).
ثقافه العدل بالمجتمع .. العدل أساس الملك، وبه يستقيم كل شيء؛ وإذا تحقق العدل، حُفِظَتْ كرامة الناس، وأخذ كل ذي حقٍ حقه، وأدى كل واحد واجبه، وصُفيت النفوس، وارتاحت الضمائر، فالله عزَّ وجلَّ سمى نفسه “العدل”، وفرق الأرزاق وحدد معايير تعمير الأرض وحرم الظلم على عباده …
لا بد من نشر ثقافة العدل بين المجتمع، وتدريس القوانين والعقوبات والواجبات للأطفال منذ الصغر، وتدريس الدين المعاملة للأطفال منذ الصغر … إلخ.
وتحقيق العدل وسيادة القانون مسئولية الجميع دون استثناء … فالحاكم مسئولٌ عن تحقيق العدل في بلده .. والوزير مسئول عن تحقيق العدل وسيادة القانون في وزارته، والمحافظ مسئول عن تطبيق سيادة القانون والعدل فى محافظته، والعمدة مسئول عن تحقيق العدل في قريته، والمدير مسئول عن تحقيق العدل وسيادة القانون على الجميع في إدارته، ورئيس الجماعة مسئول عن تحقيق العدل في جماعته، والأب مسئول عن تحقيق العدل بين اولاده في أسرته، والقاضي مسئول عن تحقيق العدل وسيادة القانون على الجميع في محكمته.
والعدل كلمةٌ لا تخص فقط المحامي والقاضي فقط، بل مرتبطة بكل ما يجري داخل المجتمع.
ويمكن شرح كلمة “العدل” ب “إعطاء الحقوق لأصحابها، وإجبار الكل على أداء الواجبات دون تمييزٍ”؛ فالشرطي عندما يحرر المخالفات بضمير يقيم العدل في الأرض، والأستاذ عندما يصحح الامتحانات بضمير يقيم العدل في الأرض، والأب الذي لا يفرق بين ابنائه ويعاملهم على حدٍ سواء يقيم العدل في الأرض.
وإذا طُبق كل واحد عدله بطريقته وعلى هواه، اختلت الموازين وساد الظلم، ومن هنا أهمية تطبيق سيادة القانون، وسيادته على الجميع دون استثناء …
ويجب تطبيق القانون وسيادته لتحقيق العدل، ولن يأخذ ذوي الحقوق حقوقهم إذا لم يُطبق القانون، ولن يؤدي المواطنون واجباتهم إذا لم يطبق القانون، لن يخرج الفقير من فقره إذا لم يطبق القانون، ولن تجد المرأة مكانتها في المجتمع إذا لم يطبق القانون على الجميع، ولن يحصل الشاب على الوظيفة التي يستحق، ولن يعالج المواطن داخل المستشفيات كما يجب إذا لم يُطبق القانون، ولن نحمي القاصرات إذا لم يُطبق القانون على الجميع، ولن نبني اقتصادًا قويًا إذا لم يسود القانون.
ولن يطبق القانون في بلادنا ما دمنا نجهله ولا نُدَّرسه لأولادنا منذ الصغر، لأن احترام القانون وسيادته أول ما يجب أن يُحفر في عقل أطفالنا، وفى عقل الشعب المصرى كله … ولأننا نجهل القانون، تكثر التأويلات والفتاوى وتجد أرضًا خصبةً تترعرع عليها وتنتشر كالسموم، ولا يمكن أن نلوم على المواطن مخالفته للقانون إذا كان يجهله أصلًا ولم يتلقاه لا في بيته ولا في مدرسته، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
فالعدل ثقافة تنتشر وتسود وليس عنفاً يمارس، وإعطاء الحقوق لذويها ثقافة تنتشر وتسود داخل المجتمع، ليصبح الظلم بعد ذلك دخيلًا ينتفض المجتمع كله ضده وضد كل اشكاله.
يجب أن تصبح قيمة “العدل” أساسًا في حياتنا، يدرسها الطفل داخل المدرسة وبعد ذلك في الثانوية والجامعة لتترسخ في ذهنه ويمارسها في حياته ويدافع عنها في محيطه؛ لأن الفرد هو الذي يكون المجتمع، وإذا تربى الفرد على قيمة “العدل” بنينا مجتمعًا عادلًا أساسه الإنسان ودافعه العدل وهدفه الكرامة.
لا يُغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم.
وربنا يحفظ مصر …
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.