شدّد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني على الحاجة إلى النظر إلى القارة الأفريقية بعيون الأفارقة وليس بعيون الإيطاليين والأوروبيين، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.
وقال تاجاني، خلال حدث “ما وراء التنمية، المستقبل الذي نصبو إليه”، الذي نظمته منظمة AVSI غير الحكومية في متحف ماكسي بروما، “نحن بحاجة إلى أن ننظر إلى أفريقيا ليس بعيون الإيطاليين والأوروبيين ولكن بعيون الأفارقة”.
ونبه تاجاني، المتحدر من حزب “فورتسا إيطاليا”، “لا يمكننا أن نفشل في اتخاذ إجراءات قوية في القارة الأفريقية من قبل إيطاليا والاتحاد الأوروبي، فمن الضروري القيام بذلك. تتوقع أفريقيا الكثير منا ولا يمكننا تفويت هذه الفرصة. نحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد في مكافحة الإرهاب وتغير المناخ وحماية الصحة والمرأة: هناك مجموعة من الإجراءات التي يجب أن نقوم بها مع السلطات الأفريقية لدعم النمو المتناغم لقارة ستصبح مهمة بشكل متزايد والتي يجب أن ننظر إليها بعناية فائقة. وينطبق الشيء نفسه على أمريكا اللاتينية، وهي شبه القارة الشقيقة التي تنضم إلينا روابط لغوية ودينية وأيضًا بحضور قوي لمجتمع من أصل إيطالي وأوروبي”.
كما شدّد تاجاني على أنه “يجب ألا نتخلى أبدًا عن الاهتمام بالقارة الأفريقية، وأن نطور إجراءات قوية للتماسك والتعاون ومرافقة رواد الأعمال الأوروبيين لعدم الانتقال أو الاستعمار ولكن لإنشاء مشاريع مشتركة لصالح نمو القارة الأفريقية”، مؤكدا على الكيفية التي تشكل بها البنى التحتية أداة مواتية لهذا النمو.
وتابع: “نحتاج إلى أفريقيا وأفريقيا تحتاج إلينا. لدينا واجب ومصلحة للعمل سويًا”، مضيفًا: “في مواجهة مثل هذا الوضع الدولي المعقد الذي يتسم بالتقلب وعدم اليقين، يتطلب التعاون الإنمائي قوة دفع جديدة”.
ولفت تاجاني إلى أن “الإختلافات في العالم وصلت اليوم إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، حيث يمتلك 10 في المائة من السكان 70 في المائة من ثروة العالم. إن شبح الركود العالمي يهدد بضغوط الموارد المالية المخصصة للتعاون الإنمائي، الذي يشكل جزءا لا يتجزأ ومؤهلا من السياسة الخارجية ويسهم في بناء علاقات شراكة متكافئة ومتعددة الأطراف مع البلدان المستفيدة”.
كما أشار إلى “إن الوباء والأزمات تقوض التقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة”، لافتا باستحسان إلى الاتجاه التصاعدي في الموارد المخصصة للمساعدات الإنمائية الذي رفع النسبة مع الناتج المحلي الإجمالي إلى 0.29 في المائة في عام 2021 مقارنة بـ 0.22 في المائة في عام 2020.
وتابع “خلال رئاسة مجموعة العشرين، وضعت إيطاليا الأمن الغذائي ضمن أولويات جدول الأعمال الدولي، ويلتزم إعلان ماتيرا بإيجاد نظم غذائية زراعية أكثر استدامة ومرونة للتخفيف من حدة الجوع وتأثير تغير المناخ. اليوم، تؤثر أزمة المناخ والغذاء، التي تفاقمت بسبب الأزمة في أوكرانيا، قبل كل شيء على البلدان والشعوب الأكثر هشاشة مثل الأفارقة”.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.