الرعاية الأساسية (رعاية المجتمع) !
بقلم: الكاتب الصحفى "مدحت محيى الدين"
العديد من الناس لا يعرفون أن المنشآت الصحية التي يترددون عليها يوميًا مقسمة لقسمين؛ قسم رعاية أولية (وقائى) متمثل في مراكز طب الأسرة والوحدات الصحية، وقسم العلاجي متمثل في المستشفيات.
أسمعك عزيزي القارئ وأنت تسأل: “ما الفرق بين القسمين؟”؛ والإجابة هي أن الخدمات المقدمة من القسمين مختلفة، نظرًا لأن الهدف منهما مختلف، فهدف قسم الرعاية الأولية هو تقديم الخدمات الأساسية الطبية للأسرة، بالإضافة إلى التركيز على الوقاية، بينما هدف القسم العلاجى هو العلاج بعد ما تخطى الإنسان مرحلة الوقاية لمرحلة الإصابة، ولذلك تركز وزارة الصحة والسكان كل جهودها للإهتمام بالوقاية من الأمراض المختلفة، عملًا بالمقولة العظيمة: “الوقاية خير من العلاج”؛ ولأن العديد من الناس يظنون أن كل المنشآت الصحية علاجية فقط، سنركز في هذا المقال على تعريف قطاع الرعاية الأساسية والخدمات المقدمة للمجتمع وللأسرة من خلال وحدات ومراكز طب الأسرة، خصوصًا بعد التطوير الذى شهدته في السنوات الأخيرة، وبعد إضافة العديد من المبادرات الرئاسية للخدمات المقدمة.
تنقسم الخدمات المقدمة بمنشآت الرعاية الأولية طبقًا للسن كالآتي:
أولًا: منذ الولادة وحتى 5 سنوات؛ بعد ولادة الطفل يتوجه الوالدان به إلى أقرب مركز طب أسرة لإعطائه جرعات التطعيم الأولية، وعمل تحليل لهرمون الغدة الدرقية، وأمراض التمثيل الغذائي، والأمراض الوراثية، كما يتم عمل فحص للسمع، وقياس الطول والوزن، ويتم تسجيل ذلك في كراسة خاصة بكل طفل لتسهيل المتابعة، وإذا كانت الأم تعاني من أي مشاكل تمنعها من الرضاعة الطبيعية بعد الفحص يُصرف للطفل لبن صناعي شبيه للبن للأم، ومغذيات دقيقة للأطفال بشكل عام، ويواصل الأهل متابعة الطفل وتطعيماته وفقًا للجدول الزمني الخاص به.
ثانيًا: من سن 5 إلى 15 سنة؛ هناك إدارة بقطاع الرعاية الأساسية تدعى “إدارة رعاية السن المدرسي”، ومن خلال مراكز الرعاية الأولية يتم عمل فحص طبي لطلاب المدارس، وتذهب الفرق إلى المدارس لعمل تحاليل للكشف عن الأنيميا، والتقزم بشكل دوري، ومتابعة نمو الأطفال، بالإضافة إلى توفير التطعيمات المدرسية، والصحة النفسية للأطفال بالمدارس، ومبادرة طيف التوحد.
ثالثًا: من سن 15 إلى سن 21 متوافر بمراكز الرعاية الأولية مبادرة الشباب والمراهقين، ويقدم من خلالها فحص طبي، وتحاليل دورية، وتقييم نفسي وتغذوي، كما يتم تقديم الدعم النفسي للمراهقين في هذه المرحلة، وتقديم الدعم للمقاومة ومنع الإدمان وإيذاء الذات.
رابعًا: من سن 18 إلى سن 49؛ هناك العديد من المبادرات في هذه المرحلة مثل: عمل التحاليل اللازمة للمقبلين على الزواج، ومبادرة صحة الأم والجنين، ومتابعة الحمل والولادة والنفاس، والصحة النفسية للأم، ومبادرة تنظيم الأسرة، ومبادرة صحة المرأة وعيادات المرأة الآمنة، وللسيدات والرجال مبادرة الأمراض المزمنة، والاعتلال الكلوى، والتقييم و الدعم النفسي والتغذوي وصرف المغذيات الدقيقة.
خامسًا: من سن 49 إلى 65؛ مبادرة صحة المرأة ومبادرة الأمراض المزمنة والاعتلال الكلوي، بالإضافة للتقييم والدعم النفسي والتغذوي.
سادسًا: من سن 65 فأكثر؛ مبادرة صحة المرأة ومبادرة كبار السن، وأيضًا التقييم والدعم النفسي، والتغذوي ومرضى الزهايمر.
إذن عزيزي القارئ تتلخص كل تلك الخدمات في الكشف المبكر عن الأمراض، وخدمات الوقاية وخدمات تنظيم الأسرة، وخدمات التثقيف الصحي وخدمات علاجية، وتقدم الخدمات للمواطنين من خلال 5426 منشأة رعاية أولية بمختلف المحافظات، ويستفيد منها أكثر من 80 مليون مصري.
الجدير بالذكر أن رئيس قطاع الرعاية الأساسية بوزارة الصحة والسكان هو الأستاذ الدكتور “وائل عبد الرازق”، المشهود له بالكفاءة، ودماثة الخلق منذ بدايته كأستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي بمعهد الكبد القومي، وبعدها أصبح نائب المدير التنفيذي للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، وبعد الإنجازات التي حققها في هذا المجال، ومن خلال المبادرات الرئاسية كمبادرة 100 مليون صحة، وفي التعامل مع العديد من المنظمات الدولية المهمة كمنظمة الصحة العالمية، ومنظمة اليونيسيف وغيرها أصبح رئيسًا لقطاع الرعاية الأولية، وساعد في تطويره ليكون بالصورة المشرفة التى هو عليها الآن.
عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة صرتم الآن تعرفون أنكم كأسرة في أيد أمينة، وصرتم الآن تعرفون إلى أين تتوجهون للحصول على الرعاية الأساسية لكل أفراد الأسرة.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.