يستعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزيارة الصين في أجواء محلية عالمية متوترة، مع إعلان موسكو نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا، وتراجع مخزون الأسلحة في دول بأوروبا، وإعلان موسكو وبكين بزوع نظام عالمي متعدد الأقطاب.
وبجانب التوقيت، تكتسب الزيارة أهميتها باصطحاب ماكرون رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إلى بكين، حاملين ما اعتبره خبراء في شؤون أوروبا السياسية خلال تعليقهم لموقع “سكاي نيوز عربية”، “رسائل إلى روسيا”.
وفى مؤتمر صحفي عقب قمة زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل، الجمعة، قال ماكرون إنه اقترح على فون دير لاين أن ترافقه إلى الصين ليكون الحديث “بصوت موحد”.
أجواء الزيارة
• قبل أيام من الزيارة المقررة من 5 إلى 8 أبريل، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده أرسلت 10 مقاتلات إلى بيلاروسيا (حليفته المجاورة له ولأوكرانيا) تستطيع حمل أسلحة نووية تكتيكية؛ ردا على قرار بريطاني بتزويد أوكرانيا بقذائف خارقة للدروع تحتوي على اليورانيوم المنضب.
• علق حلف الناتو (المكون في أغلبه من دول بأوروبا بقيادة أميريكية)، الأحد، على تصريح بوتين بأنه “خطير وغير مسؤول”.
• تعاني دول في أوروبا من نقص مخزون الأسلحة، مثل راجمات الصواريخ، نتيجة إرسال أسلحة بشكل غير مسبوق نحو أوكرانيا، وتبذل ألمانيا جهدا كبيرا لتوفير الدبابات المطلوبة، فيما أعلنت تشيك أنها غير قادرة على تقديم مساعدة جديدة لكييف نتيجة النقص الحاد في مستودعاتها العسكرية.
• إعلان الرئيس الصيني، شي جين بينغ ونظيره الروسي في موسكو “ولادة عصر جديد متعدد الأقطاب” يقود البلدان التغييرات الحاصلة فيه.
• خروج مظاهرات عارمة في فرنسا ودول أخرى في أوروبا؛ احتجاجا على قرارات حكومية بتقليص مكاسب عمالية، أو نتيجة ارتفاع الأسعار.
همزة الوصل
الخبير السياسي والقانوني الفرنسي، إيلي حاتم، يصف زيارة ماكرون لبكين بـ”الهامة” في ظل هذه المتغيرات:
• معاناة دول الاتحاد الأوروبي من “مشكلات اقتصادية وغلاء بالمعيشة نتيجة حرب أوكرانيا”.
• الاتحاد الأوروبي يبحث عن تنشيط اقتصاده، ويرى أن الصين أقرب له في هذه النقطة من روسيا، خاصة وأنها خارج أي عقوبات غربية.
• لم تعد الولايات المتحدة وحدها من يتحكم في العالم بعد بزوغ عالم متعدد الأقطاب.
• فرنسا ودول أوروبا تسعى لإثبات الوجود في هذا العالم الجديد، بأن تكون “همزة الوصل” بين الشرق والغرب.
• أوروبا تسعى لتوطيد علاقاتها بالصين للتخفيف من حدة توثيق العلاقات بين بكين وموسكو، والتي ترجمتها الاتفاقيات الموقعة بين جين بينغ وبوتين في موسكو مؤخرا.
• تؤشر الزيارة لأن أوروبا تسعى لانتفاح سياسي واقتصادي مع الصين.
موازنات “العالم الجديد”
يتفق مع الطرح السابق، الباحث في الشؤون السياسية والمقيم في ألمانيا، نبيل شبيب، الذي يقول إن “السياسات الأوروبية تجاه الصين تتميز بالمصالح الكبيرة المتبادلة”.
ويربط الزيارة بتغيرات “العصر الجديد” قائلا:
• هناك تحركات دولية في اتجاه توازن المصالح مع تشكل ملامح “التعددية القطبية”.
• الزيارة تأتي بعد نجاح الوساطة الصينية بين السعودية وإيران.
• فرنسا حريصة على تأكيد دورها القيادي في أوروبا بمبادرتها توجيه أوروبا نحو الصين.
• ماكرون طلب مرافقة فون دير لاين حتى تكون الزيارة “أوروبية- صينية” وليست “فرنسية- صينية”.
• الزيارة تهدف لمعرفة الموقف الصيني حول الحرب في أوكرانيا.
• محاولة “تحييد الصين” بعد تصريحات روسية بشأن الأسلحة النووية.
• ختاما، تنقل الزايرة رسالة لفلاديمير بوتين، من خلال الصين، بأن دول الغرب لن تتراجع عن سياساتها الحالية بشأن أوكرانيا وتسليحها.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.