أعاد تجديد الفنان التشكيلي الروسي غريغوري كوراسوف، اتهامه لمصممة الغرافيك المصرية غادة والي بـ”سرقة أعماله”، وردها عليه بالنفي، الحديث حول كيفية التفريق بين “السرقة” و”الاقتباس”، مع تكرر ظاهرة تشابه بعض الأعمال الفنية عبر التاريخ.
ويحدد فنانون تشكيليون في حديثهم لموقع “سكاي نيوز عربية”، الحدود التي لو تخطاها الفنان في النقل من أعمال غيره، يكون قد وقع في تهمة السرقة، مع تطبيق أمثلة على الأزمة محل الخلاف بين غريغوري كوراسوف وغادة والي.
تسلسل أحداث الخلاف
- في يوليو 2022، اتهم الفنان الروسي مصممة الغرافيك بسرقة 4 لوحات من أعماله، واستخدامها بتغييرات طفيفة في تصميم جداريات في محطة مترو كلية البنات في القاهرة.
- أزالت إدارة المترو الجدارية واعتذرت للفنان الروسي.
- رفع محامي للفنان الروسي دعاوى قضائية ما زالت منظورة أمام المحكمة ضد والي.
- في مايو 2023، تجدد اتهام الفنان الروسي لمصممة الغرافيك بالأخذ من أعماله، واستخدامها دون إذنه في حملة إعلانية لمشروب غازي.
- بعد صمت لمدة سنة علقت والي على اتهامات الفنان الروسي، وقالت في تصريحات تلفزيونية إن “جدارية المترو استوحتها من رسومات في مقبرة مصرية قديمة”.
- علق أيضا عادل عبد الحميد محامي والي، على اتهام الرسام لها، معتبرا أنه “تلفيق محكم هدفه هدم موكلته التي حصلت على تكريمات داخل وخارج مصر”.
مقارنة بين الأعمال
رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق أستاذ التصميم الزخرفي خالد سرور، يعتبر ما حدث “سرقة فنية متكاملة الأركان”.
وفي حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، يستدل على ذلك بمقارنة بين الأعمال الفنية لوالي والفنان الروسي، قائلا:
- “هناك نقل واضح لوالي من أعمال كوراسوف، يصل لحد التطابق”.
- “فيما يخص الخطوط والاتجاهات في العمل الفني، يوجد تشابه لحد النسخ”.
- “والي أخدت حلا فنيا سبقها إليه الفنان الروسي”.
ويتفق معه الفنان التشكيلي والمصمم المصري حسين نوح، الذي يقول لموقع “سكاي نيوز عربية”:
- “الأعمال الفنية لوالي (قص ولصق)، إذ نقلت أسلوب عمل الفنان الروسي ونفس الخطوط التي يستخدمها”.
- “مصممة الغرافيك استخدمت نفس طريقة تعبير الفنان الروسي، وهذا واضح في طريقة التصميم ورسم العيون”.
ما الفرق بين الاقتباس والسرقة؟
“الاقتباس من أعمال الغير مسموح به في العمل الإبداعي، إلا أن هناك حدودا إن تم تجاوزها تحول إلى سرقة”، وفق الأكاديمي المصري مدحت نافع، الذي أوضح لموقع “سكاي نيوز عربية” كيفية التفريق بين الاثنين، بالإشارة إلى:
- “حجم الإضافة التي قدمها العمل الفني أو العلمي الجديد، مقارنة بنظيره المقتبس منه”.
- “الأمانة العلمية في توضيح مصدر الاقتباس ومصدر الإلهام الأصلي العلمي أو الفني”.
يشار إلى أن بعض أعمال الفنان الروسي تدور حول الفن المصري القديم، وهنا يُطرح سؤال بشأن ما إذا كان قد اقتبس أم سرق من هذه الأعمال؟
يجيب رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق، بأن “الفنان يلجأ في الحصول على أفكاره وإلهامه إلى التراث والطبيعة والنظريات العلمية والفنية”.
وأضاف: “إذا ما تم توضيح المصدر والنسب للأصل (أي العمل القديم)، فيكون هنا اقتباسا مسموحا، خاصة حين يضع على العمل صياغته الخاصة، كما فعل الفنان الروسي”.
عقوبة السرقة الفنية
وهناك عقوبات كبيرة تنتظر الفنان إذا تمت إدانته بسرقة أعمال الغير، يقول عنها نوح:
- “لو دان القضاء مصممة الغرافيك ستدفع تعويضات مالية كبيرة”.
- “ستفسخ الشركات المتعاقدة معها عقودها، ويتم سحب جميع المشروعات التي تعمل بها مع شركات محلية ودولية”.
- “سبق وتمت إدانة غادة والي ومعاقبتها بالفعل، كما حدث بإزالة أعمالها من محطة مترو كلية البنات في القاهرة”.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.