يحتضن متحف بوانت آ كاليير (Pointe-à-Callière) في مونتريال معرضاً حول الحضارة المصرية القديمة تحت عنوان ’’مصر : ثلاثة آلاف سنة على النيل‘‘ (Égypte. Trois mille ans sur le Nil).
وافتُتح المعرض المؤقت الذي يحتوي على 320 قطعة أثرية أصلية في 22 أبريل/نيسان الماضي ويتواصل إلى غاية منتصف أكتوبر/تشرين الأول من العام الجاري.
’’إنه معرض فريد من نوعه على مصر.‘‘ هكذا كان ردّ إليزابيث كوتيه، عندما طرح عليها القسم العربي لراديو كندا الدولي سؤالاً عمّا إذا كان المعرض الحالي هو مجرد معرض آخر عن تاريخ مصر القديم.
وتضيف إليزابيث كوتيه أنّه ’’نظراّ لعدم تمكّننا من الوصول إلى مجموعة دائمة من الآثار المصرية في مونتريال، فقد حاولنا تقديم رؤية شاملة لهذه الحضارة الألفية.‘‘
وتنتمي القطع الأثرية المعروضة ’’حصرياً في أمريكا الشمالية‘‘ لمجموعة متحف إيجيزيو في تورينو بإيطاليا.
ولا يقتصر المعرض على ملوك (فراعنة) مصر القديمة فقط.
لقد حاولنا أن نقدم للزوار مفاتيح لفهم هياكل المجتمع المصري التي تطورت عبر الزمن. ركّزنا على الجانب الانساني. لا نتحدث فقط عن الفراعنة. وجّهنا اهتمامنا للمزارعين الذين يشكلون 90٪ من السكان.
وتقول إليزابيث كوتيه إنّ ’’ الحضارة المصرية لا تزال تبهر الجمهور.‘‘
وبالنسبة لها، ’’بنى المصريون العديد من العناصر المهمة للحضارة الإنسانية. سواءً تعلّق الأمر بنظام الكتابة أو التحنيط أو التنظيم الاجتماعي أو التخطيط الحضري. لقد تركوا آثارا تؤثر علينا كبشر. نحن نشعر بأننا قريبون منهم ، على الرغم من أنهم عاشوا قبلنا بـ 5000 سنة.‘‘
ونجد هذا الاهتمام عند إحدى زائرات المعرض التي التقى بها راديو كندا الدولي في المتحف.
جاءت السيدة سعدية المغربية الأصل من مدينة مونت سانت هيلير الواقعة إلى الشرق من جزيرة مونتريال برفقة ابنها أيوب وزوجها الكندي أندريه.
مصر بلد لطالما اهتممت به. يحمل في صلبه الكثير من التاريخ.
ويضيف زوجها أندريه أنّ ’’هذا المعرض يتيح للشباب من سنّ أيوب البالغ من العمر 13 عاماً الوصول إلى قطع ومعلومات أثرية رائعة.‘‘
وأوضح أندريه أنّه لم يسبق له أن زار مصر. ’’لكنّ هذا المعرض ولّد عندي رغبة لزيارة هذا البلد. سبق لزوجتي أن تحدّثت عن ضرورة زيارة مصر، لكن بعد جولتنا اليوم في المعرض، من المؤكّد أننا سنزور مصر‘‘، كما قال أندريه الذي سبق وأن زار بلد مولد زوجته، المغرب، عدّة مرات.
وتقول سعيدة إنّ المعرض مكّنها من الاطلاع على معلومات جديدة عن الحضارة الفرعونية رغم قراءاتها السابقة المتعدّدة.
وأعطت مثالا عن تقنيات التحنيط التي ’’شُرحت لنا بطريقة جيّدة‘‘، كما أضافت.
ويستقبل قسم من المعرض مومياء. ’’بالنسبة للمصريين القدامى، المومياء نفسها جزء من مجموعة من الطقوس الضرورية للوصول إلى الحياة الأبدية. ويوضح هذا القسم هذه الخطوات‘‘، كما تشرح إليزابيث كوتيه
ويتم الاحتفاظ بالمومياء خلف واجهة عرض زجاجية واقية في ظروف حفظ مستقرة للغاية .
وتوضح إليزابيث كوتيه أن زيارة المعرض تستغرق في المتوسّط ساعة من الزمن.
’’يمكن للزائر اكتشاف هذه الحضارة التي بنيت على النيل في القسم الأول من المعرض من خلال اتباع جدول زمني غير خطي. ويعود ذلك إلى أنه بين فترات الاستقرار المختلفة (الإمبراطوريات)، عبرت هذه الحضارة فترات تغيير غير مستقرة‘‘، وفقًا لها.
ويمكّن القسم التالي من المعرض من التعرّف على السكان الذين كانت غالبيتهم من المزارعين. أما القسم الثالث، فيتناول الهرمي الاجتماعي.
ويركز قسم آخر على الطقوس الدينية والممارسات التي استمرت لآلاف السنين، بما في ذلك عبادة الحيوانات.
وتقول السيدة كوتيه، إن هذه الحيوانات مرتبطة بالآلهة لكنها ليست آلهة في حدّ ذاتها. وتؤدّي دور الوسيط بين البشر والآلهة.
وللقطط مكانة خاصة لارتباطها بالإلهة باستيت التي كان لها رأس على شكل قطة أو الإلهة سيكميت التي لها رأس أسد.
وحظيت الممارسات الجنائزية بقسم خاص بها من المعرض. ’’أحب المصريون الحياة كثيراً لدرجة أنهم أرادوها أن تستمر إلى الأبد‘‘، كما تقول السيدة كوتيه.
وخُصّص القسم الأخير للآلهة. وفي نهاية المعرض، تتيح شاشة تفاعلية اكتشاف مونتريال وجاليتها المصرية حاليا.
ومن خلالها، يمكن للزائر معرفة موجات هجرة المصريين إلى كندا ، والعلَم المصري والجمعيات ، من بين أمور أخرى.
وحظيت الممارسات الجنائزية بقسم خاص بها من المعرض. ’’أحب المصريون الحياة كثيراً لدرجة أنهم أرادوها أن تستمر إلى الأبد‘‘، كما تقول السيدة كوتيه.
وخُصّص القسم الأخير للآلهة. وفي نهاية المعرض، تتيح شاشة تفاعلية اكتشاف مونتريال وجاليتها المصرية حاليا.
ومن خلالها، يمكن للزائر معرفة موجات هجرة المصريين إلى كندا ، والعلَم المصري والجمعيات ، من بين أمور أخرى.
وأكّدت مديرة المشاريع والمعارض و تطوير تقنيات الوسائط المتعددة في المتحف على سهولة الوصول إلى المعرض.
وبالنسبة لها، لا يقتصر المعرض على القطع الأثرية فقط. فعلى سبيل المثال، يمكن للأطفال وحتى الكبار استخدام شاشات تعمل باللمس تسمح لهم بكتابة أسمائهم بالهيروغليفية المصرية.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يقيم فيها المتحف معرضاً عن الحضارة المصرية بالتعاون مع متحف أيجزيو ، والذي يضم واحدة من أهم المجموعات الأثرية للحضارة المصرية في العالم.
واحتضن المتحف معرض ’’كبرى ملكات مصر‘‘ (Majestueuses reines d’Égypte) في ربيع عام 2018.
وركّز المعرض على المرأة في مواقع السلطة، سواء أكانت زوجات الملوك وأمهات الفراعنة وزوجاتهم. ’’قدّمنا الأماكن التي كانت ترتادها النساء في السلطة‘‘، كما قالت إليزابيث كوتيه.
وفيما يتعلق بدور السفارة المصرية في كندا في هذا النوع من المعارض، أوضحت السيدة كوتيه أن هذه الأخيرة هي أحد الشركاء الترويجيين ولكنها ’’لا تتدخل في المعرض أو تطلب محتوى محدداً، على سبيل المثال.‘‘
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.